الجمعة، 7 أبريل 2017

الارهاب الفكري الظالم




يكتبه خليفة مزضوضي
الإرهاب لا دين له ولا وطن له، ولا شك أن مفردات كلمة الإرهاب تحمل معاني الخوف والجزع والرهبة والرعب، فالأحداث المُحزنة والمؤسفة والمؤلمة والتي هي نتاج العمل الإرهابي وهدفها إرهاق فكر المجتمع وحصره فى دائرة مفرغة من الانشغال بما لا يفيد وسلب طاقاته، واستخدام عنصر التخويف الغرض منه الحصول على المبتغي بشكل يتعارض مع المفاهيم الاجتماعية الثابتة، ويرجع السبب الكامن فى استخدام العنف والترهيب هو عدم استطاعة الشخص أو المجموعة من إحداث تغيير بوسائل مشروعة، كما يستهدف خلق بيئة غير متوازنة فى المجتمع لإشاعة الفوضي والاضطراب ومن ثم السيطرة على الثروات.
ولا يقتصر الفكر الارهابي على العمل الارهابي بعمليات التفجير واشعال الحرائق كما لا يمكن اختزال المعني فى مظاهر لأشخاص بمواصفات خاصة، بل تكمن الافكار فى مستودع العقول التي تبث الترهيب والجزع والخوف ليتعدي كل هذة الحدود لينمي ثقافة فى المجتمع حيث تربية أجيال محتقنة تحمل موروثات السادة والعــادة …، وفى ذلك يؤكد خبراء وعلماء النفس الكيفية التي معها يصل الشخص لمرحلة يصعب معها تقبل الآخر والحوار، فيقول العالم الألماني غوته “اشد الأضرار التي يمكن ان تصيب الإنسان هو ظنه السيئ بنفسه”، ويقول آرنس هولمز في كتابه النظريات الأساسية لعلم العقل “أفكاري تتحكم في خبراتي، وفي استطاعتي توجيه أفكاري”. ويقول مرايانو يليامسون “في استطاعتنا في كل لحظة تغيير ماضينا ومستقبلنا بإعادة برمجة حاضرنا”.
وفى الوقت الذي ثار فية الصحفيين على الداخلية برواية اقتحام نقابة الصحفيين واعتبار هذا التدخل بمثابة تعدي على حرية الصحافة، يلي ذلك الحادث المشين للهجوم الإرهابي على ضباط الشرطة فى حلوان، يليها مجموعة الحرائق المتفرقة في أماكن مختلفة بالقاهرة، في الوقت الذي يحتفل فية الرئيس مع المصريين بسنابل القمح وحصاد حلم السنين… فضلاً عن افتتاح مجموعة من المشروعات القومية التنموية.
أحداث تجعلنا نلقي نظرة عن قرب حول الفكر الارهابي والارهاب الفكري وتداعيات هذا على فكر وثقافة المجتمع.
فهذه الأحداث تثير الكثير من التساؤلات والكثير من علامات التعجب والابهام وحتي تستوعب الافهام ما فى الامر من سهام عصفت بمرتكبيها إلي حيث لا ينفع الندم بعد إزهاق ارواح بريئة وسيل الدماء.
وتتباين وجهات النظر المختلفة فيما يتعلق بموضوع الصحافة على نحو ” فكر” تدخل اجهزة الامن فى شئون الصحافة واخططاف من “ضد” وترك من “مع” النظام فى اطار لعبة السيادة المتعارف عليها قديماً، واعتبار الحدث بمثابة اهانة تستحق رد الاعتبار للقلم الحر.
فأجهزة الامن والمنوط بها استخدام آليات تراها وفق مبادئ الاحتراز تستدعي بها مطلوبين امر لا يلزم معة إلا أن نرفع القبعة لكل رجل أمن، فتلك المهنة تحمل على عاتقها الحماية للمصريين ونعش شهدائها الابرار، ومبنية على الحسم والالتزام وتنفذ حكم القضاء العادل.
اثارت هذه القضية الرآي العام كما اثارت قضية الاطباء والمعلمين فى مواضع أخري الرآي العام، لكن يبقي سؤال هل ثقافة التظاهرات الداخلية المستنكره لأوضاعها والمطالبة بالتغيير هي السبيل لحل قضايا المجتمع المعاصر ؟؟ وإن كانت كذلك ممن يتبنون هذا الاتجاة سواء ثوار أو سياسيين أو مثقفين أين مصلحة الوطن من فوضي التظاهر؟
من هنا نبدأ من حيث عرض الطرح، نعلم جيداً بأن بيئة الارهاب تنبت كما الآفـــات، فتبدأ بالكلام المسيء، يليها زرع مقولات تؤكد اعتقادات اصحابها، فتصبح قناعات راسخة فتصيب عقول فارغة، فيتشبع السمع بالجزع ويبدأ القلق والخوف فى استعمار القلوب لتحريك سلوك بتوجية رسائل اللوم والاشارة إلي الغيوم، فتبدأ الاسماع بإيقاظ الفتن فى موضوعات شائكة حتي تري التعصب فى احتدام الكلمات لتصل إلي حد الاغلال، فلا يكفي اشعال اللهب أو مجيئ الطوفان ليشفي جراح آلم فالحُزن والحَزن جزء من مخطط الارهاب الذي يسري بدون وعي فى المجتمع والإحباط مبلغ الفاشلين واللوم منتهي العابثين واليأس جامع لعيوب النفس، فعندما تتلاعب الأفكار الملوثة بالعقول تحت مسميات ” مظلوم ومقهور، عار وطار ” وعند ارتباطها بالموروثات الفكرية والدين تكون حيث لا ينفع الندم الدموع.
ويتسع مفهوم الارهاب الفكري ليشمل التعنيف والترهيب في الكثير من الظواهر المجتمعية فنجد فى التعليم على سبيل المثال اعتداء من معلم علي تلميذ بدافع التربية كما يتعدي طالب على استاذ فى ظاهرة انحرافية، فمشكلة العنف تشير إلى وجود خلل في مراقبـة الأبنـاء ورعايتهم وحسن تربيتهم وتنشئتهم وتوجيههم، كما أن سلوك العنف لدى الأفراد يصيب الأطفال وهم بصدد تلبية حاجاتهم الضرورية التي قد تعجز أسرهم عن إشباعها، بالإضافة إلى مجموعـة أخـرى مـن العوامل الأسرية والاقتصادية والخصائص النفسية والعقلية والاجتماعية.
لذلك جاء حرص الدولة على التعليم ووضعه فى اولويتها وتربية اجيال نابغة بتنمية مهارات ومواهب وقدرات، وتزويدهم بالمعلومات والمعارف، إضافة الى توفير بيئة اجتماعية مليئة بالمثيرات التي تعمل على الاستنفادة من الطاقات الكامنة وتوجيهها بالاتجاه الذي يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع، وهي إذا تحقق الهدف العام للتربية وهو إعداد الناشئ ليكون مواطنا صالحا في مجتمعه.
فلا يمكن محاربة الارهاب بالارهاب ولكن بتتبع الفكر سنجد أن تلك الافكار هي الاساس الذي يتحول لسلوك أو عمل وتبدأ القضية من حيث كل موضع يثير فى النفس ما لا يطيق بأن يصور لك شخص ما شيئ غير سار أو قد تستمع إلي اعماق الظلام فى كهوف ترسم الشقاء وما أكثر مواطنها عبر القنوات.
فعندما تتشبع بالسلام الداخلي بنظرة الموقن لفيض السماء أمطار، وعندما تستنشق عبير الصباح بلمسات الندي التي تثري بين يديك قطرات، ستعلم كم انت مشتاق وممتن وشاكر للحق نعماك.
لا عليك مما تراه فالحقيقة هي درب خطاك، فإن كان للامس ماضي يحمل الآلام أو ضغينة فى فؤاد أو سابقة ذات عذاب، فبيدك أن تتخذ من الحاضر آمال تستشرف بها مستقبل يدرك ويعي ما سبق من أوهام، كانت احلام غير ناضجة لا ترتقي بسعيها إلى الامام.
افتقادنا إلى أن نتخذ من العلوم ما ينعش القلوب بمعاني الصفاء والسلام، فإن كان لك الحق فى أن تلعن الظلم والظلام فمن الاحري أن تتخذ من الصفح والسماح منهج حياة.
ومن حيث التظاهر وحرية الرآي والتعبير توجد قنوات التعبير خير طريق، وإن كان هناك قصور فموائد الحوار تقول لصوت العقل مكان، فقبل أن تحكم بالرفض أو القبول عليك بإستدعاء الضمير الغائب حتي يعود.
وليس دفاعاً عن ظلم واقع أو ظالم يقتص منة قضاء قد يغيب، بل بقصد السلام الذي لا بد له من أن يسود، فالقضية فى روح تسري فى قلوب اطمئنت وعقول فطنت وسواعد عملت، فهكذا تعلمنا… ومن مقصدنا ارتوينا بالجمال – منذ أن كان ليس لدينا إلي أن علمنا ما لم نكن نعلم – فللادراج عوداً ، والايام مستودعنا، نضع فيها مستقبلنا ونرسم فيها رونقنا، فهكذا تعلمنا

نحن ابرياء فى ظل الحريق – بريق النور يكفينا، ابرياء من كل ارهاب او رهبانية ، نحن ابرياء من كل تشدد او عصبية ، لا ن ديننا دين المحبة والوسطية ، دين التاخي والتعايش ، دين التعاون والتكافل الاجتماعي ، ديننا ينبد العنف والقتل والفتنة ، ويدعوا الى المحبة والوئام ، يدعو الى الصفح والمغفرة ، هدا هو الاسلام الحقيقي
معشر الشباب : رسالتي لكم من منبري هدا تحمل بين طياتها معاني وتوصيات ، رسالتي اليك هده تعتبر بمثابة وصفة دواء لعلاج الداء :
الدواء ايها الشباب هو كتاب الله سبحانه وتعالى والعمل بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والعمل على الرياضة ، الرياضة من اجل تقوية الايمان ، الرياضة العلمية والدينية من اجل تحصين النفس من اي داء يفتك بافكارك ، الرياضة الروحية سوف تنقلك من درجة الايمان وتمنحك حزام الاحسان بينك وبين ربك ،
ايها الشباب اننا نتبرا من اي فكر ارهابي متطرف ، ايها اشباب كن شجاعا حكيما ، شجاعا حكيما : بالعقل والحكمة والموعظة الحسنة واجعل سيرة نبيك صلى الله عليه وسلم قدوة لك ، لاننا وطننا الحبيب يحتاج الك اخي الشباب : يحتاج اليك في بلورة افكارك في الطب والبحث والثقافة والدين والبحث العلمي ، لا من اجل قتل الابرياء وسفك الدماء وترميل النساء وغي دلك ، ان الله بريئ من اي ظلم : ان الله بريئ من اي عمل ارهابي ، لا ن الارهاب يضر بالبلاد والعباد ويعتبر ظلم ، والله حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق