الأربعاء، 29 مارس 2017

سيدي الرئيس المحترم

خليفة مزضوضي
سيدي رئيس الحكومة المحترم،
أتذكر جيداً ما قلتموه في برنامج “حوار” سنة 2011, يومها كتبت على حائطي على الفيسبوك “تبارك الله على السي بنكيران”، لأنك اقنعتني، وتحدثت لغةً لا يتقنها الكثير من السياسيين، ولم يصدر منك ما يثير خوفي من أفكارك ومعتقداتك، وقلت في قرارة نفسي “لم لا، فالمعتقدات شيء وتسير الشأن العام شيء”. لكنك خيبت ظني وظن الكثير من الناس، الذين كانوا متعاطفين معكم، بعد صدور أولى قراراتكم.
كنت وكان المغاربة ينتظرون منكم الكثير من الأفعال والقليل من الأقوال، لكننا سمعنا الكثير من الأقوال ولم نرى إلى القليل القليل من الأفعال. ثم انقلبتم على شعاراتكم، وتحول شعار “محاربة الفساد” إلى مبدأ “التعايش مع الفساد”، وأصبح شعار “الرخاء والإزدهار” مبدأً ل”الزيادة في الأسعار والأقتراض”، وتحول شعار “العدالة الإجتماعية” إلى شعار “المزايدة الاجتماعية”.
ادعوكم، سيدي رئيس الحكومة، إلى النزول إلى الشارع والتسوق بين الناس لتسمع ما يقولون وتحس بما يحسون. أدعوك لاقتسام وجبة غذاء مع الطلبة في مطعم الحي الجامعي لترى بعينك هزالة ما يأكلون.
أدعوك، سيدي رئيس الحكومة، للتجول ليلاً بالأحياء الجامعية لترى بعينك كيف تتحول بعض الطالبات إلى مومسات بسبب الفقر والبؤس.
اتمنى، سيدي رئيس الحكومة، أن تزور قسم المستعجلات ليلاً بأي مدينة تختارونها لترى بعينك المجازر الآدمية.
اتمنى، سيدي رئيس الحكومة، أن تزور مغاربة الكهوف في المغرب العميق الذين لم يسمعوا يوماً عن شيء إسمه الحضارة.
سيدي رئيس الحكومة المحترم،
عليك أن تقضي يوماً بأكمله مع عمال الانعاش ومتقاعدي الجيش الذين لا يجدون دواءً بعد أن قضوا شبابهم يحرسون الحدود. اتمنى أن تزور أطفال الخيريات ومراكز حماية الطفولة لتشاهد بعينك كيف تصنع الدولة قنابل موقوتة.
أدعوك، سيدي رئيس الحكومة، لتفقد أحوال السجناء، وذوي الإحتياجات الخاصة، وقدماء الفنانين والرياضيين. اتمنى أن تزور مدارس المغرب العميق حيث تصنع الدولة عاطلي الغد.
أنا متأكد، سيدي رئيس الحكومة، أنك لو فعلت هذا كله لما وجدت وقتاً لمهاجمة احزاب المعارضة، ولا الصحفيين، ولا النقابيين، ولا رجال الأعمال وغيرهم.
سيدي رئيس الحكومة المحترم،
كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق