الجمعة، 17 مارس 2017

مؤتمر قمة للعرب بحجم النظام الموريتاني شكلا ومضمونا

خليفة مزضوضي
كتبه الكاتب خليفة مزضوضي
اليوم خَرِفَتْ الجامعة العربية واهترأت هياكلُها لأن الجامعة العربية مكونة من دول عربية مهزوزة مضطربة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فلابد إذن أن ينعكس هذا الاضطراب على بنية الجامعة العربية إذ لايمكن أن تقف الجامعة العربية بدول من المريخ أو عطارد ، بل وجودها وكينونتها تعكس وجود الدول العربية وكينوناتها …ما أكثر الذين نصحوا الأخ الأكبر بين الدول العربية وهو مصر أن تفكر في منظمة أو هيأة أو أي إطار آخر يجمع العرب لأن هذا الإطار قد استنفذ طاقاته وأصبح عالة على العرب ، لماذا مصر ؟ لأنها بدون شك هي الدولة العربية الأكثر تجربة من غيرها سياسيا وثقافيا وعسكريا ، مصر الثورة ومصر المواجهة مع إسرائيل ومصر الفنون ومصر جوائز نوبل ( نجيب محفوظ – زويل – البرادعي ) ولماذا مصر مرة أخرى ؟ لأن المصريين هم أكثر العرب تشبثا بالجامعة العربية كما هي عليه الآن ، كما أنهم أيام عبد الناصر جعلوا من الجامعة العربية حاضنة للتكتلات والمحاور وأعطوا الانطباع لبقية الدول العربية على أنهم متمسكون بهذا الصرح لأنه جزء من مصر ومن سياسة مصر الخارجية مع العرب وغير العرب . وما أكثر المرات التي اهتز فيها صرح هذه الجامعة بسبب الأعطاب التي تصيب الدول الأعضاء بما فيها مصر ، مثلا تعليق عضوية مصر بعد توقيع اتفاقية كامب ديفد ، تعليق عضوية سوريا بعد مجازر الأسد السفاح … واليوم بعد ما حصل في العراق وسوريا وليبيا واليمن وتونس هل يمكن أن تنفع مع دول الجامعة العربية سياسة التكتلات العربية والتكتلات المضادة ؟
أولا : العساكر الحاكمون في الجزائر وموريتانيا يسقطون في شر أعمالهم :
كلنا يتذكر أن ملك المغرب كان قد اعتذر عن استضافة القمة 27 في مراكش في نهاية مارس 2016 وبرر ذلك ” بالتحديات التي يواجهها العالم العربي اليوم” ، ما يعني وفق الرباط ، أن ” القمة العربية لا يمكن أن تشكل غاية في حد ذاتها ، أو أن تتحول إلى مجرد اجتماع مناسباتي”. كما اعتبرت الرباط أن ” الظروف الموضوعية ، لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة “، وقادرة على ” اتخاذ قرارات في مستوى ما يقتضيه الوضع العربي الراهن.”…في تلك الأثناء كانت العلاقات الموريتانية الجزائرية في أدنى مستوياتها بسبب الطرد الذي تعرض له المستشار الأول بالسفارة الجزائرية في نواكشوط بلقاسم الشرواطي والطرد المضاد الذي ردت به الجزائر على موؤيتانيا بطرد رائد ( كومندان ) في الجيش الموريتاني يعمل بسفارة موريتانيا بالجزائر … وفور إعلان المغرب اعتذاره عن استضافة القمة العربية ، وبقدرة قادر يعود الدفء للعلاقات الجزائرية الموريتانية وينتقل وزير خارجية موريتانيا للجزائر ليقدم فروض الطاعة والولاء من العسكر الحاكم في موريتانيا إلى العسكر الحكام في الجزائر وفي نفس الوقت لإنجاز مخطط الهجوم على المغرب ، والبقية معروفة :
تنسيق الهجوم الإعلامي الجزائري الموريتاني على المغرب لتسويق صورة المغرب الذي لا ينضبط للعمل العربي المشترك ووحدة الصف العربي ، لدرجة أن الإعلام الجزائري الموريتاني وإعلام البوليساريو اتهموا المغرب بأنه جاسوس لإسرائيل في مؤتمر القمة الذي سينعقد في نواكشوط وكأنها دعوة لمنع المغرب من حضور المؤتمر المهزلة عقابا له .
موريتانيا تحافظ على انقطاع الخط الديبلوماسي مع المغرب بعدم تعيين سفير لموريتانيا بالرباط قبيل عقد المؤتمر لتسهيل عمليات التواصل والتنسيق مع بلد جار له خبرة في عقد المؤتمرات العربية ( أول دولة في استضافة المؤتمرات العربية هي مصر بعشرة والمغرب هو الثاني بسبعة – الجزائر ثلاثة – موريتانيا صفر ) .
موريتانيا تُمْعِنُ في استعداء المغرب وتوسع هوة الشقاق معه ، ومن علامات الإمعان في استعداء المغرب : حضور أضخم وفد بعد وفد الجزائر في مراسيم موت عبد العزيز المراكشي – طرد عدد كبير من العمال والموظفين المغاربة العاملين في موريتانيا بدعوى أنهم جواسيس لإسرائيل …الخ الخ .
وكانت النتيجة أن سقط المتآمرون من حكام الجزائر وموريتانيا في شر أعمالهم ، فقد فشل مؤتمرهم على جميع المستويات وبلغت موريتانيا حضيض الدونية في نظر باقي الدول العربية سواء قبل انعقاد المؤتمر أو بعده ، وليس من رأى كمن سمع ، سمع العرب بأن موريتانيا عبارة عن قرية مساحتها أكثر من مليون كلم مربع ولكنهم رأوا أبشع من ذلك ، رأوا مطارا مهترئ الجوانب ، رأوا سوء استقبال القادة العرب حتى ندم كل من حضر على حضوره ، لا نظافة ولا طرقات ولا فنادق ، ليس هناك سوى العسكر والعسكر ولاشئ غير العسكر وخيمة من الثوب كبيرة لاحتضان المؤتمرين .
ثانيا : عاش من عرف قدره :
ما رأي شعب المليون شاعر في قول المتنبي :
عَلَى قَدْرِ أَهْلِ العَزْمِ تأتي العَزَاِئمُ وتَأْتِي عَلَى قَدْرِ الكِرَامِ المَكَارِمُ
وَتَعْظُمُ في عَيْنِ الصَّغيرِ صِغَارُهَا وتَصْغُرُ في عَيْنِ العَظِيمِ العَظَائِمُ
في معنى البيت الأول حكمة مُزَلْزِلَة أما معنى البيت الثاني فَيَضَعُ الناسَ على قدر مقامهم الحقيقي ، فصغار الناس يرون صغائر الأمور عظيمة جدا لأنهم أقزام ( وذلك شأن العسكري الحاكم في موريتانيا ) وتلك حقيقتهم ، وهم كذلك في عيون العظماء ، أما عظماء الناس فيرون عظائم الأمور صغيرة جدا لأنهم عمالقة ماديا ومعنويا ويرون العالم من فوق ويعرفون حقائق القامات والمقامات ….
ينطبق معنى الشطر الأول من البيت الثاني على النظام الموريتاني البئيس الذي نفخ فيه عسكر الجزائر قبيل انعقاد المؤتمر ، نظام قَزَمٌ ظنَّ نفسه أنه عظيم القامة وسيحتضن حدثا سياسيا عربيا عظيما جدا ( وهو في الحقيقة حدثٌ صغير جدا يهرب منه العقلاء لأن الوقت غير مناسب لاحتضانه ) حتى صفعته الدول العربية وردته إلى حجمه الحقيقي من خلال :
ما اعتبرته كل الدول العربية في صحافتها بأنه أفقر مؤتمر من حيث حضور الرؤساء والملوك ، ومن حيث النتائج الهزيلة جدا ، كل الصحافة العربية بما فيها صحافة الجزائر إلا صحافة البوليساريو التي امتدحته وامتدحت نتائجه على هزالتها.
نفور كل الرؤساء من الإقامة في نواكشوط نظرا للتخلف الكارثي الذي تعرفه البلاد برمتها من حيث أبسط شروط البيئة والحياة ابتداءا من انتشار الجرذان في الفنادق التي تعتبرها موريتانيا أنها أفخم ما عندها في العاصمة بالإضافة إلى انتشار الحشرات المضرة ، وانعدام البنيات التحتية في أبسط شروطها .
كل الرؤساء الذين حضروا وهم 6 قادة عرب فقط ، كلهم هربوا إما إلى بلدانهم مباشرة في نفس يوم وصولهم أو التجأوا إلى المغرب للمبيت نظرا لقربه .
فشلت القمة قبل أن تبدأ لأن ثلاثة أرباع قادة الدول العربية أعلنوا عدم حضورهم قبل بداية المؤتمر ، وأن وفودا عربية أعلنت صراحة عن نفورها من القدوم والمبيت في نواكشوط بسبب الأنباء التي بلغتها عن الحالة المزرية للبلد المتخلف رغم الأموال التي توصل بها الرئيس الموريتاني حينما أعلن عن قبوله لعقد المؤتمر في بلاده مما يعني أن موريتانيا لا تحتاج إلى الأموال بل تحتاج للبشر المدبر لهذه الأموال وتحتاج لقرون من الزمن ( دفع المغرب 50 مليون دولار أما الجزائر فقد دفعت للرئيس الموريتاني حوالي 400 مليون دولار خاصة بعقد هذا المؤتمر أي الضعف بــ 8 مرات ، إنه السفه الجزائري الذي لا يناله سوى البوليساريو أما الشعب الجزائري فله المزابل ليقتات منها ).
ثالثا : البوليساريو الذراع الانفصالي لحكام الجزائر وحده يمجد القمة ورئيسها :
ومع ذلك نجد صحافة الطابور الجزائري الخامس أي صحافة البوليساريو وحدها تطبل للفشل الذريع الذي لقيه مؤتمر قمة العرب رقم 27 بنواكشوط ، وحدهم البوليساريو أعتبروها قمة ناجحة بكل المقاييس ولست أدري ما علاقة البوليساريو بالعرب والعرب لا يعرفون البوليساريو ولا يعترفون بوجودهم ، صحافة البوليساريو الذراع الانفصالي لحكام الجزائر في المنطقة المغاربية وحدها التي كانت تحث قادة الدول العربية وشعوبها أثناء الإعداد للمؤتمر على بذل كل الجهود لإنجاح هذا المؤتمر بالذات ، وصحافة البوليساريو وحدها التي مجدت هذه القمة أثناء انعقادها وبعد ختامها وهي التي تردد اليوم أنها قمة ناجحة بكل المقاييس مثلا نجد بوقا من أبواق البوليساريو الذي يتقاضى أجورا من أموال الشعب الجزائري يقول : ” خيبة أمل في الرباط بعد نجاح القمة العربية في نواكشوط ” … هل رأيتم غباوة مثل هذه ؟ هل رأيتم تفاهة فكرية مثل هذه ؟ هناك احتمالان لشرود أبواق البوليساريو :
إما أن البوليساريو نال نصيبه من الكعكة التي جمعها محمد ولد عبد العزيز والمقدرة بـ 2 مليار دولار مقابل أن يعملوا على نشر الدعايات الكاذبة والإشهار المدفوع الأجر والترويج لهذا المنتوج الرديء قبل انعقاده ، والعمل على التطبيل له وتمجيد نتائجه بعد اختتامه كيف ما كان الحال وعلى أنه فعلا كان قمة الأمل في موريتانيا !!!
وإما أن الجزائر كانت قد اتفقت مع البوليساريو على أن يُطَبِّلُوا جميعا لهذا المؤتمر قبل انعقاده كما فعلت الجزائر وصحافتها قبل انعقاد المؤتمر ، فقد ذهبت بعض صحافة الجزائر – قبل انعقاد المؤتمر – أن اعتبرت أن السعودية والمغرب وبعض دول الخليج يجتهدون لإفشال هذا المؤتمر قبل انعقاده .. وبعد اختتام المؤتمر انقلبت صحافة الجزائر وقنواتها على البوليساريو وتركوه وحده يُطَبِّل للمؤتمر بعد أن تبين لحكام الجزائر درجة الحضيض الذي وصل إليه هذا المؤتمر المهزلة وحتى لا يخرجوا عن حكم إجماع العالم بأنه أتفه مؤتمر قمة عربي .
رابعا : حينما بلغت إهانة النظام الموريتاني درجة الإشفاق عليه :
رغم الاستعداء الذي تعمده النظام الموريتاني ضد المغرب فقد حضر هذا الأخير للمؤتمر في شخص وزير خارجيته ، هذا الاستعداء الذي نفخ فيه حكام الجزائر ودعموه إلى درجة الابتزاز حيث لوحت الجزائر أن موريتانيا ستفتح سفارة للبوليساريو في نواكشوط قبيل انعقاد المؤتمر العربي ، وقد بلغت درجة استعداء موريتانيا للمغرب أن تعمدت وضع خرائط للدول العربية أمام أعلامها مستغلة الفرصة لنشر خريطة المغرب منقوصة بدون صحرائه المسترجعة من الاستعمار الاسباني ، رغم هذا الاستعداء الموريتاني للمغرب فإن ملك المغرب لم يكتفي بإرسال وزير الخارجية لسد الفراغ بل أرسل رسالة ملكية كانت أجود وأدق ما قيل في المؤتمر بدون استثناء ، رسالة مضمونها بعيد جدا عن القاموس النمطي الذي يلوكه قادة الدول العربية منذ أكثر من 77 سنة في قمامتهم عفوا قممهم ، رسالة بعيدة جدا عن الديماغوجية والإيديولوجيات البالية التي تَنَطَّع بها كثير من القادة العرب وخاصة ( التقدميون منهم ) وعلى رأسهم سوريا والعراق والجزائر أيام الاشتراكية المفترى عليها ومصر زمن عبد الناصر ، رسالة من قائد شاب يمتلك قاموسا جديدا بسيطا وهادفا ، أهم مفاتيحه : ترسيخ الوعي الجماعي بحتمية الاتحاد من أجل الدفاع عن كسب الرهان الحضاري المتمثل في بناء الدولة العصرية – الاتحاد – التنمية الاقتصادية للشعوب العربية – النزعات الانفصالية توصلنا للتشردم حتى أصبحت الدولة عبارة عن حي أو حارة …..( إياك أعني يا جارة !!!)
ونلمس مما جاء في ثنايا خطاب ملك المغرب لهجة الإشفاق على النظام الموريتاني والذين دفعوه لهذه المهزلة :
شكر الملك رئيس موريتانيا على الإعداد المُتَمَيِّز لهذا المؤتمر والتمييز هنا ليس بمعنى الجودة ولكن بمعنى أنه موسوم ومطبوع بطابع معين وسمة معينة تُمَيِّزُهُ عن غيره من المؤتمرات ، قال تعالى في سورة يس 59 : ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) صدق الله العظيم .. أي انعزلوا أيها المجرمون وتَمَيَّزُوا عن غيركم لإن فأنتم موسومون أي لكم سمة تميزكم وتوحدكم وهي الإجرام !!! وسمة هذا المؤتمر هي الفشل الذريع إعدادا وتنظيما ونتائجا ، المؤتمر الفضيحة .
ليس للجزائر وموريتانيا أي تحليل موضوعي للأوضاع العربية لأن المغرب قيم الوضع وحلله فاستنتج أن عقد هذا المؤتمر سوف يكون مجرد اجتماع مناسباتي .أو أنه اجتماع من أجل الاجتماع .
قال ملك المغرب ” متى كانت التفرقة مصدر قوة، وهل يمكننا فرادى أن نواجه التحديات المشتركة، دون أن يكمل بعضنا البعض ؟” ( مارأي عسكر الجزائر وعسكر موريتانيا الحاكمون الذين يدفعون دائما في اتجاه التفرقة والانفصال ) ..
التضحية بروح المواطنة لصالح ولاءات لا هدف لها سوى العبث بالعقول وبسط الهيمنة ؟ ( وهي تماما عقلية حكام الجزائر الذين ينفقون الملايير من أجل كسب الولاءات )..
الجهاد – يقول ملك المغرب – هو جهاد النفس الأمارة بالسوء وهو ما لايعرفه حكام الجزائر وحلفاؤهم من عسكر موريتانيا الحاكم الذين اجتمعوا على التفرقة ونشر الكراهية في المنطقة المغاربية .
وعن ظاهرة الإرهاب قال ملك المغرب ما لم يستطع أي عربي أن يتفوه به أبدا ، قال بكل شجاعة : ” – كيف يعقل ألا نكون السباقين إلى وضع الاستراتيجيات المتعددة الأبعاد ، والخطط العملية المحكمة، لمواجهة هذه الآفة الهدامة، ونحن المصدر والهدف ؟
يظهر من هذا العرض المختصر لما جاء في خطاب ملك المغرب الموجه لهذا المؤتمر أن النظام الحاكم في موريتانيا قد تجاوز المهانة والذل والاستخفاف به وانتقل إلى مرحلة الإشفاق عليه لأن حالة هذا النظام المجرور تفوق التصور … فإعلام الجزائر بعد اختتام هذا المؤتمر انقلب على النظام الموريتاني وشوه صورة المؤتمر وصورة موريتانيا بعد أن دفعوا الموريتانيين دفعا إلى الهاوية فتركوه وحيدا تنهشه التحاليل الصحفية الساخرة على خلفية ما وصل إليه من الحضيض السياسي والشعبي … كل الذين سخروا من محمد ولد عبد العزيز رئيس موريتانيا أدركوا أنه كان ضحية للصراع الجزائري المغربي حيث تصيدت الجزائر فرصة اعتذار المغرب وتآمرت مع رئيس موريتانيا وأقنعته بأن يقبل عقد المؤتمر في موريتانيا وستعمل الجزائر كل ما في وسعها لإنجاح هذا المؤتمر ، والمصيبة أن رئيس موريتانيا تمادى في استعداء المغرب حتى يرضى عنه حكام الجزائر وهي الزلة التي أوصلت موريتانيا للذل والهوان والمسكنة إلى درجة الإشفاق على حكامها الأغبياء .
خامسا : هل سيلقى البوليساريو من حكام الجزائر نفس الغدر الذي لقيته موريتانيا ؟:
حينما اعتذر المغرب عن استضافة القمة وقبل إعلان موريتانيا عن قبول استضافته خرجت كثير من التقارير الصحافية تحلل قرار المغرب عبر كافة الأقطار العربية ( باستثناء الجزائر طبعا ) وتعتبره قرارا شجاعا لم يسبق لأي دولة عربية أن خاطبت شعبها وشعوب الأمة العربية بهذه الصراحة المؤلمة : وكأن اعتذار المغرب يقول : ” لسنا كعرب في ظروف تسمح لنا بمزيد من النفاق والكذب عليكم أيتها الشعوب العربية لأنكم أذكى من أن نستمر في الضحك عليكم ” …وبعد المؤتمر المهزلة انتشرت كثير من التعاليق التي تستهزئ بالمؤتمر والدولة التي استضافته وبنتائجه ، وذهب بعضها إلى أن تمنى أن يكون ذلك درس للقادم لمن تسول له نفسه الضحك على ذقون الشعوب العربية . وحدها البوليساريو امتدحت مؤتمر نواكشوط قبل انعقاده وأثناء الإعداد له وبعد اختتامه ، فقد جعل البوليساريو من رئيس موريتانيا عبد الناصر جديد سيحرر الأمة العربية وجعلوا من نواكشوط عاصمة الأمل العربي ووووو.. ( ما أتفه البوليساريو وما أتفه الذين يناصرونه ويعتبرون أنه يحمل قضية !!!!! )…
من الصور الكاريكاتورية العبثية أن نجد البوليساريو يتمسك بالوهم مرة أخرى ، فالعرب لا يعرفونه والبوليساريو ( يضرب الشيتة على قلبه ) للعرب وكأنهم وعدوه بشئ لا يعلمه المغرب … عاش البوليساريو في الوهم ولا يزال ، عاش بوقا لصوت سيدته الجزائر ، اليوم سكتت أبواق الجزائر عن مدح مؤتمر ولد عبد العزيز وبقي البوليساريو وحده ينبح مادحا شيئا لا وجود له ، في نفس الوقت تلقت البوليساريو ضربة من مجلس الأمن الذي لم يصدر عنه أي شئ يضر المغرب بعد طرده لبعثة المينورسو المدنية بل وجد المغرب بجانبه فرنسا تدافع عنه وعن مواقفه ضد انزلاقات الأمانة العامة للأمم المتحدة ، هذا ما لم يرق البوليساريو وخرجت تهدد المغرب بحرب لا تبقي و لا تذر ..
هل ستتخلى الجزائر عن البوليساريو وهو يواجه المغرب في حرب قد تقع ؟ لا شك في ذلك ستتخلى عنه كما تخلت عن رئيس موريتانيا حينما تركوه وحيدا يواجه كوارث النتائج التي تركتها له قمة العرب الموريتانية العجفاء بسيل من السخرية والإهانات .. إن العزلة تضرب البوليساريو إفريقيا وعربيا ودوليا وقد يتركه حليفه ( الجزائر ) يواجه قدره في حرب مع المغرب يواجهه وحيدا حتى يتخلص منه الجميع ، يبدو أن الجزائر ستدفع البوليساريو إلى الحرب مع المغرب ليكون الحل الدراماتيكي الناجع لمعضلة الصحراء ، ليس هناك مقارنة بين القوات المغربية وقوات مرتزقة البوليساريو ، المغرب سيدمر البوليساريو تدميرا لتتدخل الأمم المتحدة إشفاقا على المدنيين في مخيمات تندوف وتطلب من المغرب استقبالهم ليعودوا مذلولين إلى وطنهم .. تخلت إفريقيا عن البوليساريو وسيتخلى عنه حكام الجزائر حتما وسيدمرهم المغرب تدميرا وتلك نهاية كل انفصالي مرتزق ..
عود على بدء :
لقد كانت الظروف العربية الموضوعية متوفرة لعقد قمة عربية فاشلة 100 % ولكن عمى البصيرة الذي يعاني منه حكام الجزائر وموريتانيا والغل والكراهية للمغرب وحلفائه دفعهم إلى التمسك بالسير عكس التيار فكانت النتيجة أن كان مؤتمر قمة العرب بنواكشوط رقم 27 ، كان بحجم الحليف الجديد لحكام الجزائر المغدور ألا وهي موريتانيا شبه دولة و لا دولة الغارقة في التخلف على جميع المستويات ، نظام انقلابي هو نسخة مشوهة من النظام الجزائري الفاشيستي ، هذا المؤتمر هو مؤتمر الحضيض العربي وليس القمة العربية ، كان الإعداد لهذا المؤتمر رديئا بل وكارثيا على مستوى المطار المنهار وأخطاء الاستقبالات ومكان انعقاد المؤتمر هذا من حيث الشكل أما المضمون فهو أردأ من أي مؤتمر سبقه بل هو أتفه مضمون لدرجة أن إعلام الجزائر دار دورة بـ 180 درجة وقلب للنظام الموريتاني ظهر المجن وغاب الحماس الذي صاحب الإعداد للمؤتمر والحملة الشعواء ضد المغرب وحلفائه الذين اتهموهم بأنهم يعملون على إفشال مؤتمر نواكشوط ، مؤتمر بحجم النظام الموريتاني شكلا ومضمونا .فما رأي شعب المليون شاعر هل سيتركون حكام الجزائر يسوقونهم من عداوة إلى عداوة حتى يصبحوا في المنطقة المغاربية كالبعير الأجرب ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق