الأربعاء، 15 مارس 2017

كيف اصحح اخطائي

خليفة مزضوضي
1) سمعت عبارة في أحد مقاطع الفيديو هزتني صراحة :” أن تظل طريقك في الحياة مرة، ليس معناه أن تظل طريقك للأبد “.
لأننا بشر جبلنا على الخطأ،و الضعف لا يوجد بشري على الأرض لم يخطأ في حق نفسه أو في حق من حوله،و أكيد كل إنسان يتمنى على الزمن أن يرجع للوراء ليصحح ما قد بدر منه، غير أننا نغفل عن كوننا نطلب المستحيل و المحال.
ربما يأتي يوم ونصل لإختراع يرجع الزمن للوراء، لكن أبدا لن نصل لإختراع يجعل من الآدميين أناسا مثالية دون أخطاء وهفوات.
لأن من حكمة الرب أن جعل الخطأ الوجه الآخر للمعنى البشري.
لو لم يحرق الإنسان نفسه بالنار لما تجنبها،وهكذا الخطأ إذا لم نذق مرارته سنتوق إليه و نسعى لأكتشافه .
لكن لأننا جربنا الخطأ و جربنا أن ندفع ثمن أخطائنا من روحنا و كبريائنا ..العظماء من الناس أقسمت أن تعيش حياتها صراطا مستقيما.
ليس عيبا قارئي الكريم أنك أتيت ذنوبا في الماضي، أو أنك اتخدت قرارات خاطئة في حياتك، العار أن تسير على نفس النهج بعدما أدركت أن ما تفعله ليس من الفضيلة في شيء.
أغلب الناس عندما تصل بها الظروف لمفترق الطرق،تركز على الظلمة التي أورثتها هفوات الماضي،بدلا من التركيز على ما تم تعلمه من كل تلك التجارب القاسية.
إن أمعنت جيدا في كل قرارتك الخاطئة و تصرفاتك السيئة،التي سببت تعاستك وشقائك،ستجد أنك تملك لائحة من الخبرات التي اكتسبتها من فشلك في إدارة حياتك مسبقا لتعيش حاضرك ومستقبلك بطريقة صحيحة ومثالية.
الأمر ليس سهلا كسهولة قراءة هذه الكلمات،لأنه يحتاج إلى عزم وقوة وإلى شخصية قوية تدرك ما يجب عليها القيام به،في الوقت الذي يفرض الإختيار بين طريقين نفسه.
2) ملامة النفس.. أصلح أخطائي
هنالك صنفان من الناس : منهم من يخطأ ولا يبالي , ومن هو على نقيض ذلك يخاف أن يخطأ فلا يقدم على عمل , وإذا أخطا جلد نفسه بسياط التأنيب والعتاب.
والصنف الأول , قد يكرر الخطأ عشرة مرات , ويلدغ من الجحر الواحد عشرين مرة دون مبالاة منه ولا اهتمام بعواقب الأمور , فهذا الصنف من الناس تكون خسارته بلا حساب .. لأن من لا يتعلم من أخطائه لن تتاح له الفرصة للتعلم.
أما الصنف الثاني , فهو غالباً لا يقوم بأي عمل خوفاً من الانزلاق في الخطأ، ولو ارتكب خطأ لام نفسه وعاتبها إلى حد إيذائها وتحقيرها.
وبالطبع فإن كلا الصنفين على خطأ، أما المطلوب فهو أمر بين الأمرين : أي أن تتجنب الخطأ قبل وقوعه وأن لا تكرره إذا وقع ، وقد تكون الملامة للنفس هنا مجدية ولكن على ألا تتعدى حدودها المعقولة , ولا تكون عقبة أمام نشاط الإنسان وفاعليته في الحياة العامة.
ذلك إن الأسوأ من الخطأ هو أن نترك العمل خوفاً من الوقوع في الخطأ. أما أن نتوقع أن نكون كاملين في كل شيء فهو أمر غير وارد على الإطلاق , فالخطأ يمكن إصلاحه أما الإحجام عن العمل خوفاً من الزلات فلا معنى لإصلاحه , إذ ليس له وجود.
علينا إذن أن نجتهد قدر المستطاع , وأن نعمل بقدر الإمكان، فإذا أصبنا في عملنا فإننا سوف نحصل على امتيازين, وإذا أخطأنا كان لنا امتياز واحد، أما الاعتزال عن العمل خشية من الوقوع في الخطأ فسيؤدي لضياع الفرص، فحتى العظماء الذين حققوا مكانة تاريخية كبرى فإن أعمالهم لم تخل من أخطاء , فكل البشر خطاء وجل الذي لا يخطأ .. فلماذا تسعى لكي تكون أعمالك كاملة من دون أخطاء ؟
وهنا قد تسأل : ما هي الخطوات اللازمة إذن؟
والجواب: أن تقوم بما يلي :
أولاً: الإقدام على العمل حتى مع احتمال ارتكابك للخطأ، فبدل أن تتجنب الأعمال لاحتمال الزلل فيها , قم بالعمل, وحاول أن تتجنب الخطأ.
ثانياً: أخذ العبرة من أخطائك الماضية ثم نسيانها تماماً، فربك غفور رحيم يتوب عليك ويغفر، فإذا استوعبت الدرس من عصيانك , وأخذت العبرة من أخطائك , وتبت منها فلا داعي للخوف والقلق.
ثالثاً: القيام بتطوير عملك باستمرار , فلا تكرس الأخطاء من دون السعي لإصلاحها , فإذا حاولت أمراً وفشلت فيه , كرر المحاولة في اليوم الثاني مع التصميم على التعديل والإصلاح , لأن الفشل هو نتيجة لمقدمات خاطئة , وإذا لم تغيرها فإن النتيجة لن تكون لصالحك بالتأكيد.
رابعاً: التوقف عن توجيه الملامة إلى نفسك وتعنيفها , لأن اللوم كما لا ينفع مع الآخرين , لا ينفع مع النفس أيضا!
إن عليك دائماً أن تتقدم بثبات , وبدون سوء نية ولا خوف , بل بثقة قوية وعميقة بأنك ستقول الكلام المناسب، وتعمل الشيء المناسب ، في الوقت المناسب ، بحيث يعطي النتيجة المناسبة. وبهذه الثقة بالنفس , والتصميم على اتخاذ الموقف الصحيح , وأداء العمل الصحيح تحرز النجاح وتتجنب الأخطاء.
وبكلمة فإن المطلوب: ليس ترك العمل، ولا تكرار الخطأ فيه، وإنما هو العمل مع السعي لتجنب الأخطاء وهو ما يفعله كل الصالحين والناجحين في الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق