الاثنين، 27 مارس 2017

لعبة الحياة و فن القيادة

خليفة مزضوضي
لعبة الحياة و فن القيادة

تمثل لعبة الشطرنج لعبة الحياة في ابسط معانيها و بشكل مجسم لما يحدث فالكل يحارب من اجل البقاء و يحاول جاهدا ان يحافظ علي موقع و ان يتقدم بلا تردد ليحرز تقدما علي الخصم و ان يخترق دفاعاته و يحطم خططه للايقاع بقيادته. و تمثل البيادق و الخيول و باقي القطع امكانياتنا المتاحة في تلك الحرب و ايضا تمثل قطع الخصم العوائق و الحواجز التي تحد من تقدمنا نحو هدفنا المنشود و يمثل الملك رمز القيادة ووحدة التفكير الرئيسية التي يعمل الجميع علي حمايتها و الحفاظ عليها الي اخر لحظة و هي تعبير رمزي عن عقل اللاعب. فهل فكرت يوما ان تكون ملكا او قائدا او تضع نفسك في مكانه ؟؟؟ و هل يوجد منا من يصلح قائدا ؟؟؟ و ما هي الامكانيات المطلوبة لتلك المهمة ؟؟؟
اسئلة كثيرة و اجوبة قليلة و حائرة…. فكثيرون يعتبرون مركز القيادة هو شرف يتمنونه و اخرون يعتبرونه حق يستحقونه لميزات قد يرونها في انفسهم و لكن هل يراها الناس؟ و اخرون يعتبرونه ميراث ورثوه كابرا عن كابر و لا يدركون ان القيادة مسئولية تخر لها الجبال.
القيادة لها معاني كثيرة و درجات مختلفة و لا تقتصر علي الحكم او تولي المناصب العليا و لعبة الحياة قد تفرض علينا دروبا و اشكالا من القيادة قد لا نستطيع فهمها الا بعد ادراك مسئوليتها لانها تختلف تبعا لموقع الانسان و درجة تفكيره و عقليته فالانسان يقود نفسه الي الحق ان شاء او الي الباطل و العالم و المعلم يقود طالبي العلم الي دراسته و الابحار في جنباته و الاب قائد لاسرته و الضابط قائد لجنوديه و المدير قائد لموظفيه والحاكم قائد لرعيته و لكل منهم مسئوليته التي يجب ان يتحملها كاملة و بدون اي تهاون و يحاسب علي اقل كبيرة و صغيرة فيها بل يتحمل اخطاء من يقود كما ان موقعه يجعله ايضا مسئول عن كل احلامهم و طوحاتهم و رغباتهم و تحقيقها وتوجيهها ………و اعجب كثيرا من هؤلاء فهل ذلك بالشيء السهل او اليسير او يمكن ان يتهافت عليه انسان ؟؟
اولي مراحل القيادة و اهمها علي الاطلاق من وجهه نظري هي قيادة النفس فالانسان تحمل نفسه الكثير من الاحلام و الطموحات التي يحاول جاهدا ان يحققها و يصل الي هدفه و لكن لكي يقود نفسه في اتجاه تحقيق هدفه يجب عليه ان تكون لديه العديد ومن الاسلحة التي تساعده في الوصول الي ما يتمني وبذلك تصبح قيادة النفس هي اصعب انواع القيادة فالخصمان هما نفس الانسان بكل ما تمثله فيتواجه داخله الطموح و الرغبة و الامل و الحلم مع الطمع و الشهوة و النزوات و الواقع و تتصارع كل تلك الاطراف لكي توجه الانسان الي طريق تحقيق هدفه اما بطريق الخير الذي يمثل النجاح الدائم و ان كان صعبا او طريق الشر الذي قد يكون سهلا و لكن نجاحه مهما بلغ مداه فهو زائل و قصير وقدرة اي شخص علي قيادة نفسه هي حرب لجعل كل الاطراف متزنة و تقوية الخير بداخله فيوازن بين امكانياته وقدراته و احلامه و طموحاته فيجعل الحلم في متناوله و لا يحول الطموح الي طمع او يجعل الرغبة شهوة و لا الامل يأسا و لا الواقع خيالا. فسر سعادة الانسان و نجاحه في قيادة نفسه هي القناعة و لا تأتي القناعة الا بالرضا و لا يأتي الرضا إلا بالايمان……… فلنعش واقعنا و نحلم بمستقبل افضل و نبذل قصاري جهدنا لتحقيق احلامنا ما دامت مشروعة و نكبح جماح شهواتنا و نزواتنا لنقود انفسنا الي الخير في الدنيا و المغفرة و الرضوان في الاخرة.
المرحلة الثانية في فن القيادة و التي تؤسس مجتمعا متكاملا قويا ينتج قادة و رواد في كل المجالات هو قيادة الاسرة و يمثل ذلك النوع من القيادة واقعا للقيادة المشتركة فالوالدان يجب عليهما ان يكونا مثل جناحا الطائر يحلقان بالاسرة في افاق الحاضر نحو مستقبل افضل فيجب عليهما التناغم و التنسيق في اسلوب تربية اولادهم في كل المراحل الاب يقود الدفة و الام توجه الشراع في ليرسوا باولاهما علي شاطيء الامان. فكما يمثل الاب عنصر القوة و الحزم تمثل الام جانب التوجيه و المناقشة و ان يتخذا من ابنائهما اصدقاء عندما يكبرون و يناقشوهم في كل كبيرة وصغيرة في حياتهم حتي يشبوا علي هذا السلوك و ينمو داخلهم حس المسئولية و القيادة.
اما عن قيادة المجتمع فهي مسئولية كبري فكل مدير او حاكم او قائد في اي مكان يجب عليه ان يتحلي اولا بخلق الدين وان يراعي الله في كل ما يفعل وان يجعل من موقعه محرابا للتوجيه و السلوك القويم و ايضا هناك صفات و مميزات اساسية لابد ا يتحلي بها مثل الصبر و الحلم و العدل بين من يقود وان يساوي بينهم في كل شيء و ان يحاول جاهدا ان يعلو بشأن من يقود و ان يحترمهم و يحترم حرية رأيهم فالقائد الحق لا يعتبر القيادة شرفا او حقا بل يعتبرها تكليفا و مسئولية و حملا ثقيلا علي كتفيه في الدنيا و الاخرة لا يعينه علي حمله احد سوي عمله الصالح و ارضاء الله في كل افعاله.
تلك كانت وجهه نظري البسيطة عن القيادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق