الثلاثاء، 25 أبريل 2017
احدروا ,,,,,,حواء ?
خليفة مزضوضي
لن ياتي الربيع هده المرة ,,,,,
وورقتي الاخيرة في الرزمانة ,,,,
تشهد على لقاء الامس ,,,,,
وجهك شاحب يحتضر ,,,,
يخفي خلف الخيال ,,,,,
حقائق الشوق ,,,,,
لن ياتي الربيع ,,,,
وعلى اوراقي عطر المطر الابيض ,,,,
وضوء الشمس يلسعني ,,,,
يفكني عن بعضي ,,,
يجعلني امراة من زجاج ,,,
من نار ودخان ,,,,,
اخرج اليك مني ,,,
ابحث عن حقائبك ,,,,,,
عن مكاني ,,,,,
عن اشيائي ,,,,,
اتوه في ازقة عمرك ,,,,,
وتحت عطر انفاسك ,,,,,
اتغلغل في صدرك ,,,,
وخفقان قلبك ,,,,,,
لكني اجد وحدتي صباحا ,,,,
رجل اخر بدون عنوان ,,,,,
بدون مكان وزمان ,,,,,,
يراجع الدفاتر القديمة ,,,,,
يقرا مزامير الخطايا ,,,,
ويعترف امام البحر ,,,,,
اغتسلت هدا الصباح ,,,,,
حزمت شعري الاسود ,,,,
قصصت طرف ثوبي ,,,,,
عضضت على جوعي وشوقي ,,,,
حتى جف حلقي ,,,,
وتسمرت عيناي ,,,,
كنت مجنونة ,,,,
استنشق عبق جنوني ,,,,
من خصيلات شعرك ,,,,
لست بالرجل الاخير ,,,,
ففي قاموسي ,,,,,
رجل ككل الرجال ,,,,,
هده هي مزامير حواء ,,,,,ان حاولت يوما بهدم الهيكل فاحدرها يارجل
الأحد، 23 أبريل 2017
ليكن ولو مرة ,,,,حبا
خليفة مزضوضي
اليك انت
ليكن حبرا وورقا
ليكن خبزا وملحا
ليكن حلما وحبا
ليكن ماضيا ثم دكرى
بسمة بدل دمعة ام دمعة حب
سميه ماشئت ،ولكنه كان يوما وكنت لي يوما ,
كنت خبزي وملحي ،ورقي وقلمي ،كنت شعري وشعري ،وكنت الكلمات المتراقصة على الورق ،كنت حبيب الحلم ،وبطله ،كنت البسمة التي تفرح من حولي ،لاابكيها الا شوقا اليك ،ومشى كل شيء الى اقداره ،فاين الحب ?
لاتقل الظروف بل قل الغايات ،فهل انقرض الحب ياناس ?
ام اننا نحن المجرمين ، نحن من قتلنا الحب في اعماقنا ،وطردنا الرحمة من قلوبنا ، وبه ،وبالحب وحده ،نستطيع الطيران والحليق مابين السماء والارض ،ولكننا تعلقنا بالاسمنت والاجور والدرهم ،به ،وبالحب وحده ،نستطيع العوم وشطانه ،ولكننا فضلنا الرسم على الرمال ،به،وبالحب وحده ،تهاجر الطيور للدفئ ،والبقر والجمال والفيلة تسكن مكانها فقط لتاكل وتشرب وتتناسل وتنام ,
فاين الحب ياناس ? ان كنا نفضل الشعير والاسطبل حتى نموت حتى تهجرنا العصافير ، ونحيا في اسطبلنا ونموت فيه ,
نسميه القفص الدهبي او الفضي اوالحديدي او النحاسي ، والحب لايحيا في الاقفاص ،عمر الطير في القفص قصير ،فان كان لديك طير اطلق سراحه ،ادا عاد فهو لك ،وان لم يعد :فهولم يكن يوما ملكك انت ,
ارحل اينما شئت ,,,,الى قفص او اسطبل ،او اختار الحياة معي ،ولو اخترت الحياة فعد الي ,
بالحب وحده ،بالحب نستطيع الطيران والتحليق والمشي والعوم ،بالحب نتمسك ونستاهل الحياة ،ونكون لبعضنا خبزا وملحا ،حلما وحبا ،حبرا وورقة ،لاقفصا ولا حظيرة واسطبلا ,,,,,وليك ولو مرة حبا ,
خطاب
خليفة مزضوضي
الاهي ,,,,,
الجمال تبدد في الوجود
والقيم اتلفتها الفصول
ونحن هنا محمومين ,,,,ننتظر
تبكي الارض والقمر والنجوم
تبكي الانسان يحترق
في جنون
لايحلم الا بالسماء
بالواحة الحمراء
مرتعا بالقلوب
في زمن المحسوبية
والانتساب الخجول
تبتل الصحيفة
واللعنة تقطيبة
لاتزول
تكسب القطيع كرامة
ووخزا لايلين
تفضح الكلمة العارية
وفلك الانبياء ابجر
ولن يعود
لاالطير بات يغني
لحنا افسده الشدود
ولاالحرث سيثمر
سنابل في حقل الفجور
ولاالنهر سيفيض
وشراع المركب مبثور
الشمس تبرد في الفصل الخامس
والارض لاتدور
ونحن هنا محمومين ,,,,ننتظر ,,,,فجر الصحوة ,,,, الاهي لابد يعود
الخميس، 20 أبريل 2017
الشباب :عماد الامة وسر النهضة ومبعث الحضارة
خليفة مزضوضي
إنّ الشباب عمود المجتمع، بهم يقوى ويبقى ومن دونهم يضعف ويضمحل. وتقوم الأمم والشعوب بسواعد ونشاط وعلم الشّباب فيها، كما أنّ كسلهم وجهلهم هو عين التخلّف والتّراجع عن ركب الحضارة والتقدّم.
إنّ الشّباب في كلِّ زمان ومكان عماد الأمّة وسِرُّ نَهضتها ومَبعث حضارتها وحاملُ لوائها ورايتها وقائدُ مَسيرتها إلى المجد والتقدّم والحضارة وصُنَّاعُ مجدِها وصِمامُ حياتِها وعنوانُ مستقبلِها، فهم يملكون الطّاقةَ والقوّةَ والحماسة الّتي تؤهّلهم إلى أن يعطوا من أعمالهم وجهودهم وعزمهم وصبرهم ثمرات ناضجة للأمّة إذا ما ساروا على الطّريق الصّحيح المرسوم في اتّجاه التّنمية والتقدّم، واستغلّوا نشاطهم فيما فيه منفعة لهم ولغيرهم خدمة للوطن وللأمّة، لذلك اعتنى الإسلام بالشّباب عناية فائقة ووجَّههم توجيهًا سديدًا نحو البناء والنّماء والخير، واهتمّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بالشّباب اهتمامًا كبيرًا، فقد كانوا الفئة الأكثر الّتي وقفت بجانبه في بداية الدّعوة فأيّدوه ونصروه ونشروا الإسلام وتحمّلوا في سبيل ذلك المشاق والعنت. قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: “ما آتى الله عزّ وجلّ عبدًا علمًا إلاّ شابًّا، والخيرُ كلُّه في الشّباب”، ثمّ تلا قوله عزّ وجلّ: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ}، وقوله تعالى: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}، وقوله تعالى: {وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}.
وعمل عليه الصّلاة والسّلام على تهذيب أخلاق الشّباب وشحذ هممهم وتوجيه طاقاتهم وإعدادهم لتحمّل المسؤولية في قيادة الأمّة، كما حفّزهم على العمل والعبادة، فقال عليه الصّلاة والسّلام: “سبعة يُظلّهُم الله في ظِلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه” وعدَّ منهم: “شاب نشأ في عبادة الله”.
وحثّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم الشّباب على أن يكونوا أقوياء في العقيدة، أقوياء في البنيان، أقوياء في العمل، فقال: “المؤمن القويّ خيرٌ وأحبّ إلى الله من المؤمن الضّعيف وفي كلّ خير”، غير أنّه نوَّه إلى أنّ القوّة ليست بقوّة البنيان فقط، ولكنّها قوّة امتلاك النّفس والتحكّم في طبائعها، فقال: “ليس الشّديد بالصّرعة، إنّما الشّديد الّذي يملك نفسه عند الغضب”.
فعلى قيادات الأمّة في مختلف المجالات وعلى كلّ المستويات أن تُسنِد إلى الشّباب المناصب والمسؤوليات، إعدادًا لهم، وتنميةً لملكاتهم، وتفجيرًا للكامن من طاقاتهم، مع إتاحة الفرصة لهم للالتقاء بالشّيوخ والكبار، والاستفادة من خبرتهم، والاقتباس من تجاربهم؛ حتّى تلتحمَ قوّة الشّباب مع حكمة الشّيوخ، فيُثمرَا رشادًا في الرّأي وصلاحًا في العمل، ولله درُّ عمر بن الخطاب الّذي كان يتّخذ من شباب الأمّة الواعي المستنير مستشارِين له؛ يشاركون الأشياخ الحكماء في مجلسه، ويشيرون عليه بما ينفع الأمّة.
ولتفادي كلّ السّلبيات الّتي قد تصدر من الشّباب في المجتمـع، يجب السّعي إلى استثمار طاقاتهم وقواهم فيما يرجى نفعه وفائدته من فرص للعمل والشّغل لامتصاص أكبر قدر
من البطالـة الّتي باتت تنخر العمود الفقري للمجتمع وتهدّد أكثر أفراده حيوية بالضّياع والفقر والتشرّد، ولا بدّ من إشغالهم بالأنشطـة التّعليمية والثّقافيـة والاجتماعيـة والرّياضية للنّهوض بهذه الفئـة الشّابـة والرّفع من مستواها ومعنوياتهـا بدل إهمالهـا والتّخلي عنها في عتمة زوايا الضّياع.
إنّنا حينما نتأمّل حالة مجتمعنا اليوم ونحاول أن نرصد نشاط شبابه عن كثب، نجده منصرفًا إلى ما يهدم دعائم هذا الوطن بدل بنائها وإقامتها؛ إذ يختفي حسّ المسؤوليـة وينعدم الواجب وتغيب التّضحيـة وراء ستائر العبث والاستهتار واللامبالاة، فلا يبقـى إلاّ الدّور السّلبي الّذي أصبح يقوم به جلّ الشّباب إذا لم نقل كلّهم استثناءً لفئة قليلة جدًّا.
إنّ منافذ اللّهو ومعاقل الفساد وأوكار الـشرّ ومواطن الكسل ومكامـن الخمول الّتي تستهوي شبابنا اليوم، تقضي على دوره الإيجابي في المجتمع، وليس هناك أكثر من سبل الشّيطان ومغاويه في الحياة، وليس أسهل من الوقوع في شركها حينما تنقاد النّفس مع شراع الشّهوات والملذّات المستهوية.
وبناء على ذلك، فليس غريبًـا أن نجد فئات واسعـة من الشّباب في عمـر الزّهور يقتلون أوقاتهـم فيما لا طائل من ورائه؛ جلوسًا في المقاهي طيلـة اليوم كالعجزة راصدين كلّ غاد وراح، أو رابضين أمام أبواب الإعداديات والثانويات يتصيّدون تلميذات المدارس للتحرّش بهنّ ومضايقتهنّ، وفي أحسن الأحوال يمكثون في بيوتهم نائمين إلى ساعات متأخرة جدًّا من النّهار أو جالسين إلى قنوات اللّهو والموسيقى.
إنّ تنمية الشّباب روحيًا وعقليًا وجسديًا تنمية جيِّدة وبشكل سليم، تنتج شبابًا يحمل همّ الأمّة، متوجّها للخير نافعًا ومطوّرًا للمجتمع، مواجها لتحديات الحاضر، فيسعى لنمو المجتمع وازدهاره وبلوغه أعلى درجات الكمال الحضاري، اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا، فأمّا إذا كانوا بخلاف ما سبق، من تنمية متدنيّة غير مهتمّة بالشّباب، وشباب غير مهتم بما خصّه الله من خصال، منصرف إلى حياة اللّهو والدّعَة، بحجّة أنّهم يريدون أن يعيشوا شبابهم، وأنّ الشّباب للمتعة والاستمتاع فقط، غير مدركين أنّ هذه المرحلة من حياتهم قد ألقي فيها على عاتقهم أمر الأمّة والمجتمع، فعلى المجتمع أن ينمّي الشّباب روحيًا وعقليًا وجسديًا وعدم إهمالهم، فإنّ اعتزاز أيّ أمّة بنفسها هو اعتزازها بشبابها أوّلاً؛ إذ هم الدّعائم القويّة والمتينة الّتي تستطيع أن تبني بها صروح أمجادها حاضرًا ومستقبلاً كي تبقى صامدةً أمام رياح الزّمان الّتي لا تبقي ولا تذر، وأمام التّحديّات الجسام الّتي تهدّد كيانها ووجودها، لأنّ صلاح الشّباب صلاح للأمّة والمجتمع، وفي فسادهم فساد الأمّة والمجتمع
إنّ الشباب عمود المجتمع، بهم يقوى ويبقى ومن دونهم يضعف ويضمحل. وتقوم الأمم والشعوب بسواعد ونشاط وعلم الشّباب فيها، كما أنّ كسلهم وجهلهم هو عين التخلّف والتّراجع عن ركب الحضارة والتقدّم.
إنّ الشّباب في كلِّ زمان ومكان عماد الأمّة وسِرُّ نَهضتها ومَبعث حضارتها وحاملُ لوائها ورايتها وقائدُ مَسيرتها إلى المجد والتقدّم والحضارة وصُنَّاعُ مجدِها وصِمامُ حياتِها وعنوانُ مستقبلِها، فهم يملكون الطّاقةَ والقوّةَ والحماسة الّتي تؤهّلهم إلى أن يعطوا من أعمالهم وجهودهم وعزمهم وصبرهم ثمرات ناضجة للأمّة إذا ما ساروا على الطّريق الصّحيح المرسوم في اتّجاه التّنمية والتقدّم، واستغلّوا نشاطهم فيما فيه منفعة لهم ولغيرهم خدمة للوطن وللأمّة، لذلك اعتنى الإسلام بالشّباب عناية فائقة ووجَّههم توجيهًا سديدًا نحو البناء والنّماء والخير، واهتمّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بالشّباب اهتمامًا كبيرًا، فقد كانوا الفئة الأكثر الّتي وقفت بجانبه في بداية الدّعوة فأيّدوه ونصروه ونشروا الإسلام وتحمّلوا في سبيل ذلك المشاق والعنت. قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: “ما آتى الله عزّ وجلّ عبدًا علمًا إلاّ شابًّا، والخيرُ كلُّه في الشّباب”، ثمّ تلا قوله عزّ وجلّ: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ}، وقوله تعالى: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}، وقوله تعالى: {وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}.
وعمل عليه الصّلاة والسّلام على تهذيب أخلاق الشّباب وشحذ هممهم وتوجيه طاقاتهم وإعدادهم لتحمّل المسؤولية في قيادة الأمّة، كما حفّزهم على العمل والعبادة، فقال عليه الصّلاة والسّلام: “سبعة يُظلّهُم الله في ظِلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه” وعدَّ منهم: “شاب نشأ في عبادة الله”.
وحثّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم الشّباب على أن يكونوا أقوياء في العقيدة، أقوياء في البنيان، أقوياء في العمل، فقال: “المؤمن القويّ خيرٌ وأحبّ إلى الله من المؤمن الضّعيف وفي كلّ خير”، غير أنّه نوَّه إلى أنّ القوّة ليست بقوّة البنيان فقط، ولكنّها قوّة امتلاك النّفس والتحكّم في طبائعها، فقال: “ليس الشّديد بالصّرعة، إنّما الشّديد الّذي يملك نفسه عند الغضب”.
فعلى قيادات الأمّة في مختلف المجالات وعلى كلّ المستويات أن تُسنِد إلى الشّباب المناصب والمسؤوليات، إعدادًا لهم، وتنميةً لملكاتهم، وتفجيرًا للكامن من طاقاتهم، مع إتاحة الفرصة لهم للالتقاء بالشّيوخ والكبار، والاستفادة من خبرتهم، والاقتباس من تجاربهم؛ حتّى تلتحمَ قوّة الشّباب مع حكمة الشّيوخ، فيُثمرَا رشادًا في الرّأي وصلاحًا في العمل، ولله درُّ عمر بن الخطاب الّذي كان يتّخذ من شباب الأمّة الواعي المستنير مستشارِين له؛ يشاركون الأشياخ الحكماء في مجلسه، ويشيرون عليه بما ينفع الأمّة.
ولتفادي كلّ السّلبيات الّتي قد تصدر من الشّباب في المجتمـع، يجب السّعي إلى استثمار طاقاتهم وقواهم فيما يرجى نفعه وفائدته من فرص للعمل والشّغل لامتصاص أكبر قدر
من البطالـة الّتي باتت تنخر العمود الفقري للمجتمع وتهدّد أكثر أفراده حيوية بالضّياع والفقر والتشرّد، ولا بدّ من إشغالهم بالأنشطـة التّعليمية والثّقافيـة والاجتماعيـة والرّياضية للنّهوض بهذه الفئـة الشّابـة والرّفع من مستواها ومعنوياتهـا بدل إهمالهـا والتّخلي عنها في عتمة زوايا الضّياع.
إنّنا حينما نتأمّل حالة مجتمعنا اليوم ونحاول أن نرصد نشاط شبابه عن كثب، نجده منصرفًا إلى ما يهدم دعائم هذا الوطن بدل بنائها وإقامتها؛ إذ يختفي حسّ المسؤوليـة وينعدم الواجب وتغيب التّضحيـة وراء ستائر العبث والاستهتار واللامبالاة، فلا يبقـى إلاّ الدّور السّلبي الّذي أصبح يقوم به جلّ الشّباب إذا لم نقل كلّهم استثناءً لفئة قليلة جدًّا.
إنّ منافذ اللّهو ومعاقل الفساد وأوكار الـشرّ ومواطن الكسل ومكامـن الخمول الّتي تستهوي شبابنا اليوم، تقضي على دوره الإيجابي في المجتمع، وليس هناك أكثر من سبل الشّيطان ومغاويه في الحياة، وليس أسهل من الوقوع في شركها حينما تنقاد النّفس مع شراع الشّهوات والملذّات المستهوية.
وبناء على ذلك، فليس غريبًـا أن نجد فئات واسعـة من الشّباب في عمـر الزّهور يقتلون أوقاتهـم فيما لا طائل من ورائه؛ جلوسًا في المقاهي طيلـة اليوم كالعجزة راصدين كلّ غاد وراح، أو رابضين أمام أبواب الإعداديات والثانويات يتصيّدون تلميذات المدارس للتحرّش بهنّ ومضايقتهنّ، وفي أحسن الأحوال يمكثون في بيوتهم نائمين إلى ساعات متأخرة جدًّا من النّهار أو جالسين إلى قنوات اللّهو والموسيقى.
إنّ تنمية الشّباب روحيًا وعقليًا وجسديًا تنمية جيِّدة وبشكل سليم، تنتج شبابًا يحمل همّ الأمّة، متوجّها للخير نافعًا ومطوّرًا للمجتمع، مواجها لتحديات الحاضر، فيسعى لنمو المجتمع وازدهاره وبلوغه أعلى درجات الكمال الحضاري، اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا، فأمّا إذا كانوا بخلاف ما سبق، من تنمية متدنيّة غير مهتمّة بالشّباب، وشباب غير مهتم بما خصّه الله من خصال، منصرف إلى حياة اللّهو والدّعَة، بحجّة أنّهم يريدون أن يعيشوا شبابهم، وأنّ الشّباب للمتعة والاستمتاع فقط، غير مدركين أنّ هذه المرحلة من حياتهم قد ألقي فيها على عاتقهم أمر الأمّة والمجتمع، فعلى المجتمع أن ينمّي الشّباب روحيًا وعقليًا وجسديًا وعدم إهمالهم، فإنّ اعتزاز أيّ أمّة بنفسها هو اعتزازها بشبابها أوّلاً؛ إذ هم الدّعائم القويّة والمتينة الّتي تستطيع أن تبني بها صروح أمجادها حاضرًا ومستقبلاً كي تبقى صامدةً أمام رياح الزّمان الّتي لا تبقي ولا تذر، وأمام التّحديّات الجسام الّتي تهدّد كيانها ووجودها، لأنّ صلاح الشّباب صلاح للأمّة والمجتمع، وفي فسادهم فساد الأمّة والمجتمع
الثلاثاء، 18 أبريل 2017
العلمانية و الاسلام
خليفة مزضوضي
مما لا شك فيه ان موضوع العلمانية هو من أحد أكثر المواضيع حساسية لدى المسلمين التقليديين. و السبب لذلك هو الاعتقاد السائد أن العلمانية و تطبيقها يؤديان الى نزع الدين من قلوب الناس فلايعود هناك أثر للدين الاسلامي في الحياة اليومية ، و هذا على عكس ما يعتقد به المسلمون التقليديون أن الاسلام لابد أن يدخل في جميع مرافق الحياة (العامة و الخاصة) بدءاً من دخول الحمام و حتى دخول الحياة السياسية .
في هذا البحث سأحاول أن أعرض لماهية العلمانية و نعرّج على نظام الحكم المدني في الدول العلمانية و نقارن ما بينها و بين الانظمة الاسلامية التقليدية و من ثم نعرض ماهو موجود في العقيدة الاسلامية المتمثلة في أفكار القرءان الكريم. أنبه قبل هذا أن البحث قد يكون طويلاً لذا أرجو أن لا يكون مملاً.
مما لا شك فيه ان موضوع العلمانية هو من أحد أكثر المواضيع حساسية لدى المسلمين التقليديين. و السبب لذلك هو الاعتقاد السائد أن العلمانية و تطبيقها يؤديان الى نزع الدين من قلوب الناس فلايعود هناك أثر للدين الاسلامي في الحياة اليومية ، و هذا على عكس ما يعتقد به المسلمون التقليديون أن الاسلام لابد أن يدخل في جميع مرافق الحياة (العامة و الخاصة) بدءاً من دخول الحمام و حتى دخول الحياة السياسية .
في هذا البحث سأحاول أن أعرض لماهية العلمانية و نعرّج على نظام الحكم المدني في الدول العلمانية و نقارن ما بينها و بين الانظمة الاسلامية التقليدية و من ثم نعرض ماهو موجود في العقيدة الاسلامية المتمثلة في أفكار القرءان الكريم. أنبه قبل هذا أن البحث قد يكون طويلاً لذا أرجو أن لا يكون مملاً.
تعريفات
الدولة تكون علمانية (بغض النظر عن التعريف اللغوي لها) عندما تفصل الافكار الدينية عن القرارات و القوانين المدنية و السياسية و النشاطات الحكومية. أي أن أي قرار يصدر عن الحكومة سواءً كان سياسيا يخص علاقة الدولة بأخرى أو مدنياً يتعلق بعلاقة الناس ببعضهم يجب أن لا يتم اشتقاقه بناءً على تفسيرات لنصوص مقدسة.
الدولة تكون دينية عندما تعتمد في قراراتها و نشاطاتها السياسية على الموافقة الدينية. أي أن أي قرار يصدر عن الحكومة يجب أن يتفق مع مرجعية دينية متفق عليها التي غالبا ما تكون عبارة عن مزيج من النصوص المقدسة و التفسيرات الشخصية المصاحبة لها.
و هناك فرق ما بين الديموقراطية و العلمانية ، و هذا الفرق يتمثل في أن العلمانية هي حركة فكرية في حين أن الديموقراطية هي في الاساس آلية متفق عليها لتبادل السلطة (بأشكالها الثلاث: تشريعية و قضائية و تنفيذية) بشكل عادل (متفق عليه أيضا).
يمكن إرجاع الاصول الفكرية للعلمانية الى أفكار إبن رشد (ت1198م) في فصل الفلسفة و العلوم التجريدية عن الدين و بالتالي فصل التفسيرات الشخصية للنصوص الدينية عن أمور الفلسفة و العلوم ، و السبب وراء ذلك هو الدفع نحو حرية التفكير ( خاصة الفلسفي) بعيداً عن الرقابة الدينية. إذن ظهرت موجة العلمانية أولاً في الحرية الفكرية ً ثم ما لبثت أن تم ترجمتها على الحياة المدنية و السياسية في أوروبا. و السبب الذي دفع الاوروبيين لتوطيد تلك الافكار هو ما عانوه جراء الحروب الدينية بينهم و تسلط الكنيسة على الحياة الشخصية للمجتمعات إبّان ثورة كالفن و مارتن لوثر الدينية ضد الكنيسة آنذاك ، و بلغت تلك الحروب قمتها في حرب الثلاثين عام (1618-1648) و التي شملت معظم دول اوربا الغربية و الشمالية و استهلكت ما يقرب من 20% من سكان تلك المناطق. فجاءت معاهدة وستفاليا (1648) تؤكد على فصل الدين عن الحياة السياسية و النشاطات الحكومية باتجاهين: عدم تدخل الدين في أمور الحكومة+ عدم تدخل الحكومة في أمور الدين.
تطبيق العلمانية و الدينية في الحكم
العلمانية مجرد فكر و هذا الفكر حتى يبقى على قيد الحياة لا بد من أن تتبناه حكومة ، و غالبا فإن الكثير من الحكومات الديموقراطية تتبنى العلمانية كأحد أركانها الفكرية. و عندها يكون مصدر الاحكام و القوانين في تلك الدول الديموقراطية-العلمانية هو الاقتراع داخل مجلس يتم تشكيله بالانتخاب (أو النظام الديموقراطي المتفق عليه). و هذا يعني ببساطة أن أي قانون في دولة ديموقراطية-علمانية قد يكون أساسه المصلحة، فقد يخرج أحد النواب المنتخبين في ذلك المجلس و يطرح قانوناً حسب أهواءه (الشخصية أو الحزبية) للمصادقة عليه فإن حظي بأغلبية فإنه يصبح قانوناً .. أي أن مصادر التشريع عندها قد تصبح شخصية و تؤثر فيها اللوبيات و النقابات و التجمعات الفكرية ذات القوة الدافعة . و لكن بسبب الحرية الفكرية و الدينية المتاحة تكون هناك تغذية راجعة طبيعية جرّاء تفاعل الناس مع تلك القوانين ، هذه التغذية الراجعة قد تساهم في أن يتم تعديل تلك القوانين حتى الوصول الى حالة من العدل النسبي ما بين الفئات المتأثرة بتلك القوانين.
و في الدولة الدينية قد يكون هناك ديموقراطية (نادر جدا) و تكون القوانين فيها بحاجة للمصادقة الدينية. و المصادقة الدينية هي أن لا تتعارض تلك القوانين مع مرجعية دينية تحددها الدولة و هذه المرجعية هي في العادة تفسير (شخصي أو متفق عليه) لنصوص مقدسة. أي أن أي قانون يجب أن يحوز الاتفاق على عدم تعارضه مع المرجعية الدينية. و على النقيض من الدولة العلمانية فإن القوانين في الدولة الدينية عادة ما تتسم بالصلابة و عدم المرونة و هذا مردّه الى عدم الاعتماد على التغذية الراجعة من تفاعل الناس مع القوانين ، فيتم فرض تلك القوانين بالاكراه بحجة أنها مدعومة بتوثيق ديني. و مما لا شك فيه أن هذا الاكراه كثيرا ما يؤدي الى انتشار الفساد ما بين الناس غير الراضين عنها أو غير القادرين على المطالبة بتغييرها.
و السبب المباشر كما قلنا في فرض القوانين و عدم تعديلها (كما يحدث مع العلمانية) هو إما عدم وجود مرونة من الاصل في القانون المطروح أو أن القانون يطرح بقوة بسبب وجود نصوص دينية قوية المرجعية مما يجعل نقض القانون هو نقض لتلك التفاسير للنصوص الدينية ، الأمر الذي يلقى معارضة شديدة من قبل النظام الحاكم الذي يقدس تلك النصوص و تفسيراتها و يدعمها ، و بهذا الشكل تؤول عملية فرض القوانين المدفوعة بالشرعية الدينية المطلقة الى شكل من أشكال الدكتاتورية.
هل تنطبق العلمانية مع الدين الاسلامي؟
قبل الاجابة على هذا السؤال يجب التفريق ما بين أمرين هما في غاية من الخطورة. الامر الاول هو ما يعرف بالشريعة الاسلامية الموجودة حاليا ، و الامر الثاني هو الحركة الاصلاحية الدينية و حصر المرجعية بالمصدر الاساسي للدين الاسلامي ألا و هو القرءان.
مشكلة الشريعة الاسلامية الحالية
إن مشكلة الشريعة الاسلامية في الوقت الراهن (أو كما تتبناها بعض الدول) هي الزئبقية الشديدة في تعاليمها و قوانيها و تشريعاتها ، و السبب الرئيس في ذلك هو تعدد المرجعيات فيها و تداخلها بشكل مريب و محيّر. فمثلا ً، في حين ينادي الكثير من السلفيين و الاصوليين بأن القرءان الكريم هو المصدر و المرجع الاول للأحكام في الشريعة الاسلامية ثم يليه الحديث فإنهم ما يلبثون حتى يلغون تلك المقولة فيجعلون بعض الاحاديث تتقدم على القرءان الكريم من ناحية مبدئية و تفصيلية أحياناً كثيرة. و يصل الأمر عند بعضهم بأن يجعل القياس أو الاجماع (الذي هو في المرتبة الرابعة أو الخامسة من ناحية كونه مصدر من مصادر التشريع) يتقدم المصدر الاول (القرءان) بالتحليل و التحريم و التكفير الاعتباطي أحيانا دونما أن يصرّح بذلك تصريحاً واضحاً في حين يلغيه (أي القياس) آخرون بجرة قلم من تصوراتهم بشكل زئبقي مما يفقد تلك المصادر جميعا ً أي مصداقية.
بالاضافة للزئبقية السابقة فإن هناك سمة آخرى تجعل من المستحيل إجتماع الشريعة الاسلامية الحالية مع العلمانية ، هذه السمة الاخرى هي مدى ضخامة و شمولية تلك النصوص المقدسة التي يتم منها استقاء و استقراء قوانين و تشريعات يعود معظمها الى القرون الوسطى. فمثلا إن كثرة الاحاديث (المصدر الثاني) التي تعدّ بمئات الالاف و اعتماد أقوال و أفعال صحابة محمد عليه السلام (و هي أيضا بمئات الالاف) كنصوص و أفعال مقدسة يجعل المرجعية الدينية للأحكام عبارة عن مهزلة بحيث يقوم كل من يلمّ بأكبر قدر من تلك الاقوال و الاحاديث بتطويع الكم الأكبر منها بشكل انتقائي بسبيل خدمة غرضه و مصالحه (كتهميش النساء مثلاً أو التضييق على أصحاب المذاهب الاخرى). و بما أن القدسية لتلك الاقوال تجعل من الصعب بل المستحيل مراجعة القوانين و التشريعات الصادرة منها فإن النتيجة تكون عبارة عن فرض لوجهات نظر شخصية في تفسير و انتقاء تلك النصوص الدينية بحيث يتم تطويعها سياسيا أو حزبياً بحيث تصل الأمور الى حد التشرذم الواضح.
أما في الدولة العلمانية ، فرغم أن مصادر التشريع مفتوحة فيها إلا أنه يتم ترجيح أو تقويم التشريعات بمدى ملائمتها مع واقع الناس بالاستعانة باحد الانظمة الديمقراطية في تبادل السلطات. فيستطيع الناس مثلا أن يؤثروا في مدى تطبيق أو وضع القوانين عن طريق التأثير في الانتخابات التي تأتي لهم بمن يحكمهم ، فيقوم الحزب المنتخب بعملية تعديل لتلك القوانين بشكل يرضي أهواء الناس مما يحق عدالة ظاهرية بينهم ، و السبب المفصلي الواضح لسهولة تلك التغييرات في التشريعات هو عدم وجود تلك الهالة المقدسة للأشخاص أو القوانين أنفسها على العكس مما هو الحال في الدولة الدينية حيث تلتصق صفة القداسة بالنصوص الضخمة المقدسة و مفسريها من أشخاص و شيوخ ورجال دين ، الأمر الذي يجعل تعديل تلك القوانين من سابع المستحيلات ، فيختار الناس عدم الانصياع الطوعي لتلك القوانين (التي ترجع بطبيعتها الى العصور الوسطى) فتنتشر اللامبالاة بين الناس ويعم الفساد الى أن يسود السخط ما بين الناس غير الراضين فيقابلهم النظام الحاكم بالقمع و الدكتاتورية ، و ممالاشك فيه ان النظام الحاكم يكون بحاجة الى دعم فكري لترسيخ شرعيته في ما يقوم به من بطش ، فتنشأ بذلك علاقة تكاملية ما بين انظمة رجال الدين الكهنوتية و النظام الحاكم ، و هذه العلاقة هي السمة الابرز من سمات الدول الدينية.
ينادي الاصلاحيون و بالتحديد القرءانيون الى توحيد المرجعية الدينية بالقرءان فقط لاغير ، و مما لاشك فيه أن هذا الطرح سيسهم بشكل فعال في الحد من حالات التشرذم و المهازل الفكرية و التشريعية التي نشأت بسبب تلك الزئبقية ما بين الالاف المؤلفة من نصوص مقدسة. السبب الرئيس في ذلك هو إماطة و إزالة العناوين المقدسة عن الالاف المؤلفة من الاسماء و النصوص التي تعود الى العصور الوسطى. و هذا الهدم لكل تلك المقدسات سيجعل من السهولة بمكان إجراء أي تعديلات في القوانين المطروحة بحيث تحقق العدل الظاهري ما بين فئات المجتمع التي لن تتوانى عن إحداث التغيير بمجرد أن سقطت تلك المظاهر المقدسة الكاذبة. فالناس بطبيعتها تخشى الاقتراب من كل ما تعتبره مقدساً . و لكن عندها سيصبح القرءان فقط هو المقدس بنصوصه و بالتالي فنحن مازلنا نتكلم عن دولة دينية لكن على نطاق أصغر مما كان عليه الحال مع دولة الشريعة الاسلامية . فسيبقى القرءان نصا مقدسا و سيبقى بحاجة الى مفسرين و شارحين له من أجل التأكد من مطابقة القوانين المشرّعة مع ما يفسرونه من القرءان. إذن يبدو ان عملية إرجاع المرجعية للقرءان فقط لن تعمل على حل مشكلة الشريعة الاسلامية مع العلمانية و لكن ستعمل على تقليل مقدار التنافر ما بين شريعة القرءان و ما تنادي إليه العلمانية. و السبب هو تقليل مساحة المقدس أمام ماهو غير مقدس .. فالعلمانية لا تعترف بأي شيء مقدس في التشريع المدني أو السياسي!
الحقيقة أن الكلام النظري أعلاه لا يعني أن القرءان سيفشل في تلبية مطالب العلمانية كحل لمجتمع متعدد الثقافات. بل بالعكس و هذا ما سنثبته في القسم الاخير من هذا البحث.
القرءان و العلمانية
قبل أن نواصل الحديث لا بد أن نذكر أنه ليس هناك من إثبات نظري بأن العلمانية هي حل مثالي لمجتمع متعدد الثقافات أو الديانات سوى الامثلة الموجودة في الواقع من أن الدول التي تبنت العلمانية (كدول غرب أوروبا) فإن الحياة فيها تسير بشكل شبه عادل الى حد ما ما بين جميع فئات المجتمع على عكس الظلم المنتشر ما بين فئات المجتمع في الدول الدينية (كمصر و السعودية وإيران و غيرها) .
قلنا إن العلمانية تقوم على أساس فصل الدين عن الدولة باتجاهين: عدم تدخل الحكومة بالدين و عدم تدخل الدين بقرارات الحكومة. و هنا نقول أن السبب وراء ترسيخ هذه الفكرة هو ببساطة لإلغاء الاحتكاك و التنازع الذي يحصل ما بين الناس أصحاب المرجعيات المقدسة المختلفة ، و نحن نعلم أن المرجعيات الدينية المقدسة هي من أصلب و أجمد المرجعيات التي يخشى الناس تغييرها ، لذا فإن ذلك الاحتكاك ما بين أصحاب المرجعيات الدينية المختلفة سرعان ما يصير الى تنازع مسلح أو تناحر واضح على السلطة و الجبروت. و كحل أساسي فإن النظرية التي تقوم عليها العلمانية هي جعل المصلحة المادية كأساس يجمع الناس متعددي الثقافات ، و يتم إجبار الناس على تلك المصلحة عن طريق قوانين رادعة تجعل التمييز على أساس الدين أو المعتقدات أمرا من عظيم المحرمات في تلك الدولة (أي بحماية الاساس النظري للعلمانية نفسها).
إن قراءة غير منحازة للقرءان تظهر أنه كتاب لا يدعو إلى إقامة دولة دينية أساساً ، و أيضا بمزيد من القراءة و التمعن نلاحظ أن القرءان يفصل في الخطاب ما بين الناس المستمعين له ، فهو في تشريعاته يخاطب صراحة المؤمنين به (مستخدما لفظ “ياأيها الذين آمنوا” ـ أو بشكل غير مباشر كقوله “قل للمؤمنين” ..الخ) فهو في ذلك كأنه يقرّ ضمنيا بوجود جماعات و ناس لا يؤمنون به ككتاب مقدس من عند الله و بناء عليه فلا تنالهم تلك التشريعات التي ينادي بها القرءان خصيصاً للذين آمنوا به. و هذا واضح أيضا صراحة من خلال بعض الايات من مثل قوله تعالى عن بعض اليهود في المدينة (وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) [5:43-44] فهذه الايات تطلب صراحة بان يعود اليهود الى الحكم بما عندهم من التوراة ، و نحن نعلم أن هؤلاء اليهود هو قوم كان يعيشون في المدينة تحت حكم النبي محمد عليه السلام ، و لكن يبدو (كما يدعم ذلك التاريخ) أن اليهود في المدينة زمن الرسول كانوا يتمتعون بحكم شبه ذاتي يمارسون فيه عقيدتهم و أحكامهم و تشريعاتهم. و أيضا الايات التالية تبين هذا المبدأ بكل وضوح حيث تقول (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ، وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ، وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) [5:47:49] فهذه الايات تطالب بأن يكون لأهل الانجيل الحق بان يحكموا أنفسهم بما عندهم في الانجيل. و من ثم تتابع فتطالب النبي محمد عليه السلام بأن يحكم متبعاً هذا الكتاب (القرءان) ، فيحكم بينهم بما فيه من مباديء عادلة عامة للجميع ، و تؤكد الاية على شرعية و أحقية الناس بالاختلاف دينيا و منهجيا بقوله (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ) . و المطالبة بان يحكم محمدٌ عليه السلام بأحكام القرءان يجب أن تتقاطع مع طريقة عرض التشريعات في القرءان ، فما فيه من تشريعات تخص الذين آمنوا فقط فهي للذين آمنوا به! فلا يجوز مثلا تطبيق حد الزنا أو السرقة أو غيره على أناس لا يؤمنون أساساً بهذا الكتاب بالاضافة الى أن هذا سيعتبر إكراهاً بالدين فإن السبب المباشر هو أن الله قد وجه خطابه في تلك التشريعات مثلا في الكتاب الى من آمن به فيه ، أما من لم يؤمن فيرجع عندها الى الاحكام الخاصة بفئته إن كان له فئة أو عليه أن ينضوي تحت لواء الحكم المدني الذي يقرره الشعب عبر الاقتراع.
إن هذا التفريق الواضح في القرءان ما بين المؤمنين به و غير المؤمنين به هو حلّ شبيه جدا لما تنادي به العلمانية من أن يبقى التأثير الديني أقل ما يمكن على القوانين الحاكمة . ففي دولة يحكمها القرءان (كدولة الرسول عليه السلام) فإن تشريعاته المقررة على الذين آمنوا تسري عليهم فقط لا غير ، و على أهل الكتاب تسري عليهم قوانينهم المختارة بينهم حسب ما لديهم من مرجعياتهم،و على الناس الاخرين تسرى قوانين الناس المدنية التي يختارونها بالاقتراع ، و هذاعلى عكس الدولة الدينية الحالية التي تفرض قوانينها على كل من يعيش في أرضها بغض النظر عن دينه ، فيسود التفريق و الظلم و التضييق.
أي أن النظام الذي نستطيع فهمه في القرءان هو ان يحكم كل فئة من الناس أنفسهم بحسب ما يرونه من قوانين تتنسجم مع نصوصهم المقدسة (سواء من مؤمن بالقرءان ، أم بالتوراة ، أم بالانجيل أم غيره) و يكون النظام الحاكم بحيث يراعي عدم تداخل و تزاحم تلك الفئات بان تطغى إحداها على الاخرى. أي أنه نظام يعطي إستقلالية ذاتية لكل مجموعة فيه على شرط تحقيق العدل ما بين كافة المجموعة. نلاحظ هذا التفريق بشكل واضح ما بين “المؤمنين بالكتاب” و بقية الناس في قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) [4:58] فهذه الاية تخاطب الذين آمنوا (أي أمنوا بالله و القرءان كرسالته) بأن يحكموا بالعدل بين الناس (على مختلف انتماءاتهم الفكرية أو الدينية أو غيرها). و القرءان لم يعط ِ تفاصيل كافية عن كيفية تطبيق طريقة الحكم هذه ، و بالتالي نفهم أنها متروكة للناس أنفسهم يقررون بالتشاور و الاقتراع.
و الحقيقة أن بعض دول أوروبا (مثل بريطانيا و هولندا) بدأت تميل نحو تطبيق ذلك المبدأ بان يتم إعطاء كل مجموعة من الناس حكما شبه مستقل (خاصة في الامور الدينية) على أن تبقى في يد الدولة بعض السلطات إذا ما تجاوزت مجموعة معينة حدودها تجاه “الناس” الاخرين ممن لا ينتمون لتلك المجموعة.
تلخيص
رأينا الفرق ما بين الدولة العلمانية و الدينية في أن الاولى تنادي الى الفصل ما بين الدين و الدولة في حين تجعل الثانية مرجعية الحكم منوطاً بمدى مطابقة نصوص دينية مقدسة و تفسيراتها. و قلنا إن السبب وراء الحل العلماني هو احتواء و إخماد التنازع ما بين أصحاب الديانات أو المذاهب المختلفة في الدولة الواحدة حتى لا يظلموا بعضهم بسبب اختلاف المرجعيات ، فيكون تحويل المرجعية بينهم نحو مرجعية مادية – تقوم على المصلحة – بدلا من المرجعيات الدينية المتناحرة هو الحل الامثل في نظر العلمانية.
الشريعة الاسلامية كما هي الان لا تصلح بتاتا كما لا تتوافق لا من قريب و لا من بعيد مع وجهة نظر الحل العلماني ببساطة لأنها (أي الشريعة الاسلامية الحالية) تؤسس الى دولة دينية يتم فيها فرض تفسيرات شخصية لنصوص مقدسة كثيرة و متناقضة تعود في جملتها الى العصور الوسطى .. مما يوقع الحرج بالناس الذي يهابون و يخضعون لها بسبب قدسيتها بدلا من المحاولة من تغييرها أو تعديلها.
القرءان لا يدعو الى إقامة دولة دينية على الاطلاق. الحل القرءاني هو ليس الفصل بين الدين و الدولة و لكن الفصل بين المجموعات المتدينة بأن تحصل كل منها على حكم شبه ذاتي تحكم فيه بقوانين مستمدة من نصوصها ، على أن يسود العدل و التكافؤ ما بين هؤلاء “الناس” جميعاً بغض النظر عن الحزب الحاكم. يبقى الدين موجودا في دولة يحكمها القرءان بان يتم زرع الإيمان بالله و اليوم الآخر و الاستعداد له بالعمل الصالح في نفوس الناس على مختلفهم لأن القرءان يعوّل في تشريعاته على وجود هذه المشاعر في النفوس.
الدولة تكون علمانية (بغض النظر عن التعريف اللغوي لها) عندما تفصل الافكار الدينية عن القرارات و القوانين المدنية و السياسية و النشاطات الحكومية. أي أن أي قرار يصدر عن الحكومة سواءً كان سياسيا يخص علاقة الدولة بأخرى أو مدنياً يتعلق بعلاقة الناس ببعضهم يجب أن لا يتم اشتقاقه بناءً على تفسيرات لنصوص مقدسة.
الدولة تكون دينية عندما تعتمد في قراراتها و نشاطاتها السياسية على الموافقة الدينية. أي أن أي قرار يصدر عن الحكومة يجب أن يتفق مع مرجعية دينية متفق عليها التي غالبا ما تكون عبارة عن مزيج من النصوص المقدسة و التفسيرات الشخصية المصاحبة لها.
و هناك فرق ما بين الديموقراطية و العلمانية ، و هذا الفرق يتمثل في أن العلمانية هي حركة فكرية في حين أن الديموقراطية هي في الاساس آلية متفق عليها لتبادل السلطة (بأشكالها الثلاث: تشريعية و قضائية و تنفيذية) بشكل عادل (متفق عليه أيضا).
يمكن إرجاع الاصول الفكرية للعلمانية الى أفكار إبن رشد (ت1198م) في فصل الفلسفة و العلوم التجريدية عن الدين و بالتالي فصل التفسيرات الشخصية للنصوص الدينية عن أمور الفلسفة و العلوم ، و السبب وراء ذلك هو الدفع نحو حرية التفكير ( خاصة الفلسفي) بعيداً عن الرقابة الدينية. إذن ظهرت موجة العلمانية أولاً في الحرية الفكرية ً ثم ما لبثت أن تم ترجمتها على الحياة المدنية و السياسية في أوروبا. و السبب الذي دفع الاوروبيين لتوطيد تلك الافكار هو ما عانوه جراء الحروب الدينية بينهم و تسلط الكنيسة على الحياة الشخصية للمجتمعات إبّان ثورة كالفن و مارتن لوثر الدينية ضد الكنيسة آنذاك ، و بلغت تلك الحروب قمتها في حرب الثلاثين عام (1618-1648) و التي شملت معظم دول اوربا الغربية و الشمالية و استهلكت ما يقرب من 20% من سكان تلك المناطق. فجاءت معاهدة وستفاليا (1648) تؤكد على فصل الدين عن الحياة السياسية و النشاطات الحكومية باتجاهين: عدم تدخل الدين في أمور الحكومة+ عدم تدخل الحكومة في أمور الدين.
تطبيق العلمانية و الدينية في الحكم
العلمانية مجرد فكر و هذا الفكر حتى يبقى على قيد الحياة لا بد من أن تتبناه حكومة ، و غالبا فإن الكثير من الحكومات الديموقراطية تتبنى العلمانية كأحد أركانها الفكرية. و عندها يكون مصدر الاحكام و القوانين في تلك الدول الديموقراطية-العلمانية هو الاقتراع داخل مجلس يتم تشكيله بالانتخاب (أو النظام الديموقراطي المتفق عليه). و هذا يعني ببساطة أن أي قانون في دولة ديموقراطية-علمانية قد يكون أساسه المصلحة، فقد يخرج أحد النواب المنتخبين في ذلك المجلس و يطرح قانوناً حسب أهواءه (الشخصية أو الحزبية) للمصادقة عليه فإن حظي بأغلبية فإنه يصبح قانوناً .. أي أن مصادر التشريع عندها قد تصبح شخصية و تؤثر فيها اللوبيات و النقابات و التجمعات الفكرية ذات القوة الدافعة . و لكن بسبب الحرية الفكرية و الدينية المتاحة تكون هناك تغذية راجعة طبيعية جرّاء تفاعل الناس مع تلك القوانين ، هذه التغذية الراجعة قد تساهم في أن يتم تعديل تلك القوانين حتى الوصول الى حالة من العدل النسبي ما بين الفئات المتأثرة بتلك القوانين.
و في الدولة الدينية قد يكون هناك ديموقراطية (نادر جدا) و تكون القوانين فيها بحاجة للمصادقة الدينية. و المصادقة الدينية هي أن لا تتعارض تلك القوانين مع مرجعية دينية تحددها الدولة و هذه المرجعية هي في العادة تفسير (شخصي أو متفق عليه) لنصوص مقدسة. أي أن أي قانون يجب أن يحوز الاتفاق على عدم تعارضه مع المرجعية الدينية. و على النقيض من الدولة العلمانية فإن القوانين في الدولة الدينية عادة ما تتسم بالصلابة و عدم المرونة و هذا مردّه الى عدم الاعتماد على التغذية الراجعة من تفاعل الناس مع القوانين ، فيتم فرض تلك القوانين بالاكراه بحجة أنها مدعومة بتوثيق ديني. و مما لا شك فيه أن هذا الاكراه كثيرا ما يؤدي الى انتشار الفساد ما بين الناس غير الراضين عنها أو غير القادرين على المطالبة بتغييرها.
و السبب المباشر كما قلنا في فرض القوانين و عدم تعديلها (كما يحدث مع العلمانية) هو إما عدم وجود مرونة من الاصل في القانون المطروح أو أن القانون يطرح بقوة بسبب وجود نصوص دينية قوية المرجعية مما يجعل نقض القانون هو نقض لتلك التفاسير للنصوص الدينية ، الأمر الذي يلقى معارضة شديدة من قبل النظام الحاكم الذي يقدس تلك النصوص و تفسيراتها و يدعمها ، و بهذا الشكل تؤول عملية فرض القوانين المدفوعة بالشرعية الدينية المطلقة الى شكل من أشكال الدكتاتورية.
هل تنطبق العلمانية مع الدين الاسلامي؟
قبل الاجابة على هذا السؤال يجب التفريق ما بين أمرين هما في غاية من الخطورة. الامر الاول هو ما يعرف بالشريعة الاسلامية الموجودة حاليا ، و الامر الثاني هو الحركة الاصلاحية الدينية و حصر المرجعية بالمصدر الاساسي للدين الاسلامي ألا و هو القرءان.
مشكلة الشريعة الاسلامية الحالية
إن مشكلة الشريعة الاسلامية في الوقت الراهن (أو كما تتبناها بعض الدول) هي الزئبقية الشديدة في تعاليمها و قوانيها و تشريعاتها ، و السبب الرئيس في ذلك هو تعدد المرجعيات فيها و تداخلها بشكل مريب و محيّر. فمثلا ً، في حين ينادي الكثير من السلفيين و الاصوليين بأن القرءان الكريم هو المصدر و المرجع الاول للأحكام في الشريعة الاسلامية ثم يليه الحديث فإنهم ما يلبثون حتى يلغون تلك المقولة فيجعلون بعض الاحاديث تتقدم على القرءان الكريم من ناحية مبدئية و تفصيلية أحياناً كثيرة. و يصل الأمر عند بعضهم بأن يجعل القياس أو الاجماع (الذي هو في المرتبة الرابعة أو الخامسة من ناحية كونه مصدر من مصادر التشريع) يتقدم المصدر الاول (القرءان) بالتحليل و التحريم و التكفير الاعتباطي أحيانا دونما أن يصرّح بذلك تصريحاً واضحاً في حين يلغيه (أي القياس) آخرون بجرة قلم من تصوراتهم بشكل زئبقي مما يفقد تلك المصادر جميعا ً أي مصداقية.
بالاضافة للزئبقية السابقة فإن هناك سمة آخرى تجعل من المستحيل إجتماع الشريعة الاسلامية الحالية مع العلمانية ، هذه السمة الاخرى هي مدى ضخامة و شمولية تلك النصوص المقدسة التي يتم منها استقاء و استقراء قوانين و تشريعات يعود معظمها الى القرون الوسطى. فمثلا إن كثرة الاحاديث (المصدر الثاني) التي تعدّ بمئات الالاف و اعتماد أقوال و أفعال صحابة محمد عليه السلام (و هي أيضا بمئات الالاف) كنصوص و أفعال مقدسة يجعل المرجعية الدينية للأحكام عبارة عن مهزلة بحيث يقوم كل من يلمّ بأكبر قدر من تلك الاقوال و الاحاديث بتطويع الكم الأكبر منها بشكل انتقائي بسبيل خدمة غرضه و مصالحه (كتهميش النساء مثلاً أو التضييق على أصحاب المذاهب الاخرى). و بما أن القدسية لتلك الاقوال تجعل من الصعب بل المستحيل مراجعة القوانين و التشريعات الصادرة منها فإن النتيجة تكون عبارة عن فرض لوجهات نظر شخصية في تفسير و انتقاء تلك النصوص الدينية بحيث يتم تطويعها سياسيا أو حزبياً بحيث تصل الأمور الى حد التشرذم الواضح.
أما في الدولة العلمانية ، فرغم أن مصادر التشريع مفتوحة فيها إلا أنه يتم ترجيح أو تقويم التشريعات بمدى ملائمتها مع واقع الناس بالاستعانة باحد الانظمة الديمقراطية في تبادل السلطات. فيستطيع الناس مثلا أن يؤثروا في مدى تطبيق أو وضع القوانين عن طريق التأثير في الانتخابات التي تأتي لهم بمن يحكمهم ، فيقوم الحزب المنتخب بعملية تعديل لتلك القوانين بشكل يرضي أهواء الناس مما يحق عدالة ظاهرية بينهم ، و السبب المفصلي الواضح لسهولة تلك التغييرات في التشريعات هو عدم وجود تلك الهالة المقدسة للأشخاص أو القوانين أنفسها على العكس مما هو الحال في الدولة الدينية حيث تلتصق صفة القداسة بالنصوص الضخمة المقدسة و مفسريها من أشخاص و شيوخ ورجال دين ، الأمر الذي يجعل تعديل تلك القوانين من سابع المستحيلات ، فيختار الناس عدم الانصياع الطوعي لتلك القوانين (التي ترجع بطبيعتها الى العصور الوسطى) فتنتشر اللامبالاة بين الناس ويعم الفساد الى أن يسود السخط ما بين الناس غير الراضين فيقابلهم النظام الحاكم بالقمع و الدكتاتورية ، و ممالاشك فيه ان النظام الحاكم يكون بحاجة الى دعم فكري لترسيخ شرعيته في ما يقوم به من بطش ، فتنشأ بذلك علاقة تكاملية ما بين انظمة رجال الدين الكهنوتية و النظام الحاكم ، و هذه العلاقة هي السمة الابرز من سمات الدول الدينية.
ينادي الاصلاحيون و بالتحديد القرءانيون الى توحيد المرجعية الدينية بالقرءان فقط لاغير ، و مما لاشك فيه أن هذا الطرح سيسهم بشكل فعال في الحد من حالات التشرذم و المهازل الفكرية و التشريعية التي نشأت بسبب تلك الزئبقية ما بين الالاف المؤلفة من نصوص مقدسة. السبب الرئيس في ذلك هو إماطة و إزالة العناوين المقدسة عن الالاف المؤلفة من الاسماء و النصوص التي تعود الى العصور الوسطى. و هذا الهدم لكل تلك المقدسات سيجعل من السهولة بمكان إجراء أي تعديلات في القوانين المطروحة بحيث تحقق العدل الظاهري ما بين فئات المجتمع التي لن تتوانى عن إحداث التغيير بمجرد أن سقطت تلك المظاهر المقدسة الكاذبة. فالناس بطبيعتها تخشى الاقتراب من كل ما تعتبره مقدساً . و لكن عندها سيصبح القرءان فقط هو المقدس بنصوصه و بالتالي فنحن مازلنا نتكلم عن دولة دينية لكن على نطاق أصغر مما كان عليه الحال مع دولة الشريعة الاسلامية . فسيبقى القرءان نصا مقدسا و سيبقى بحاجة الى مفسرين و شارحين له من أجل التأكد من مطابقة القوانين المشرّعة مع ما يفسرونه من القرءان. إذن يبدو ان عملية إرجاع المرجعية للقرءان فقط لن تعمل على حل مشكلة الشريعة الاسلامية مع العلمانية و لكن ستعمل على تقليل مقدار التنافر ما بين شريعة القرءان و ما تنادي إليه العلمانية. و السبب هو تقليل مساحة المقدس أمام ماهو غير مقدس .. فالعلمانية لا تعترف بأي شيء مقدس في التشريع المدني أو السياسي!
الحقيقة أن الكلام النظري أعلاه لا يعني أن القرءان سيفشل في تلبية مطالب العلمانية كحل لمجتمع متعدد الثقافات. بل بالعكس و هذا ما سنثبته في القسم الاخير من هذا البحث.
القرءان و العلمانية
قبل أن نواصل الحديث لا بد أن نذكر أنه ليس هناك من إثبات نظري بأن العلمانية هي حل مثالي لمجتمع متعدد الثقافات أو الديانات سوى الامثلة الموجودة في الواقع من أن الدول التي تبنت العلمانية (كدول غرب أوروبا) فإن الحياة فيها تسير بشكل شبه عادل الى حد ما ما بين جميع فئات المجتمع على عكس الظلم المنتشر ما بين فئات المجتمع في الدول الدينية (كمصر و السعودية وإيران و غيرها) .
قلنا إن العلمانية تقوم على أساس فصل الدين عن الدولة باتجاهين: عدم تدخل الحكومة بالدين و عدم تدخل الدين بقرارات الحكومة. و هنا نقول أن السبب وراء ترسيخ هذه الفكرة هو ببساطة لإلغاء الاحتكاك و التنازع الذي يحصل ما بين الناس أصحاب المرجعيات المقدسة المختلفة ، و نحن نعلم أن المرجعيات الدينية المقدسة هي من أصلب و أجمد المرجعيات التي يخشى الناس تغييرها ، لذا فإن ذلك الاحتكاك ما بين أصحاب المرجعيات الدينية المختلفة سرعان ما يصير الى تنازع مسلح أو تناحر واضح على السلطة و الجبروت. و كحل أساسي فإن النظرية التي تقوم عليها العلمانية هي جعل المصلحة المادية كأساس يجمع الناس متعددي الثقافات ، و يتم إجبار الناس على تلك المصلحة عن طريق قوانين رادعة تجعل التمييز على أساس الدين أو المعتقدات أمرا من عظيم المحرمات في تلك الدولة (أي بحماية الاساس النظري للعلمانية نفسها).
إن قراءة غير منحازة للقرءان تظهر أنه كتاب لا يدعو إلى إقامة دولة دينية أساساً ، و أيضا بمزيد من القراءة و التمعن نلاحظ أن القرءان يفصل في الخطاب ما بين الناس المستمعين له ، فهو في تشريعاته يخاطب صراحة المؤمنين به (مستخدما لفظ “ياأيها الذين آمنوا” ـ أو بشكل غير مباشر كقوله “قل للمؤمنين” ..الخ) فهو في ذلك كأنه يقرّ ضمنيا بوجود جماعات و ناس لا يؤمنون به ككتاب مقدس من عند الله و بناء عليه فلا تنالهم تلك التشريعات التي ينادي بها القرءان خصيصاً للذين آمنوا به. و هذا واضح أيضا صراحة من خلال بعض الايات من مثل قوله تعالى عن بعض اليهود في المدينة (وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) [5:43-44] فهذه الايات تطلب صراحة بان يعود اليهود الى الحكم بما عندهم من التوراة ، و نحن نعلم أن هؤلاء اليهود هو قوم كان يعيشون في المدينة تحت حكم النبي محمد عليه السلام ، و لكن يبدو (كما يدعم ذلك التاريخ) أن اليهود في المدينة زمن الرسول كانوا يتمتعون بحكم شبه ذاتي يمارسون فيه عقيدتهم و أحكامهم و تشريعاتهم. و أيضا الايات التالية تبين هذا المبدأ بكل وضوح حيث تقول (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ، وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ، وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) [5:47:49] فهذه الايات تطالب بأن يكون لأهل الانجيل الحق بان يحكموا أنفسهم بما عندهم في الانجيل. و من ثم تتابع فتطالب النبي محمد عليه السلام بأن يحكم متبعاً هذا الكتاب (القرءان) ، فيحكم بينهم بما فيه من مباديء عادلة عامة للجميع ، و تؤكد الاية على شرعية و أحقية الناس بالاختلاف دينيا و منهجيا بقوله (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ) . و المطالبة بان يحكم محمدٌ عليه السلام بأحكام القرءان يجب أن تتقاطع مع طريقة عرض التشريعات في القرءان ، فما فيه من تشريعات تخص الذين آمنوا فقط فهي للذين آمنوا به! فلا يجوز مثلا تطبيق حد الزنا أو السرقة أو غيره على أناس لا يؤمنون أساساً بهذا الكتاب بالاضافة الى أن هذا سيعتبر إكراهاً بالدين فإن السبب المباشر هو أن الله قد وجه خطابه في تلك التشريعات مثلا في الكتاب الى من آمن به فيه ، أما من لم يؤمن فيرجع عندها الى الاحكام الخاصة بفئته إن كان له فئة أو عليه أن ينضوي تحت لواء الحكم المدني الذي يقرره الشعب عبر الاقتراع.
إن هذا التفريق الواضح في القرءان ما بين المؤمنين به و غير المؤمنين به هو حلّ شبيه جدا لما تنادي به العلمانية من أن يبقى التأثير الديني أقل ما يمكن على القوانين الحاكمة . ففي دولة يحكمها القرءان (كدولة الرسول عليه السلام) فإن تشريعاته المقررة على الذين آمنوا تسري عليهم فقط لا غير ، و على أهل الكتاب تسري عليهم قوانينهم المختارة بينهم حسب ما لديهم من مرجعياتهم،و على الناس الاخرين تسرى قوانين الناس المدنية التي يختارونها بالاقتراع ، و هذاعلى عكس الدولة الدينية الحالية التي تفرض قوانينها على كل من يعيش في أرضها بغض النظر عن دينه ، فيسود التفريق و الظلم و التضييق.
أي أن النظام الذي نستطيع فهمه في القرءان هو ان يحكم كل فئة من الناس أنفسهم بحسب ما يرونه من قوانين تتنسجم مع نصوصهم المقدسة (سواء من مؤمن بالقرءان ، أم بالتوراة ، أم بالانجيل أم غيره) و يكون النظام الحاكم بحيث يراعي عدم تداخل و تزاحم تلك الفئات بان تطغى إحداها على الاخرى. أي أنه نظام يعطي إستقلالية ذاتية لكل مجموعة فيه على شرط تحقيق العدل ما بين كافة المجموعة. نلاحظ هذا التفريق بشكل واضح ما بين “المؤمنين بالكتاب” و بقية الناس في قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) [4:58] فهذه الاية تخاطب الذين آمنوا (أي أمنوا بالله و القرءان كرسالته) بأن يحكموا بالعدل بين الناس (على مختلف انتماءاتهم الفكرية أو الدينية أو غيرها). و القرءان لم يعط ِ تفاصيل كافية عن كيفية تطبيق طريقة الحكم هذه ، و بالتالي نفهم أنها متروكة للناس أنفسهم يقررون بالتشاور و الاقتراع.
و الحقيقة أن بعض دول أوروبا (مثل بريطانيا و هولندا) بدأت تميل نحو تطبيق ذلك المبدأ بان يتم إعطاء كل مجموعة من الناس حكما شبه مستقل (خاصة في الامور الدينية) على أن تبقى في يد الدولة بعض السلطات إذا ما تجاوزت مجموعة معينة حدودها تجاه “الناس” الاخرين ممن لا ينتمون لتلك المجموعة.
تلخيص
رأينا الفرق ما بين الدولة العلمانية و الدينية في أن الاولى تنادي الى الفصل ما بين الدين و الدولة في حين تجعل الثانية مرجعية الحكم منوطاً بمدى مطابقة نصوص دينية مقدسة و تفسيراتها. و قلنا إن السبب وراء الحل العلماني هو احتواء و إخماد التنازع ما بين أصحاب الديانات أو المذاهب المختلفة في الدولة الواحدة حتى لا يظلموا بعضهم بسبب اختلاف المرجعيات ، فيكون تحويل المرجعية بينهم نحو مرجعية مادية – تقوم على المصلحة – بدلا من المرجعيات الدينية المتناحرة هو الحل الامثل في نظر العلمانية.
الشريعة الاسلامية كما هي الان لا تصلح بتاتا كما لا تتوافق لا من قريب و لا من بعيد مع وجهة نظر الحل العلماني ببساطة لأنها (أي الشريعة الاسلامية الحالية) تؤسس الى دولة دينية يتم فيها فرض تفسيرات شخصية لنصوص مقدسة كثيرة و متناقضة تعود في جملتها الى العصور الوسطى .. مما يوقع الحرج بالناس الذي يهابون و يخضعون لها بسبب قدسيتها بدلا من المحاولة من تغييرها أو تعديلها.
القرءان لا يدعو الى إقامة دولة دينية على الاطلاق. الحل القرءاني هو ليس الفصل بين الدين و الدولة و لكن الفصل بين المجموعات المتدينة بأن تحصل كل منها على حكم شبه ذاتي تحكم فيه بقوانين مستمدة من نصوصها ، على أن يسود العدل و التكافؤ ما بين هؤلاء “الناس” جميعاً بغض النظر عن الحزب الحاكم. يبقى الدين موجودا في دولة يحكمها القرءان بان يتم زرع الإيمان بالله و اليوم الآخر و الاستعداد له بالعمل الصالح في نفوس الناس على مختلفهم لأن القرءان يعوّل في تشريعاته على وجود هذه المشاعر في النفوس.
مشاكل جنسية تسبب الاحراج للرجال..
خليفة مزضوضي
هناك بعض المشاكل يعاني منها الرجال خاصة تسيء الى مظهرهم و بالتالي تؤثر على نفسياتهم و علاقاتهم بالاخرين..هنا نعرض لكم بعض هذه المشاكل.. 1- شعر الظهر: بحلول منتصف العشرينات من عمر الرجل ، يبدأ الشكل النهائى لتوزيع نمو الشعر فى الظهر بالتكون . ربما يأخذ الشعر توزيعات قليلة الكثافة ، و ربما يكون شديد الكثافة . و للتغلب على مشكلة التوزيعات غير المناسبة لكثافة الشعر فى مناطق الظهر ، يمكن ازالة هذا الشعر بالطرق التالية : – الليزر : لديه القدرة على تخفيف الشعر او ازالته بالكامل ، و نتائجه شبه دائمة . – الطرق التلقيدية : و تقوم بأزالة الشعر لمدة تصل الى عدة اسابيع ، و تمشل هذه الطرق على سبيل المثال ( الشمع ، و مزيلات الشعر ) .
هناك بعض المشاكل يعاني منها الرجال خاصة تسيء الى مظهرهم و بالتالي تؤثر على نفسياتهم و علاقاتهم بالاخرين..هنا نعرض لكم بعض هذه المشاكل.. 1- شعر الظهر: بحلول منتصف العشرينات من عمر الرجل ، يبدأ الشكل النهائى لتوزيع نمو الشعر فى الظهر بالتكون . ربما يأخذ الشعر توزيعات قليلة الكثافة ، و ربما يكون شديد الكثافة . و للتغلب على مشكلة التوزيعات غير المناسبة لكثافة الشعر فى مناطق الظهر ، يمكن ازالة هذا الشعر بالطرق التالية : – الليزر : لديه القدرة على تخفيف الشعر او ازالته بالكامل ، و نتائجه شبه دائمة . – الطرق التلقيدية : و تقوم بأزالة الشعر لمدة تصل الى عدة اسابيع ، و تمشل هذه الطرق على سبيل المثال ( الشمع ، و مزيلات الشعر ) .
2- الكرش : الرجال اكثر عرضة لأكتساب دهون حول منطقة الوسط ، مما ينتج عنه الكرش
. و لسوء الحظ فان هذه التجمعات الدهنية تزيد من مخاطر الاصابة بالأمراض القلبية .
لكن الخبر الجيد يتمثل فى ان هذه المناطق من الدهون هى اول ما يختفى بمجرد اتباع
حمية غذائية مناسبة و ممارسة الرياضة
.
3- التعرق الزائد : من المعروف ان معدل افراز العرق لدى الرجال أعلى من النساء .
لكن عندنا يظهر الأمر فى صورة عرق غزير فى الكفوف و الابطين ، و انتشار العرق على
الملابس فأن هذه الحالة تسمى هايبرهيدروزس ، و قد تنشأ من التوتر او المجهود
النفسى ، و ربما تنشأ بدون سبب ظاهر. يوجد عدة حلول لهذة الحالة تحتاج الى استشارة
طبيب متخصص ، للقيام بتشخيص السبب وراء الحالة و بالتالى اعطاء العلاج المناسب .
4- الحاجب الكثيف : عودة الى مشكلات نمو الشعر فى الرجال ، حيث ان نفس الهرمونات
التى تحفز نمو شعر اللحية و الشارب ، تحفز نمو حويصلات الشعر فى منطقة الحاجب .
تنتج المشكلة عندما تكون كثافة شعر الحاجب زائد عن المقبول ، الى ان تصل الى نمو
الشعر فى المنطقة بين الحاجبين . يمكن علاج هذه المشكلة بالتدمير الكهربى المحدود
لحويصلات الشعر فى المناطق الزائدة فيما يعتبر حل دائم . كما يمكن الاستعانة بحلول
التخلص من الشعر بصفة دورية من خلال الطرق التقليدية فى ازالة الشعر
5- شعر تحت الجلد : بعض الرجال يعانى من مشكلة عند حلاقة الذقن فى وجود بعض الشعيرات التى تنمو تحت الجلد مكونة ما يشبه الاكياس الدهنية ، مما يجعل مرور ماكينة الحلاقة على الجلد سببا فى تعرضه للجروح . و تظهر هذه المشكلة بشكل اكبر فى الرجال من اصول افريقية ، و اصحاب الشعر الملفوف . يمكن التغلب على هذه المشكلة بواسطة حمام مياه دافئ قبل الحلاقة ، بجانب استعمال كرم حلاقة او جيل ذو كثافة عالية .
6- احمرار الوجه : ليس دائما احمرار الوجه دليل احراج او كسوف ، لكنه احيانا يكون بسبب حالة جسمانية طبية تتميز باحمرار شديد فى الوجه و طرف الأنف . لكن من المهم الانتباه الى هذه المشكلة فى حالة تكرارها ، و استشارة طبيب متخصص . 7- تأكل مساحة الشعر : من الحقائق المؤسفة ان أغلب الرجال فى منتصف الثلاثينات يبدأوا فى اختبار نقص كثافة الشعر بشكل ملحوظ . و فى بداية الخمسينات ، يبدأ خط منبت الشعر فى مقدمة الرأس بالتراجع بشكل ملحوظ مكوناً اماكن ذات كثافة منخفضة من الشعر او مناطق صلعاء تماماً . هناك بعض الجراحات حالياً التى تعمل على تعويض الشعر المفقود ، كما انه يمكن استشارة الطبيب بخصوص ادوية تمنع تساقط الشعر . لكن يجب الحذر من بعض الدعاية فى هذا الموضوع التى تقدم ادوية و وعود زائفة بعودة الماضى . 8- عمى الألوان : مصطلح عمى الألوان لا يعنى رؤية الأشياء أبيض و اسود . لكنه يعنى بشكل ادق التداخل بين بعض الألوان و بعضها حيث لا يستطيع المريض التمييز بين اللون الاخضر و الأحمر مثلاً . و طريقة وراثة هذا المرض تجعله اكثر انتشاراً فى الرجال . رغم ان هذا المرض ليس له علاج مباشر ، لكن فى اغلب الحالات يمكن تعليم المريض بعض اساليب التغلب على تداخل الألوان . 9- الشخير اثناء النوم : من اكثر الاشياء ازعاجاً لمن يشاركك الغرفة هو ان تكون من اصحاب الاصوات العالية اثناء النوم . و رغم ان ظاهرة الشخير ليست مضرة فى حد ذاتها ، لكننا يجب ان ننتبه لها بشكل خاص فى حالات الازعاج الغير معتاد لشريكك ، او التأثير على جودة فترة نومك . حيث ان هذه الظاهرة احيانا تكون بداية لمشكلة اكبر تسمى اختناقات النوم و التى يجب الانتباه له ، و استشارة الطبيب فى حالة الشك فى وجودها . 10- التجشؤ : رغم ان التجشؤ فى ثقافتنا يمثل فعل مقزز و غير مقبول ، لكنه فى بعض الثقافات الاخرى يمثل نوع من التعبير عن التقدير لوجبة كريمة . و التجشؤ فى حد ذاته لا يمثل مشكلة ، لكن يجب الانتباه اذا كان مصحوبا برغبة فى القئ او اى اعراض اخرى خاصة بالمعدة ، حيث يمكن ان يكون السبب وراء ذلك مشكلة فى الجهاز الهضمى . لذا يجب استشارة طبيب ان كان التجشؤ مصحوب بأى اعراض اخرى . 11- الغازات : رغم ان مرور غازات البطن لا يسبب ضرر صحى ، لكن هذه العملية تسبب احراج كبير . و تنتج غازات البطن من انتاج هواء من بعض التفاعلات الكيمائية للغذاء داخل القناة الهضمية . و هناك انواع من الاطعمة تسبب الغازات و تختلف من شخص لأخر . لكن اشهرها الصودا و البقوليات و بعض الخضر و الفواكه . 12- رائحة الجسم : سواء كنت تعمل بجد او تعلب بجهد ، فسوف يكون جسمك عرضة لأفراز عرق غزير مصحوب برائحة جسم غير مرغوب فيها . فى الواقع فان الرائحة لا يكون مصدرها المباشر العرق ، لكن البكتيريا التى تنجذب نحو الجلد المتشبع بالعرق و تبدأ فى التفاعل فوقه و افراز بعض المواد ذات الرائحة . لذا يكمن الحل فى محاربة البكتيريا بالاستحمام الدائم بالماء و الصابون ، و الغسل السريع للملابس المتسخة . و فى حال استمرت الرائحة فى التواجد ينبغى الانتباه الى بعض انواع الاطعمة التى تؤثر على رائحة الجسم و التقليل منها و اشهرها الثوم و البصل . 13- المشاكل الجنسية : تعتبر الاختلالات الوظيفية الجنسية فى الرجال من اخر ما يود الرجل التحدث عنه . لكن اكثر من ثلث الرجال يختبر فى وقت من الاوقات مشكلة وظيفية جنسية ما ، يتمثل اغلبها فى انخفاض الرغبة الجنسية و القذف السريع و ضعف الانتصاب . و يمثل ضعف الانتصاب عدم القدرة على حدوث و بقاء انتصاب كامل لمدة كافية ، و تعد هذه المشكلة مؤشراً هامة على عدة امراض فى الأوعية الدموية و البول السكرى و مشاكل القلب و التدخين . لذا يجب استشارة طبيب فى حالة وجود هذه المشاكل
5- شعر تحت الجلد : بعض الرجال يعانى من مشكلة عند حلاقة الذقن فى وجود بعض الشعيرات التى تنمو تحت الجلد مكونة ما يشبه الاكياس الدهنية ، مما يجعل مرور ماكينة الحلاقة على الجلد سببا فى تعرضه للجروح . و تظهر هذه المشكلة بشكل اكبر فى الرجال من اصول افريقية ، و اصحاب الشعر الملفوف . يمكن التغلب على هذه المشكلة بواسطة حمام مياه دافئ قبل الحلاقة ، بجانب استعمال كرم حلاقة او جيل ذو كثافة عالية .
6- احمرار الوجه : ليس دائما احمرار الوجه دليل احراج او كسوف ، لكنه احيانا يكون بسبب حالة جسمانية طبية تتميز باحمرار شديد فى الوجه و طرف الأنف . لكن من المهم الانتباه الى هذه المشكلة فى حالة تكرارها ، و استشارة طبيب متخصص . 7- تأكل مساحة الشعر : من الحقائق المؤسفة ان أغلب الرجال فى منتصف الثلاثينات يبدأوا فى اختبار نقص كثافة الشعر بشكل ملحوظ . و فى بداية الخمسينات ، يبدأ خط منبت الشعر فى مقدمة الرأس بالتراجع بشكل ملحوظ مكوناً اماكن ذات كثافة منخفضة من الشعر او مناطق صلعاء تماماً . هناك بعض الجراحات حالياً التى تعمل على تعويض الشعر المفقود ، كما انه يمكن استشارة الطبيب بخصوص ادوية تمنع تساقط الشعر . لكن يجب الحذر من بعض الدعاية فى هذا الموضوع التى تقدم ادوية و وعود زائفة بعودة الماضى . 8- عمى الألوان : مصطلح عمى الألوان لا يعنى رؤية الأشياء أبيض و اسود . لكنه يعنى بشكل ادق التداخل بين بعض الألوان و بعضها حيث لا يستطيع المريض التمييز بين اللون الاخضر و الأحمر مثلاً . و طريقة وراثة هذا المرض تجعله اكثر انتشاراً فى الرجال . رغم ان هذا المرض ليس له علاج مباشر ، لكن فى اغلب الحالات يمكن تعليم المريض بعض اساليب التغلب على تداخل الألوان . 9- الشخير اثناء النوم : من اكثر الاشياء ازعاجاً لمن يشاركك الغرفة هو ان تكون من اصحاب الاصوات العالية اثناء النوم . و رغم ان ظاهرة الشخير ليست مضرة فى حد ذاتها ، لكننا يجب ان ننتبه لها بشكل خاص فى حالات الازعاج الغير معتاد لشريكك ، او التأثير على جودة فترة نومك . حيث ان هذه الظاهرة احيانا تكون بداية لمشكلة اكبر تسمى اختناقات النوم و التى يجب الانتباه له ، و استشارة الطبيب فى حالة الشك فى وجودها . 10- التجشؤ : رغم ان التجشؤ فى ثقافتنا يمثل فعل مقزز و غير مقبول ، لكنه فى بعض الثقافات الاخرى يمثل نوع من التعبير عن التقدير لوجبة كريمة . و التجشؤ فى حد ذاته لا يمثل مشكلة ، لكن يجب الانتباه اذا كان مصحوبا برغبة فى القئ او اى اعراض اخرى خاصة بالمعدة ، حيث يمكن ان يكون السبب وراء ذلك مشكلة فى الجهاز الهضمى . لذا يجب استشارة طبيب ان كان التجشؤ مصحوب بأى اعراض اخرى . 11- الغازات : رغم ان مرور غازات البطن لا يسبب ضرر صحى ، لكن هذه العملية تسبب احراج كبير . و تنتج غازات البطن من انتاج هواء من بعض التفاعلات الكيمائية للغذاء داخل القناة الهضمية . و هناك انواع من الاطعمة تسبب الغازات و تختلف من شخص لأخر . لكن اشهرها الصودا و البقوليات و بعض الخضر و الفواكه . 12- رائحة الجسم : سواء كنت تعمل بجد او تعلب بجهد ، فسوف يكون جسمك عرضة لأفراز عرق غزير مصحوب برائحة جسم غير مرغوب فيها . فى الواقع فان الرائحة لا يكون مصدرها المباشر العرق ، لكن البكتيريا التى تنجذب نحو الجلد المتشبع بالعرق و تبدأ فى التفاعل فوقه و افراز بعض المواد ذات الرائحة . لذا يكمن الحل فى محاربة البكتيريا بالاستحمام الدائم بالماء و الصابون ، و الغسل السريع للملابس المتسخة . و فى حال استمرت الرائحة فى التواجد ينبغى الانتباه الى بعض انواع الاطعمة التى تؤثر على رائحة الجسم و التقليل منها و اشهرها الثوم و البصل . 13- المشاكل الجنسية : تعتبر الاختلالات الوظيفية الجنسية فى الرجال من اخر ما يود الرجل التحدث عنه . لكن اكثر من ثلث الرجال يختبر فى وقت من الاوقات مشكلة وظيفية جنسية ما ، يتمثل اغلبها فى انخفاض الرغبة الجنسية و القذف السريع و ضعف الانتصاب . و يمثل ضعف الانتصاب عدم القدرة على حدوث و بقاء انتصاب كامل لمدة كافية ، و تعد هذه المشكلة مؤشراً هامة على عدة امراض فى الأوعية الدموية و البول السكرى و مشاكل القلب و التدخين . لذا يجب استشارة طبيب فى حالة وجود هذه المشاكل
من هي المرأة القوية الشخصية؟
خليفة مزضوضي
هيا بنا يا فتيات لنتعرف معنا على ماهية المرأة ذات الشخصية القوية:
هل يصح إطلاق صفة (المرأة ذات الشخصية القوية) على المثقفة ذات
الشهادات العلمية، أم الصحيح أن تطلق على ذات المنصب الحكومي؟
إن تبوء وظيفة جيدة أو امتلاك بيت رحب أو الإتصاف بالثقافة و… الخ لايدل في الحقيقة على اقتدار أو عدم اقتدار الشخص.
يمكن القول بأن المرأة المقتدرة أو ذات الشخصية القوية هي التي لاتسعى لإحراز تأييد أو احترام أي شخص، لأن الذين يطلبون الاحترام ويتوقعونه من قبل الآخرين إنما يدفعون الاحتمام عن أنفسهم في الواقع.
المرأة المقتدرة تعرف أن لكل انسان خصائص يتميز بها. لديها الثقة بالنفس إلى حد لاتجعلها تتوقع تأييد واحترام الذين يحيطونها في المجتمع. وهي تعي حقيقة أنه لايمكن إرضاء الجميع أبدا فلذلك لاتجهد ولا تؤذي نفسها في سبيل تحقيق ذلك.
المرأة المقتدرة تحترم نفسها واحترام النفس يعني إحلال التوازن في جميع جوانب وأنحاء الحياة من الأكل والنوم والعمل ورعاية الزوج والأولاد و…
من صفات المرأة المقتدرة أيضا هي أنها لاتجهد نفسها أبدا في سبيل التأثير على الآخرين لأنها تدرك حقيقة أن معلوماتها وخبراتها لو ازدادت، فستستطيع أن تكسب إعجاب الآخرين وتلفت أنظارهم وبالتالي تصبح في رأيهم مقبولة ومحترمة.
الذين يتصفون بالاقتدار والاحترام لايقيسون أنفسهم بالآخرين لأن القياس يسبب بروز حالتين في الشخص، هما الحسد والخيلاء والشخص لم يتغير في كلا الحالتين في نظر الآخرين وهذا يسبب انعزاله وبعده عن المجتمع.
أما المرأة القوية الشخصية فلديها تصورات ذهنية إيجابية تجاه الآخرين، وأيضا ذكريات جميلة عنهم تستحضرها في ذهنها دائما ويؤثر هذا على نظريتها ورؤيتها للناس ويؤثر أيضا في مسيرة حياتها.
ومن جهة أخرى، التفكير الجميل يستميل الجمال والتصورات الجمالية تعكس أثرها في التعامل الاجتماعي لدى الأشخاص، فالشخص الذي يفكر في إيجابيات الآخرين ينظر إلى إيجابياتهم أكثر مما ينظر إلى سلبياتهم ويؤدي ذلك تلقائيا إلى أن ينظر الآخرون أيضا إلى إيجابياته ويتذكروا نقاط القوة لديه من غير وعي.
ومن أبرز صفات المرأة المقتدرة أنها مع اهتمامها بتهذيب باطنها تهتم بظاهرها أيضا. لأن الأناقة خارج البيت شيء مقبول في رأيها بالحدود المعقولة طبعا.
المرأة المقتدرة والذكية لاتقيس نفسها بالآخرين لاتتصف غالبا بالثرثرة ولا تنظر نظرة سلبية إلى الأمور ولا تكثر توجيه النصح أو النقد إلى الناس.
الشهادات العلمية، أم الصحيح أن تطلق على ذات المنصب الحكومي؟
إن تبوء وظيفة جيدة أو امتلاك بيت رحب أو الإتصاف بالثقافة و… الخ لايدل في الحقيقة على اقتدار أو عدم اقتدار الشخص.
يمكن القول بأن المرأة المقتدرة أو ذات الشخصية القوية هي التي لاتسعى لإحراز تأييد أو احترام أي شخص، لأن الذين يطلبون الاحترام ويتوقعونه من قبل الآخرين إنما يدفعون الاحتمام عن أنفسهم في الواقع.
المرأة المقتدرة تعرف أن لكل انسان خصائص يتميز بها. لديها الثقة بالنفس إلى حد لاتجعلها تتوقع تأييد واحترام الذين يحيطونها في المجتمع. وهي تعي حقيقة أنه لايمكن إرضاء الجميع أبدا فلذلك لاتجهد ولا تؤذي نفسها في سبيل تحقيق ذلك.
المرأة المقتدرة تحترم نفسها واحترام النفس يعني إحلال التوازن في جميع جوانب وأنحاء الحياة من الأكل والنوم والعمل ورعاية الزوج والأولاد و…
من صفات المرأة المقتدرة أيضا هي أنها لاتجهد نفسها أبدا في سبيل التأثير على الآخرين لأنها تدرك حقيقة أن معلوماتها وخبراتها لو ازدادت، فستستطيع أن تكسب إعجاب الآخرين وتلفت أنظارهم وبالتالي تصبح في رأيهم مقبولة ومحترمة.
الذين يتصفون بالاقتدار والاحترام لايقيسون أنفسهم بالآخرين لأن القياس يسبب بروز حالتين في الشخص، هما الحسد والخيلاء والشخص لم يتغير في كلا الحالتين في نظر الآخرين وهذا يسبب انعزاله وبعده عن المجتمع.
أما المرأة القوية الشخصية فلديها تصورات ذهنية إيجابية تجاه الآخرين، وأيضا ذكريات جميلة عنهم تستحضرها في ذهنها دائما ويؤثر هذا على نظريتها ورؤيتها للناس ويؤثر أيضا في مسيرة حياتها.
ومن جهة أخرى، التفكير الجميل يستميل الجمال والتصورات الجمالية تعكس أثرها في التعامل الاجتماعي لدى الأشخاص، فالشخص الذي يفكر في إيجابيات الآخرين ينظر إلى إيجابياتهم أكثر مما ينظر إلى سلبياتهم ويؤدي ذلك تلقائيا إلى أن ينظر الآخرون أيضا إلى إيجابياته ويتذكروا نقاط القوة لديه من غير وعي.
ومن أبرز صفات المرأة المقتدرة أنها مع اهتمامها بتهذيب باطنها تهتم بظاهرها أيضا. لأن الأناقة خارج البيت شيء مقبول في رأيها بالحدود المعقولة طبعا.
المرأة المقتدرة والذكية لاتقيس نفسها بالآخرين لاتتصف غالبا بالثرثرة ولا تنظر نظرة سلبية إلى الأمور ولا تكثر توجيه النصح أو النقد إلى الناس.
النفاق السياسي العربي
خليفة مزضوضي
لا عيب أن يكون للمقالة البسيطة فرضية تنطلق منها ، وانا أنطلق في مقالتي هذه من هذه الفرضية مخضعاً إياها للنقاش ، ولكن بالنسبة للحالات الخاضعة والقابلة للتطبيق على هذا الوصف التالي ، فهي من شأن القرّاء والنقاد ،وفرضيتي هي : {{ إن نمط تفكير المجتمعات بمختلف شرائحها هي المنتج الرئيسي لحكوماتها سلباً كان ذاك التفكير أم إيجابياً}}
تسعى الدول (بشكل عام) للإصلاح وتحسين الحالة التنموية والمعيشية لمواطنيها وتلافي مواطن خلل قديمة، وتسعى للنهوض الرامي إلى التقدم والتطور، وغالباً ما تكون الدول ممثلة بالقائمين بالفعل التطوري صادقة في ذلك، وإن كان حسب ظروف الدول (أيّ كانت) ومواردها وإمكاناتها، ولكن سرعان ما تأتي العقبات المتعددة الأوجه لتقف في وجهها، فتمنعها من ذلك أي تحقيق تقدم فعلي على أرض الواقع ، ولعل أهم الأسباب في ذلك طبقة المنافقين السياسيين الذين يملئون الدنيا بخطاباتهم الهادفة لتحقيق مصالحهم الشخصية من الأعلى أو أصحاب القرارات الذين يقعون فريسة كذبهم وإخداعهم ، وهنا يقع المجتمع (بشكل عام) في ورطة النفاق السياسي ، فالمنافقين السياسيين لا يختلفون عن المنافقين دينياً الذين دخلوا الدين تستراً لتحقيق مكاسب ضيقة ، وكذالك شركائهم في السياسة فهم في سبيل تحقيق طموحاتهم ومصالحهم مستعدين للعق وتقبيل حذاء صاحب القرار (أي كان في أي دولة لا على التعيين ) ، وهذا كله على حساب الصادقين من الأذكياء وأصحاب المشاريع السياسية لتطوير وارتقاء الدول .
ومن هنا كانت خطورة أحد أمرين : ضرورة مساعدة الحكومات الساعية لتطور الدول لمحاربتهم من جهة ، وكذلك خطورة هؤلاء على أمن واستقرار الدول لأنها ستتكلف فيما بعد مغبة محاسبتهم ، ولذلك كان لابد من الاسترسال والاستطراد في هذا الموضوع عبر توضيح بعض مفاصله. فالنفاق في اللغة هو إظهار الإنسان غير ما يُبطن. وسمي المنافق بهِ لأنه يجعل لنفسهِ وجهين، يُظهر أحدهما حسب الموقف الذي يواجه، ويُعرّف مفهوم النفاق بشكل عام على أنه الطبيعة الخطيرة في السلوك البشري، وهو إظهار عكس ما هو كائن داخل النفس البشرية، ومن علامات النفاق، كما قال (رسول الله) : «إذا حدّث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف». فمن توفرت فيه هذه العلامات فهو منافق خالص، ومن توفرت فيه واحدة ففيه شعبة من شعب النفاق.
ومن أخطر أنواع النفاق وأكثرها مقتاً ورفضاً وأشدها تدميراً هو النفاق السياسي بكل أشكاله، ولكن أقسى وأخطر أشكال النفاق السياسي وأشده دماراً هو نفاق الرأي العام. ومن صوره السعي إلى كسب ود المجتمع بمجاملته ومداهنته على حساب الواقع والحقيقة، وبالتالي على حساب مستقبل نموّه وتقدمه. ومن أساليب المنافقين السياسيين التستر خلف بعض الأعمال المشروعة لتحقيق غاياتهم الفاسدة والإضرار بكل من حولهم.
ما هي أبرز نتائج النفاق السياسي الذي يمارسه الرأي العام؟
1 -تدمير وإفساد العلاقات السوية في المجتمع، والدس والوقيعة.
2 -وإذكاء الخلافات وتوسيع شقتها، واستغلالها في ضرب الوحدة الوطنية.
3 -وزعزعة أمن واستقرار الوطن والسلم الاجتماعي.
4 -وإشعال نيران الفتن، وإثارة النعرات بين المواطنين.
5 -إشاعة الفساد في الأرض.
شرح لجدلية العلاقة بين الكذب كفعل إخلافي مذموم والنفاق السياسي .. ماذا يعني ذالك ؟؟
وبالمقابل فإن علاقة الكذب بالتاريخ متعددة الأوجه، ففضلاً عن أن مفهوم الكذب نفسه قد عرف تغيّراً عبر العصور، إذ أن هناك تاريخاً للكذب، لذلك فإن الشكل الذي أصبح الكذب يتخذه اليوم، جعله يتجاوز الفرد والأخلاق ليطال الجماعة والسياسة، فيعْلق بالتاريخ، والكذب السياسي لم يعد تستّراً يحجب الحقيقة، وإنما غدا قضاءً مبرماً على الواقع، وإتلافاً فعلياً لوثائقه ومستنداته الأصلية. لم يعد الكذب إخفاءً للحقيقة، وإنما صار إتلافاً لها. لم يعد مكراً تاريخياً، وإنما غدا مكراً بالتاريخ.
وقد ميّز القديس ( أوغسطين ) الكذب عن مجرد الوقوع في الغلط، وذلك بالتأكيد على القصدية في فعل الكذب، فالكذب هو الرغبة في خداع الغير، حتى وإن اقتضى الأمر في بعض الأحيان، قول الحقيقة يمكن أن يصدر عنا قول خاطئ من غير أن نكذب، لكن بإمكاننا أن نقول الحقيقة بهدف الخداع، أي الكذب، إذ ليس من الكذب أن يصدر عنا الغلط إذا ما كنا نظن إنه صواب، فليس الكذب هو القول الخاطئ، وليس هو الخطأ، يمكننا أن نكذب بقول الحقيقة. الكذب خداع قبل كل شيء، إنه حمل على الاعتقاد الخاطئ.
ما هو تأثير النفاق والكذب في المجال السياسي على المجتمع (بشكل عام) ؟؟
يمكننا أن نرصد بعض السمات التي يتسم بها مجتمعنا العربي غالباً باعتبارها سلبيات يعاني منها ، وتتبلور أبرزها بضعف حصانته الفكرية والثقافية والسياسية والأخلاقية أمام النفاق بمختلف أشكاله ومظاهره وعلى وجه الخصوص النفاق السياسي، وأمام طابور المنافقين الذي عادة ما يتنامى تعداده وتأثيره في المراحل الحاسمة والظروف الاستثنائية المعقدة التي يكون فيها المجتمع غير متزن، ومهيأ بصورة غير عادية لتقبّل ما يبثه المنافقون من دعايات كاذبة ومقولات تضليل مريبة وإشاعات لتزييف الحقائق والترويج لثقافة الحقد والكراهية وبث روح اليأس وثقافة الهزيمة، وممارسة مختلف أشكال الوقيعة والدس الرخيص وجميعها تهدف إلى تدمير عوامل الثقة، وأسس الوحدة بين أفراد المجتمع، وتسميم الأجواء، وإثارة النعرات والفتن والصراعات الداخلية. الخلاصة هي أن النفاق السياسي ناجم عن ثقافة متدنية في مجالي التثقيف الإنساني أو العقائدي الأقوى أثراً ورواجاً وللكذب فيها حضور فاعل، ومن الجدير بالملاحظة هنا إن لكل دولة مهما كانت إيديولوجيا تتبناها، ولابد في سبيل ترسيخها (باعتبارها سلاح تتدرع به لا سيما إن كانت بين فكي كماشة) من رجال مفكرين يعملون عبر وسائل فكرية ثقافية سياسية لتثبيت دعائمها فهؤلاء في الحقيقة جنود مخفيون ، ولا يدخلون في نطاق وصف المنافقين لكونهم يحمون دولهم بشكل أو بأخر ، وهنا يجب أن يتنبّه الغافلون إلى طبقة أصحاب المصالح باعتبارهم الخطر الحقيقي الذي يهدد أمن وسلامة الدول ، وعلى هذا فإن محابتهم واجب قانوني وشرعي تقع أولاً وأخير على عاتق الرأي العام السلبي الدور والذي يترك هذه المهام في العادة للدول والحكومات ومن ثم يأخذ بإلقاء اللوم والعتب والاتهامات ، وعلى هذا نصل إلى نتيجة مفادها : ((إن شيوع الفساد في دولة معينة أصله يكمن في سلبية الرأي العام أولاً ، واستغلال وخداع طبقة المستفيدين على اختلاف مستوياتهم وأشكالهم ثانياً ، وضعف المنظومة العقابية القانونية القضائية ثالثاً
رسالتي اليك ايها المراة
خليفة مزضوضي
كثرت المواضيع التي تتحدث عن ظلم الزوج لزوجته ومعاملته القاسية لها ولا تنفك الزوجات من مشكلة الا ويقعن في مشكلة اكبر من اختها. وهذا ما دفعني الى ان اسطر بعض الكلمات كرسالة أهمس بها في أذن الزوجة دائمة المعاناة والشكوى من معاملة زوجها لها.. وسأتناول في رسالتي هذه جانب واحد وهو جانب الزوجة مع زوجها وحديثي سيكون مباشراً لها.
كثرت المواضيع التي تتحدث عن ظلم الزوج لزوجته ومعاملته القاسية لها ولا تنفك الزوجات من مشكلة الا ويقعن في مشكلة اكبر من اختها. وهذا ما دفعني الى ان اسطر بعض الكلمات كرسالة أهمس بها في أذن الزوجة دائمة المعاناة والشكوى من معاملة زوجها لها.. وسأتناول في رسالتي هذه جانب واحد وهو جانب الزوجة مع زوجها وحديثي سيكون مباشراً لها.
دعونا اولا ايها القراء الكرام ان نتخيل مدى فظاعة وقسوة الحياة بدون مودة
ورحمة بين الزوجين،
– الحالة النفسية عند الزوجة وبعد ارتباطها بالزوج
قد تتخيل الزوجة في بداية حياتها الزوجية – والتي تخفي مخاوفها المستقبلية
المجهولة في ارتباطها هذا في باطنها – تتخيل انها ستحقق كل امالها مع هذا الزوج،
وانها ستعيش كأسعد انسانة على وجه الارض، وانها ستعطيه كل ما لديها وتترك خلفها
الدار والاهل والاصدقاء ليكون هو كل حياتها ويكون لها لوحدها ويكون كما تحبه ان
يكون، وانها ستنجب منه أجمل واذكى الاطفال وتربيهم بحنانها، وانها وانها..
تأملات.. وخطط .
وعندما تمر الايام تفاجى بالواقع (تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) ..
وعندما تمر الايام تفاجى بالواقع (تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) ..
عندها ماذا تفعل .. ستتنازل عن بعض آمالها وتأملاتها وخططها .. مجاراة للواقع
وللاستمرار به… وتجري الأيام الاولى السعيدة بسرعة واللحظات الحلوة تتحول لذكريات
.. والمشاعر تتحجر مع قساوة الظروف ومرور الايام والشهور.. والقلوب تقسو والروتين
والملل ينتشر .. تصبح الحياة بلا طعم ولا لون ولا رائحة مظلمة .. أوامر في أوامر
وطاعة وعدم إستجابة من الزوج وقلة احترام ولا حتى شكر او امتنان ويزيد عناد الزوج
وتكثر المناقشات والجدال على أتفه الاسباب، ويحتد الكلام وينفد الصبر، وتختفي
الحكمة والرحمة، ويهيمن الغضب على الطرفين والاعصاب مشتدة والاصوات تتعالى، وفي
النهاية المطاف، تجثو الزوجة على ركبتيها محطمة بذلك كل الآمال، تغدو مكسورة
الجناح فتخرج من معركة حياتها وتأملاتها السعيدة دون ان يتحقق منهاا شيء، هذا
لانها هي الضعيفة لانها انثى تبقى ضعيفة فهي لا تستطيع مهما أوتيت من قوة ان تواجه
فيها رجل لديه القوامة عنيدا عصبيا قاسي القلب، يحب السيطرة يعطي فقط ولا يأخذ،
دائم الاوامر خالي المشاعر، غير قابل للتغيير يعاملها بقسوة،
فلو اننا نقف على الاسباب الرئيسية بشكل تفصيلي لوجدنا أن من أهم أسباب الخلاف
والتفكك الأسري الذي يحصل يمكن ان يكون سببه الجهل ، نعم الجهل بالتكوين النفسي
وبالخصائص الذاتية لكل من الذكر والأنثى، وأن الرجل عندما يتزوج المرأة دون العلم
بهذه الخصائص الذاتية وبهذه المكونات النفسية فإنما يتعامل مع المجهول، وكذلك
الحال بالنسبة لإقدام المرأة على الزواج بالرجل وهي لا تعرف خصائصه الذاتية
ومكوناته النفسية،
هذا وقد يعود سببه أيضا إلى الجهل بالأخلاق الواجبة التي يجب أن تسود العلاقات
الزوجية، أويكون سببه لضعف شخصية الزوج نفسه ، أو لقساوة ظروفه المادية والحياتية،
او بسبب التقليد الأعمى للغير..مهما كانت الاسباب.. ليس هذا موضوعنا الذي نبحث فيه.
فلنضح مثالاً عن حالة ليتضح الأمر
فمثلا كثير من الرجال يعتبرون المرأة خادمة لهم، عليها أن تؤمر فتطيع، ولا يحق لها في أن تقول (لا)، وإذا قالت (لا) غضب عليها زوجها وأسمعها الكلمات الغلاظ الشداد، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قد يتعداه إلى أن يركلها ضرباً وضرباً حتى تكون كالحيوان بل أقل مرتبة! هذا الظلم لم يقبل به الإسلام العظيم،
فمثلا كثير من الرجال يعتبرون المرأة خادمة لهم، عليها أن تؤمر فتطيع، ولا يحق لها في أن تقول (لا)، وإذا قالت (لا) غضب عليها زوجها وأسمعها الكلمات الغلاظ الشداد، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قد يتعداه إلى أن يركلها ضرباً وضرباً حتى تكون كالحيوان بل أقل مرتبة! هذا الظلم لم يقبل به الإسلام العظيم،
وهنا ستُصبّرُ الزوجة نفسها على ما ابتليت به، ولكن الى متى فللصبر حدود،
وتحاول ان تستجمع قواها ثانية بمحاولاتها الاخيرة لتقف أمام تيارات العنف والقسوة
والخوف، وما الى سبيل، الى ان تعود فتنهار ثانية وثالية أمام هذا الجبل البركاني
الذي يرمي بحممه على كل من يقترب منه..، فتأتي المسكينة فتتحسس الى من يعينها من
الخارج إذا توفر لها ذلك.. فأغلبهن يخرجن ولا يعودن الى بيوتهن (الهروب) تتخذه
كوسيلة للتنفيس عن غيظها من أثر ما عانت، أو تلجأ الى اهلها فيتدخل الاهل والاخوان
وهنا الكل يتدخل ويريد حل المشكله .. وقد يتوسط أطراف من العائلة الاخرى لحل
القضية أيضاً.. فتزداد الأمور تعقيداً
ويزداد الزوج عناداً وتنقلب الحياة الاسرية التي كانت مليئة بالمحبة والحنان
الى جحيم لا يطاق.. مما يؤدي الى تفاقم المشاكل وتراكمها واغلبها تنتهي بنهايات
محزنة .. وقليل منها ما ينجح بقبول الزوج بحل من أهلها او من الطرفين ولكن سرعان
ما تعود المشاكل الى سابق عهدها ويعود الزوج الى ماكان عليه أو اسوأ..
وهنا لنا وقفة تأمل بطرح سؤال لماذا ايتها الزوجة تخاطرين وتخوضين في مثل هذه
المخاطر وتحاولين بعناد الوقوف بعكس التيارات، اذا لم يكن هناك فائدة مرجوة من
تصحيح مسار الزوج بشكل جذري ونهائي بضمان اللاعودة… وخصوصا بعد المحاولات التي
دائما تكوني الخاسرة فيها وتأتي دائما بنتائج عكسية لما تريدينه.. هل هذا يعني ان
تستسلم الزوجة لواقعها وتتعايش معه كما هو؟ .. ام تختار الطريق الاخر وهو
الانفصال؟ .. ام تصبر وتحتسب وتضحي في سبيل تربية اطفالها؟…
وهنا أصل للمنعطف الذي اريد ان اتحدث فيه وأوجه بعض النصائح الذهبية للزوجة
التي تعانيها من اضطهاد زوجها لها وتشعر معه بظلم وحالها هذا الحال ..
– على الزوجة ان تعي وان تكون على قناعة تامة ان لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
أي انها تخالفه في اوامره اذا كانت في معصية الخالق او في غير معروف كأن يطلبها
فيتسبب ذلك في ان تضيع عنها الصلاة .. على الزوجة ان تعتبر في نفسها ان الله اولاً
ثم الزوج ثانياً فالاولاد والاهل ثالثاً..
– عليك يا اختي ان تعمقي إيمانك بالله ليكون راسخا صلباً كالصخر وان تتحلي بصفات
المؤمنة بقضاء الله وقدره واعلمي ان ما جاء في الحديث الصحيح “الدنيا متاع وخير
متاع الدنيا المرأة الصالحة” عليك ان تسعي لان تكوني هذه المرأة وان تتيقني بأن
الله يراقبك ويرى معاناتك، وإعتبار ما اصابك ما كان ليخطئك، وإنه إختبار وابتلاء
من الله لايمانك به، وانك ستثابي على صبرك وعلى تحمل زوجك وطاعته ولن يخذلك الله
ولن يضيع اجرك، إسمعي قول النبي عليه الصلاة والسلام يقول “أشد الناس بلاءً
الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يُبتلى الرجل على قدر دينه فإن كان دينه
صلباً اشتد بلاءه وإن كان في دينه رِقَّة ابتُلي على قدر دينه، وما يزال البلاء
ينـزل بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة”.
– وعلى الزوجة ان تطيع زوجها فيما أمرها لأن طاعة الزوج واجبة في المعروف وما لم
يأمر بمعصية واعلمي ان طاعة الوالدين واجبة حتى تتزوج المرأة، فإذا تزوجت المرأة
أصبحت طاعة الزوج هي الأوجب، ومقدمة على طاعة الوالدين ولا ينبغي للأب أو الأم أن
يتدخلا في حياة ابنتهما بعد الزواج ويأمرانها فما عاد الأمر لهما، هذا خطأ من
الأبوين حينما يتدخلان في حياة ابنتهما ويصدران إليها أوامر والزوج يصدر لها أوامر.
– اخيراً وهو الأهم
عليك يا اختي ان تتيقني انك تطيعي زوجك لا من اجله ولا من أجل سواد عينيه قد
يكون لا يستاهل في نظرك وقد يسيء اليك وانت تحسنين اليه وهنا تأتي حكمة الله، عليك
ان تطيعينه بالمعروف وتجعلي طاعتك لزوجك من طاعتك لله، هذا لان الله عز وجل أمرك
بذلك، أي اجعلي خدمتك لزوجك وطاعتك لزوجك وتحملك الأذى منه طاعة لله، لانه أمرك أن
تطيعي زوجك بالمعروف، وعندها ستشعرين بسعادة تغمرك وانت تقومي على خدمة زوجك وانت
تحتسبي الأجر من الله تعالى، وانك ستحصلين على الأجر الجزيل عند الله تعالى، فلا
تنتظري من زوجك كلمة شكر وإمتنان او كلمة عطف او تقدير على الجهد الذي تبذلينه في
خدمته، إجعليها شيء ثانوي إضافي وليس أساسي في حياتك لان الأجر الحقيقي الذي
تنتظرينه هو ليس من عند زوجك، وانما هو من عند الله الكريم الحليم، والذي تسعين
لنيل رضاه.
وإسمعي هذه البشرى يا اختي من حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم :
لما روي عن أم سلمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها ، قالت : قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّم : ( أيما امرأة ماتت و زوجها عنها راضٍ دخلت الجنة )
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَ حسنه ، و الحاكم و صححه ، ليس هذا فقط وهذه بشرى أخرى
إسمعي :
وروى أحمد في مسنده عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم : ( إذا صلت المرأة خمسها و صامت شهرها و حفظت فرجها و أطاعت
زوجها قيل لها : ادخلي من أي أبواب الجنة شئت ) . و روى نحوه ابن حبان في صحيحه عن
أبي هريرة رضي الله عنه
.
و معنى هذا الحديث كما بينه الإمام المناوي في فيض القدير : ( إذا صلت المرأة
خمسها ) المكتوبات الخمس ( و صامت شهرها ) رمضان غير أيام الحيض إن كان ( و حفظت )
و في رواية أحصنت ( فرجها ) عن الجماع المحرم و السحاق ( و أطاعت زوجها ) في غير
معصية ( دخلت ) لم يقل تدخل إشارة إلى تحقق الدخول ( الجنة ) إن اجتنبت مع ذلك
بقية الكبائر أو تابت توبة نصوحاً أو عفي عنها
فماذا بعد هذا البيان يا اختي سوى الصبر الصبر والطاعة ليس من أجل زوجك او من
أجل اولادك لا بل من أجل ارضاء الله تعالى لانه امرك بذلك وبهذا تجعلي طاعتك لزوجك
عبادة لله الواحد القهار وما زوجك الا وسيلة تستغلينها لتدخلي بها الجنة ان شاء
الله.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)