الأربعاء، 22 مارس 2017

ايها السياسيون ,,,,,كفانا نفاقا

خليفة مزضوضي
غريبٌ عجيبٌ أمر السياسيين عندنا. يقولون ولا يفعلون. يغدقون الوعود ولا يَفون، يطلقون التعهدات ولا ينفذون. هم في مصالحهم ومكاسبهم غارقون، وعن مشاكل الناس وقضاياهم لاهون. يثورون يصرخون يرغون ويزبدون وفجأة يهدأون كأن شيئاً لم يكن ولن يكون…
يرفعون الصوت والسقف السياسي لمواقفهم ومن دون أدنى خجل يخفضون رأسهم وصوتهم و ” يكوّعون “… إثارة المشاعر يستسهلون واللعب على الوتر المذهبي والطائفي يتقنون، وبعد كل ذلك وبكل ضمير مرتاح ملىء جفونهم ينامون. بين الناس والطوائف والمذاهب والمناطق يفرّقون، فيما هم حول طاولة واحدة مجتمعون يضحكون ويتسامرون، يتقاسمون الجبنة والأدوار يتوزعون. وإذا جمعوا الناس تحت شعار مصلحة الوطن، وهم على ذلك غير قادرين. فلكي يصفقوا ويهللوا والولاء لهم يعلنون… السياسيون في الساحات وعلى المنابر يصولون ويجولون، والناس من الفقر والعوز والجوع يئنون… لكن ما هو معيب ومؤسف اكثر من كل ذلك ان الناس غافلون لا يساءلون ولا يحاسبون، وهم عن ادائهم السيء مسامحون.
منذ الاستقلال 1956 وحتى اليوم نعيش الويلات والخطابات والاحتلالات والوصايات السياسية وعلى رغم كل ذلك فان هذه الطبقة السياسية لم تتعلم شيء من دروس الماضي ، ولا نبالغ ولا نغالي إذا قلنا ان هوة سحيقة تفصل بين الطبقة الشعبية والطبقة السياسية، وان أزمة الثقة المفقودة مستحكمة بين الشعب والسياسيين، وان ما نشهده هو انحدار فظيع في المستويات والقامات وابتعاد عن الأصول واللياقات والتقاليد السياسية القديمة التي اكل عنها الدهر وشرب.
ولا نجافي الحقيقة إن قلنا ان ما يمارسه ويقدمه السياسيون هو أقرب إلى استعراضات بهلوانية ومسرحيات مملة، فقدت عنصر التشويق وخيّمت عليها اجواء الرتابة والاشمئزاز. فيها الكثير من الاجترار والتكرار وليس فيها اي ابداع و لا أي ابتكار. فيها الكثير من النفاق والقليل من المصداقية… وما نقوله هنا ينطبق على معظم هذه الطبقة السياسية الفاسدة والبائسة.
بالأمس القريب كانت لنا تجربة مع حكومة اسلامية ظلت 5سنوات في الأسر، رهينة المواقف والشروط العالية والمتشددة وجرى الافراج عنها فجأة وبسحر ساحر ومن دون ان نعرف كيف ولماذا قدّم وصوت الشعب عن هدا الحزب الدي اكتسح الساحة السياسية بعد سنوات من المعارضة والجلوس في الطاولة الخلفية ، ماكان صعبا اصبح سهلا ، أظهر مرونة وليونة في الخطابات ، عاش الشعب المغربي على امل ،وكله امل في الحكومة ،كله امل في برلمان جديد، كله امل في معارضة قوية بناءة ، كله امل في فك لغز البرغماتية والدلاقشية ، لكن تفاجا الشعب بموت الامل وبقي الالم
موضوع يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق