الأربعاء، 29 مارس 2017

قراءة مختصرة في تحالفات الاحزاب مابعد الانتخابات الجماعية

خليفة مزضوضي
من الواضح أن بعض مكونات الأغلبية صعَّبت مهمة التحالفات و حاولت الاستفادة قدر استطاعتها و توسيع هامش المناورة. فعلا ظهرت بوادر أزمة صامتة بين مكونات الاغلبية و خصوصا بين الاحرار و البيجيدي من جهة و بين الحركة الشعبية و البيجيدي، لكن لا يمكن ان نقول إن هذه الازمة قد تهدد التحالف الحكومي
التحالف اقوى و اصلب من ان ينفرط عقده لمجرد اختلافات و تنافس حول عمودية بعض المدن، و رئاسة بعض المقاطعات او بعض الجهات. الذي طفا على السطح خصوصا هو الخلاف العميق حول عمودية تطوان و الذي سمته العدالة و التنمية ابتزازا و الذي ردت عليه بشكل سريع و براغماتي شكل صفعة كبيرة للتجمع و الذي تشكل في إعلان تحالف تكتيكي مع الخصم اللدود للبيجيدي (الاصالة و المعاصرة
(يبقى موقف احزاب المعارضة اكثر إحراجا كونها سارعت و اعلنت أن أي تنسيق مع العدالة و التنمية مهما صغر حجمه خط احمر و هو ما انقلبت عليه او تناسته في خضم البحث عن حلفاء اضطراريين في بعض المدن و المواقع الذي يمكن الاشارة إليه هو ان العدالة و التنمية قد فاز بالأغلبية المطلقة في العديد من المدن الكبرى و المتوسطة و هو ما سيجعله في وضعية تفاوضية جد مريحة و ما سيجعل تفويته عمودية بعض المدن او بعض المقاطعات لحلفاءه جد قاسي نسبيا في نظر مناضليه او خيانة لناخبيه. عكس الجهات التي تبدو مسألة التحالفات فيها اكثر تعقيدا و اكثر وجودية لبعض الاحزاب، و هو ما يعني أن التشويق و الاثارة سيستمران حتى الامتار الاخيرة، و كمثال على هذا ترشح حميد شباط لرئاسة الجهة التي لم يحصل فيها حزبه على نتائج جيدة و هو ما يبين بالملموس انه يعول على تشكيل تحالف كبير لمواجهة العنصر مرشح الاغلبية
أقول إنه كان قاسيا لأن البيجيدي اضطر لتقديم تنازلات تكتيكية بدت مؤلمة لمناصريه (حالة مقاطعة حسان كمثال)، لكنها في الحقيقة كانت إشارات لطمأنة حلفاءه و لضمان دعمهم في دوائر و جهات أخرى و هو ما يبين ان التنسيق بين احزاب الاغلبية وصل درجة كبيرة من النضج و الصراحة
بخصوص حزب الأصالة و المعاصرة فيبدو أنه دبر تحالفاته بشكل ممتاز، فبغض النظر عن ما يقال من عدم احترامه لعهده بعدم التحالف مع البيجيدي، فقد ضمن الحزب بشكل كبير رئاسة 3 جهات (طنجة تطوان الحسيمة، الدار البيضاء سطات و مراكش آسفي). كما كان حاسما في تغليب كفة مرشح على آخر في العديد من الدوائر و المدن و الجهات. و هو ما يتناسب و ترتيبه الاول في الانتخابات
كما بقي موقف فيدرالية اليسار بعدم التحالف مع البيجيدي او البام غير مفهوما و يوتوبيا (خصوصا في مقاطعة اكدال حيث كان للحزب فرصة ذهبية للتسيير بناءا على النتائج الممتازة لبلافريج) و هو ما يبين أن قيادة الفيدرالية مفتقدة للتجربة و لاتدبر منطق التحالفات بواقعية
مسألة اخيرة، من شأن اعتماد التصويت العلني على مكاتب الجماعات والجهات يُربك تُجّار الانتخابات و ان يقلل من بعض الظواهر المشينة التي كانت تعرفها الانتخابات التي يشارك فيها كبار الناخبين

تنويه: قد تبدو بعض ملامح هذه القراءة متجاوزة نظرا للمد و الجزر الذي يطبع التحالفات، فقد نمسي على خبر و نصبح على نقيضه في الغد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق