الاثنين، 17 أبريل 2017

انا البحر في احشاءه الدر كامن …………. فهل سأئلوا الغواص عن صدفاتي ؟

خليفة مزضوضي
انا البحر في احشاءه الدر كامن …………. فهل سأئلوا الغواص عن صدفاتي ؟
الهوية العربية هي اهم ما نملكه و هي مزيج رائع بين اللغة و الدين و القومية و الاخلاق المشتركة بين جميع اقطار العالم العربي و بدونها تضيع معالم هذا الوطن بين ارجاء العالم و تسقط هذة الهوية الي اجل غير مسمي و لكن الله عز وجل وهبنا ما يحفظ هذة الهوية ابد الدهر و أبقاه محفوظا في صدور المسلمين و عقولهم. فالقرأن الكريم يمثل دستورا الهيا لكل العرب و كيف لا يكون كذلك و هو كتاب الله الذي انزل علي نبيه ورسوله صلي الله عليه و سلم ليكون للعالمين كافة هاديا و مبشراً و نذيرا.
و لكني اعجب كثيرا من شباب العرب الذين يضيعون ابسط قواعد الحفاظ علي الهوية و هي اللغة العربية لغة القرأن و ذلك في اشكال متعددة و متنوعة من صور طمس هذة الهوية بحجة التمدن و التحضر و الاندماج مع حضارات الغرب التي لا يمثل عمرها سوي قطرات قليلة في بحر الحضارة العربية الزاخر فمنهم من يرتدي ملابس عليها اسماء و حروف اجنبية قد لا يعي معانيها او ما تمثل و اخر يردد كلمات لمجرد الظهور بمظهر المتحدث اللبق فهو يبعثر العبارات الاجنبية داخل كلامه باسلوب عشوائي متكرر وأخر عجبت لمن اسماه عربيا فهو لا يعرف و لا يجيد ابسط قواعد اللغة و لا يعرف عن جمالها شيئا كما يعرف عن لغة اخري فهو بالكاد يعرف الكتابة و القراءة و يتفاخر قائلا ” اصلي انا تعليمي اجنبي ” ….. واحسرتاه!!!!
و اكثر ما يستفذني و يلهب مشاعري هو شباب النت الذين يكتبون اللغة العربية نطقا بحروف اجنبية فهو يستبدل الحروف العربية باخر من اللغة الانجليزية و يستبدل نطق الحروف التي لا مقابل لها بارقام فمثلا حرف الحاء يمثل بالرقم 7 و العين تمثل بالرقم 2 و هكذا و اكبر ما يحيرني انهم يقولون انهم اما لا يعرفون اللغة او انها صعبة في كتابتها بسرعة و اخرون يبررون موقفهم بانهم يملكون اجهزة ليس بها احرف عربية علي العلم انه حاليا من السهل تغيير انظمة الحاسب باخري تمكننا من الكتابة باللغة العربية ببساطة و لا ادري ماذا اقول سوي اسئلة بسيطة اتمني ان اجد اجابة عليها :
هل رأي احدا من غير العرب يكتب لغته باحرف عربية ؟؟؟
هل رأيتم احدا يكتب القرأن بلغة اخري او يقرأه بلغة غير العربية ؟؟؟
الاجابة كل تأكيد لا لم نري احدا يفعل ذلك !!!!!!!!!!!
حاولت ان ابحث جاهدا علي جذور تلك المشكلة المعاصرة و التي قد تهدد ثقافة ابنائنا لاجيال و اجيال ووجدت انه علي مدار عصور من الاحتلال الفكري لامتنا و دخول العديد من الالفاظ الاجنبية و العبارات الدارجة في لغتنا و انصهارها فيها اصبح من السهل او بالاصح من التفاخر ان تجد هذة العبارات في لغتنا العامية و اسماء المحال التجارية و الشركات بل و اسماء الناس ايضا كما ان دخول اللغات الاجنبية في مراحل متقدمة للتعليم و الاهتمام الفائق بها ادي الي اتجاة الاطفال و الشباب الي استخدام اللغة الاجنبية بشكل متكرر لانها اسهل و ابسط من اللغة العربية في المراحل الاولي و في المراحل المتقدمة تكون واجهة للظهور بين الناس الي جانب اهم نقطة و التي تساهم في دخول هذة الثقافة الي كل بيت في العالم العربي و هي الاعلام الذي لا يخلو من برامج و افلام و اغاني تحمل هذة الالفاظ و العبارات بل اصبح ان هذا هو الشكل الغالب الذي يبهر العامة و خصوصا شباب الموبايل و الانترنت.و قد ادي ذلك التشوية المتعمد الي نوع من ضعف الهوية و القومية العربية عند قطاع لا يستهان به من شبابنا في الوقت الحاضر و قد يؤدي هذا في مستقبل غير بعيد الي انحراف هؤلاء الشباب الي الثقافة الاجنبية و طمث هويتهم العربية.
و كما حاولت ان اضع يدي علي اسباب المشكلة حاولت ايضا ان استشف الحل لذي يصحح هذا الوضع الخاطئ و التخلص من رواسب الاحتلال الفكري و الحد من سيطرة اللغات الاخري علي لغتنا الجميلة و جدت بعض النقاط الهامة التي لو تم التركيز عليها يمكن ان تنفرج هذة الازمة :
اولي هذة النقاط و اهمها علي الاطلاق هي توجيه براعم الامة و جذبهم الي اللغة العربية عن طريق الاعلام الموجة الهادف الذي يدعم العملية التعليمية و التربوية باللغة العربية الفصحي و اجد بعض القنوات الفضائية قد بدأت فعلا في هذا النطاق المفيد للاعلام الموجه مثل قناة طيور الجنة و قناة براعم. لان تلك القنوات تستطيع ان تنفذ الي ابعد مدي داخل المجتمع العربي.
الثانية هي الاهتمام بدعم تحفيظ القرأن و تدريس العلوم القرأنية من المراحل المبكرة للاطفال و جعل لسان حالهم يردد اللغة بشكل صحيح و تلقائي و ذلك عن طريق تدريب بعض الكوادر الشابة التي تستطيع التعامل مع الاطفال في مثل هذة المراحل.
الثالثة هي وضع قواعد تجريم لاي اعلام او ترويج لاي افكار هدامة للغة و محاولة تقويم البرامج الاعلامية و التثقيفية للحد من تدفق موجات الهدم المتتابعة التي نواجهها.
الرابعة هي الوعي الابوي التربوي في محو اي لفظة اجنبية داخل المنزل تدريجيا بحيث لا تكون اللغات الاخري مستخدمة الا في المجال الدراسي الموجه لهذ الغرض فلا داعي إلي تناثر الالفاظ الاجنبية داخل لغتنا خاصة مع الاطفال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق