خليفة مزضوضي
مرافيء الاحلام
تبحر بنا سفينة الحياة في بحر هائج يزخر بالتقلبات و يمتلئ بالكنوز و المخاطر ويخبيء لنا العديد من المفاجآت كل يوم و كل لحظة و لا ترسو ابدا بل تتنقل من شاطئ الي شاطئ ما بين الواقع و الخيال و اصعب شيء علي اي انسان ان يجد نفسه ضائعا في هذا البحر بلا مرفئ و لا دليل او ان يجد السكون يلفه من كل جانب فيقتله الملل بلا رحمة و لا هوادة فالانسان مهما كان لا يستطيع ان يهرب من واقعه مثلما انه لا يستطيع ان يستغني ابدا عن احلامه فهي المرافيء التي يسكن اليها ليرتاح من آلام الواقع او ليخطط بها واقع اجمل يعيش فيه و يسعي اليه وهنا تكمن اهمية احلام فهي ملاذ القلوب و جنة العقول بعيدا عن بحر الواقع. فأنسان بلا حلم هو انسان بلا امل و ان ضاع الامل ضاعت ارواحنا في حياة اقرب الي الموت بل يكون الموت اكثر حياة منها.
و تختلف الاحلام باختلاف طبيعة البشر و اعمارهم و اسلوب حياتهم فهي مرافيء نتنقل بينها كل حين بلا توقف فكل مرحلة في عمر الانسان لها ما يخصها.
المرفاء الوردي (احلام الطفولة ):
اجمل الاحلام و اكثرها تألقا و بريقا فيها كل شيء يحمل الوانا زاهية و كل ما فيها يكون نقيا و طاهرا فاحلام الطفولة هي بين الخيال الواسع و الحقيقة المجردة تحمل في طياتها طموحات الطفل البسيطة ما بين لعبة يتمناها او حلوي يشتهيها و لكنها تفوق ما يحاول فهمه الكبار في ذلك …. فاللعبة التي يلهو بها الطفل علي سبيل المثال هي عالم كامل من الخيال ينطلق اليه الطفل بها في آفاق لا تدركها عقول الكبار بكل ما تحمله من تعقيدات و منطق واعي.
و يحلم الاطفال في معظم الاحيان بكل ما يتعلق بهم في عالمهم الصغير فهذا طفل يحب الحلوي و كلما تزوق واحدة يسافر الي عالم الاحلام فيتهادي في قارب علي صفحات نهر من العصير بمدينة الحلوي التي تحيطها جبال من الشيكولاتة التي يحبها و اخر لو اعطيته عصا او بندقية يحلم انه محارب قوي يهزم الجميع بقبضة يده و يعاونه مساعده الصغير في القضاء علي الوحوش الشريرة و تلك فتاة رقيقة تضع اوشحة امها علي رأسها و طوقا من بسيطا لتحلم برداء زهري اللون تزينه الورود و يعلو شعرها تاج براق من احلي الجواهر و تكون هي الملكة و عرائسها الوصيفات.
و لو سردت ما انتهيت في عالم الاطفال الوردي الزاخر بالخيال فهو مرفيء رماله الخيال و مياهه البراءة و سماؤه الامل بلا حدود و لا قيود
المرفاء الناري ( المراهقة ) :
ما بين الطفولة البريئة و الشباب الطموح توجد فيها مرحلة تكون فيها الاحلام مزيجا بين جمال النور و لهيب و حرارة النار فاحلام المراهقة بين طموح المستقبل المقبل و طغيان الشهوة الجامحة يختلط عند معظم الشباب فيها الصواب و الخطاء فلا يكون هناك ما يميز بينهما بل يترك للخيال العنان بلا حدود و رغم هذا تكون احلام المراهقة هي اكثر الاحلام اشراقا و رومانسية سواء للشاب او الفتاة لانها تعكس شفافية المشاعر و صدقها رغم جموحها فيولد الحب الاول و يحلم الشاب بفتاته في ابهي صورة و يجمع بينهما قصور الاحلام ليعيشا سويا طوال العمر حياة هانئة سعيدة بينما تحلم الفتاة بحبيبها يحارب الجميع ليكي ينالها و يخطفها علي ابهي جواد ابيض و يزفها الي قصرها اميرة له و ملكة لقلبه في رداء ابيض يزدان بالورود و الحلي ……. بحر من المشاعر الجميلة نسبح فيها لنصل الي شاطيء ملتهب بالحب الصادق و شهوة متقدة رومانسية عذبه يظل مذاق حلاوتها معنا مهما طالت الايام … و رغم ان اغلب سفن الاحلام في هذة المرحلة لا تصل الي بر الامان رغم كل ما تحمله من مشاعر الا ان رياح الواقع تغير في الاغلب مسارها الي ما لا يشتهيه ربانها لان دفتها بكل بساطة يتحكم بها قلوب صغيرة و عقول لا تحمل خبرة الابحار في بحر الحياة فتحترق الاحلام في المرفاء الناري كفراشات تقترب من النار تحسبها نور.
المرفاء الاخضر ( طموحات الشباب ):
تعلو الامواج و تتسارع في سباق لتصل سفينة الاحلام الي هذا الشاطي المليء بالامل الذي يملاء ربوعه المترامية فلا نحلم في مرحلة الشباب الا بكل ما هو مشرق و جميل …. عمل ناجح … مركز مرموق … اسرة سعيدة … حياة مستقرة … اطفال كالملائكة … مدينة فاضلة بكل ما تحملة الكلمة من معاني او بمعني اخر نصنع لانفسنا جنة خاصة نعيش فيها و لكن لكي تصل سفننا الي هذا المرفاء المثالي لابد ان نواجه رياح الحياة العاصفة و جبروت دوامات المنافسة و الصراع التي قد تحمل في طياتها العديد و العديد من المفاجاءات الغير متوقعة و قد تكون ايضا غير سارة فهناك من يستطيع الابحار و يتعلم فنونه سريعا و كلما واجهته عاصفة تعلم كيف يتجاوزها و لا يقف مكانه او يتراجع ان اصابته بمكروه ان رياح الحياة و عواصفها لا تتوقف و من يتراجع تجرفه الي صخورها حتي يتحطم و يغرق الي قاع النسيان المظلم و لكن الربان الماهر هو من يقود سفينة احلامه في اصعب الظروف و لا يستسلم ابدا بل يتعلم من كل ازمة يمر بها حتي يصل الي المرفاء الذي يريده مهما بعد الطريق او كان شاقا. فهكذا احلام و طموحات الشباب محركها العزيمة و شراعها الاصرار و دفتها الامل فان ضاع احدها او تخلي ربانها عنها لن تصل ابدا الي مرفاء الاحلام الاخضر.
تبحر بنا سفينة الحياة في بحر هائج يزخر بالتقلبات و يمتلئ بالكنوز و المخاطر ويخبيء لنا العديد من المفاجآت كل يوم و كل لحظة و لا ترسو ابدا بل تتنقل من شاطئ الي شاطئ ما بين الواقع و الخيال و اصعب شيء علي اي انسان ان يجد نفسه ضائعا في هذا البحر بلا مرفئ و لا دليل او ان يجد السكون يلفه من كل جانب فيقتله الملل بلا رحمة و لا هوادة فالانسان مهما كان لا يستطيع ان يهرب من واقعه مثلما انه لا يستطيع ان يستغني ابدا عن احلامه فهي المرافيء التي يسكن اليها ليرتاح من آلام الواقع او ليخطط بها واقع اجمل يعيش فيه و يسعي اليه وهنا تكمن اهمية احلام فهي ملاذ القلوب و جنة العقول بعيدا عن بحر الواقع. فأنسان بلا حلم هو انسان بلا امل و ان ضاع الامل ضاعت ارواحنا في حياة اقرب الي الموت بل يكون الموت اكثر حياة منها.
و تختلف الاحلام باختلاف طبيعة البشر و اعمارهم و اسلوب حياتهم فهي مرافيء نتنقل بينها كل حين بلا توقف فكل مرحلة في عمر الانسان لها ما يخصها.
المرفاء الوردي (احلام الطفولة ):
اجمل الاحلام و اكثرها تألقا و بريقا فيها كل شيء يحمل الوانا زاهية و كل ما فيها يكون نقيا و طاهرا فاحلام الطفولة هي بين الخيال الواسع و الحقيقة المجردة تحمل في طياتها طموحات الطفل البسيطة ما بين لعبة يتمناها او حلوي يشتهيها و لكنها تفوق ما يحاول فهمه الكبار في ذلك …. فاللعبة التي يلهو بها الطفل علي سبيل المثال هي عالم كامل من الخيال ينطلق اليه الطفل بها في آفاق لا تدركها عقول الكبار بكل ما تحمله من تعقيدات و منطق واعي.
و يحلم الاطفال في معظم الاحيان بكل ما يتعلق بهم في عالمهم الصغير فهذا طفل يحب الحلوي و كلما تزوق واحدة يسافر الي عالم الاحلام فيتهادي في قارب علي صفحات نهر من العصير بمدينة الحلوي التي تحيطها جبال من الشيكولاتة التي يحبها و اخر لو اعطيته عصا او بندقية يحلم انه محارب قوي يهزم الجميع بقبضة يده و يعاونه مساعده الصغير في القضاء علي الوحوش الشريرة و تلك فتاة رقيقة تضع اوشحة امها علي رأسها و طوقا من بسيطا لتحلم برداء زهري اللون تزينه الورود و يعلو شعرها تاج براق من احلي الجواهر و تكون هي الملكة و عرائسها الوصيفات.
و لو سردت ما انتهيت في عالم الاطفال الوردي الزاخر بالخيال فهو مرفيء رماله الخيال و مياهه البراءة و سماؤه الامل بلا حدود و لا قيود
المرفاء الناري ( المراهقة ) :
ما بين الطفولة البريئة و الشباب الطموح توجد فيها مرحلة تكون فيها الاحلام مزيجا بين جمال النور و لهيب و حرارة النار فاحلام المراهقة بين طموح المستقبل المقبل و طغيان الشهوة الجامحة يختلط عند معظم الشباب فيها الصواب و الخطاء فلا يكون هناك ما يميز بينهما بل يترك للخيال العنان بلا حدود و رغم هذا تكون احلام المراهقة هي اكثر الاحلام اشراقا و رومانسية سواء للشاب او الفتاة لانها تعكس شفافية المشاعر و صدقها رغم جموحها فيولد الحب الاول و يحلم الشاب بفتاته في ابهي صورة و يجمع بينهما قصور الاحلام ليعيشا سويا طوال العمر حياة هانئة سعيدة بينما تحلم الفتاة بحبيبها يحارب الجميع ليكي ينالها و يخطفها علي ابهي جواد ابيض و يزفها الي قصرها اميرة له و ملكة لقلبه في رداء ابيض يزدان بالورود و الحلي ……. بحر من المشاعر الجميلة نسبح فيها لنصل الي شاطيء ملتهب بالحب الصادق و شهوة متقدة رومانسية عذبه يظل مذاق حلاوتها معنا مهما طالت الايام … و رغم ان اغلب سفن الاحلام في هذة المرحلة لا تصل الي بر الامان رغم كل ما تحمله من مشاعر الا ان رياح الواقع تغير في الاغلب مسارها الي ما لا يشتهيه ربانها لان دفتها بكل بساطة يتحكم بها قلوب صغيرة و عقول لا تحمل خبرة الابحار في بحر الحياة فتحترق الاحلام في المرفاء الناري كفراشات تقترب من النار تحسبها نور.
المرفاء الاخضر ( طموحات الشباب ):
تعلو الامواج و تتسارع في سباق لتصل سفينة الاحلام الي هذا الشاطي المليء بالامل الذي يملاء ربوعه المترامية فلا نحلم في مرحلة الشباب الا بكل ما هو مشرق و جميل …. عمل ناجح … مركز مرموق … اسرة سعيدة … حياة مستقرة … اطفال كالملائكة … مدينة فاضلة بكل ما تحملة الكلمة من معاني او بمعني اخر نصنع لانفسنا جنة خاصة نعيش فيها و لكن لكي تصل سفننا الي هذا المرفاء المثالي لابد ان نواجه رياح الحياة العاصفة و جبروت دوامات المنافسة و الصراع التي قد تحمل في طياتها العديد و العديد من المفاجاءات الغير متوقعة و قد تكون ايضا غير سارة فهناك من يستطيع الابحار و يتعلم فنونه سريعا و كلما واجهته عاصفة تعلم كيف يتجاوزها و لا يقف مكانه او يتراجع ان اصابته بمكروه ان رياح الحياة و عواصفها لا تتوقف و من يتراجع تجرفه الي صخورها حتي يتحطم و يغرق الي قاع النسيان المظلم و لكن الربان الماهر هو من يقود سفينة احلامه في اصعب الظروف و لا يستسلم ابدا بل يتعلم من كل ازمة يمر بها حتي يصل الي المرفاء الذي يريده مهما بعد الطريق او كان شاقا. فهكذا احلام و طموحات الشباب محركها العزيمة و شراعها الاصرار و دفتها الامل فان ضاع احدها او تخلي ربانها عنها لن تصل ابدا الي مرفاء الاحلام الاخضر.
المرفاء الاصفر ( الاحلام الحزينة
):
مرفاء لا نصل اليه بارادتنا بل تدفعنا رياح الحياة و عواصف الحزن او اليأس اليه تتجسد فيه الاحزان و المتاعب كصخور قاسية تحطم قلوبنا و عقولنا لتحاول ان تسحبنا الي قاع من الضياع بلا هوادة او رحمة و جميعنا يحاول جاهدا ان يتجاوز هذا المرفاء و يبتعد عنه و ينساه بل لا يتمني ان يراه ابدا…… فهو بكل بساطة كابوس نحاول ان ننساه بمجرد ان نفتح عيوننا.
المرفاء الابيض ( احلام ربيع العمر ):
ان كل ما سبق من شواطي و مرافئ للاحلام رسوت عليها من قبل و لكني طفت بخيالي و سفينة احلامي في شاطي هاديء يمتد فيه ظل الذكريات الجميلة اتمني ان اصل اليه سالما فاحلم بمستقبل مشرق لأولادي و ان ابر وابوي حتي اخر لحظة من عمري و ان يرزقني الله زيارة بيته الحرام و ان اختم حياتي بطاعته و توبه خالصة من قلبي و ان يجمعني الله بابوي و زوجتي و اولادي و اهلي الي جوار نبيه ( صلي الله عليه و سلم ) ما اجمله من مرفاء و ما اغلاه من حلم …مرفاء ابيض ليس شيبا او عجزا و لكن نقاء و صفاء وحسن خاتمة ان شاء الله.
مرفاء لا نصل اليه بارادتنا بل تدفعنا رياح الحياة و عواصف الحزن او اليأس اليه تتجسد فيه الاحزان و المتاعب كصخور قاسية تحطم قلوبنا و عقولنا لتحاول ان تسحبنا الي قاع من الضياع بلا هوادة او رحمة و جميعنا يحاول جاهدا ان يتجاوز هذا المرفاء و يبتعد عنه و ينساه بل لا يتمني ان يراه ابدا…… فهو بكل بساطة كابوس نحاول ان ننساه بمجرد ان نفتح عيوننا.
المرفاء الابيض ( احلام ربيع العمر ):
ان كل ما سبق من شواطي و مرافئ للاحلام رسوت عليها من قبل و لكني طفت بخيالي و سفينة احلامي في شاطي هاديء يمتد فيه ظل الذكريات الجميلة اتمني ان اصل اليه سالما فاحلم بمستقبل مشرق لأولادي و ان ابر وابوي حتي اخر لحظة من عمري و ان يرزقني الله زيارة بيته الحرام و ان اختم حياتي بطاعته و توبه خالصة من قلبي و ان يجمعني الله بابوي و زوجتي و اولادي و اهلي الي جوار نبيه ( صلي الله عليه و سلم ) ما اجمله من مرفاء و ما اغلاه من حلم …مرفاء ابيض ليس شيبا او عجزا و لكن نقاء و صفاء وحسن خاتمة ان شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق