الأربعاء، 29 مارس 2017

تاريخ الانحلال الاخلاقي

بقلم:خليفة عمر مزضوضي
على مر العصور و التاريخ . تحدثت المؤلفات و المدونات و الكتب عن قضية سنوات المراهقة التي تعتبر من بين اصعب السنوات التي تمر على حياة الفرد ووالديه . باعتبارها الاصعب من ناحية التعامل و الاخطر من حيث التأثير , و الاطول من ناحية النتائج . وتتزامن هذه الفترة مع نهاية المراحل الدراسية و التي تشكل بلا شك أكبر مصدر قلق للوالدين الامر الذي يزيد من حدة ردود الفعل للطرفين . وتتفاوت صعوبة التعامل مع مشاكل المراهقين بشكل ملحوظ حسب الموقع الجغرافي و الوسط المحيط و العادات و التقاليد و مستوى الثقافة لدى الوالدين و مستوى الوعي بشكل عام في بيئة المدينة و الدولة .
سنحاول اليوم تسليط بعض الضوء على شريحة من أكبر شرائح المجتمع في كافة اقطار العالم تقريباً . من أجل فهمهم بشكل أفضل و التخاطب معهم بلغة أجمل
بشكل عام فهناك 3 تغييرات بيولوجية طبيعية يمر بها الانسان خلال سنوات المراهقة :
1- تغييرات جسمانية : تتمثل في علامات سن البلوغ المعتادة من نمو مطرد في الطول و الحجم و تغير الصوت وظهور معالم الرجولة أو الانوثة و زيادة التكوين العضلي للذكور
2- النضج الجنسي : ويتمثل في بدء الخصوبة و القدرة على الانجاب وما يصاحبه تغييرات جسمانية ذات العلاقة
3- تغييرات نفسية : نتيجة التقلبات الهرمونية و ملاحظة الشخص لما ذكر علاه على نفسه و الطريقة التي يرى فيها نفسه و يراه الاخرون بها
كل هذه التغييرات تدفع بالمراهق الى توقع اهداف خيالية احيانا للشخصية التي سينتهي اليها بنهاية سنوات المراهقة . فترى الشاب دائم العناية بشكله و عضلاته ولو ان الامر لا يخلو في هذه المرحلة من خطورة الانجراف خلف المنشطات الرياضية أو انتهاج العنف من أجل فرض الشخصية , بينما تقضي المراهقة الاسابيع امام المرايا و مجلات الازياء و المكياج . حيث تجتمع كل التغييرات الجسمانية و الجنسية و النفسية معاً لتشكل النمط السلوكي للمراهق بينه و بين نفسه .
لذا ليس من المستغرب ان تظهر بعض الاثار الجانبية متفاوتة الحدة خلال هذه المرحلة , وتختلف في شدتها بين العابرة , أو تلك التي تتطلب تدخل المختصين للعلاج
– تقلبات المزاج الحادة
– تقلبات الشهية و العادات الغذائية و التي تسبب سمنة مفرطة احيانا
– فقدان الرغبة بمزاولة بعض الاهتمامات
– تغير عادات النوم
– قلة النشاط و فقدان الحيوية
– صعوبة التركيز
– الاحساس بالفراغ و فقدان القيمة الذاتية
– فترات من الاكتئاب الشديد أو الخوف المفرط من بعض الاشياء
– أفكار بالانتحار
– تعمد الايذاء الجسدي لمعاقبة الذات
2
كافة هذه الاثار الجانبية هي نتاج التضارب بين المراهق و بيئته . وسعيه للاستقلال الذاتي بمقابل سيطرة الاهل و رقابة الوالدين , والتخلي عن عادات الطفولة و انتهاج عادات جديدة, و اختلاف توجهاتهم الدراسية و الطموح الوظيفي عن رغبة ذويهم , و بروزهم بصورة جديدة قد لا يتقبلها المجتمع .
ومن هذا المنطلق فان أكثر التقليعات الصاخبة و الموضات الدخيلة يتم انتهاجها بواسطة المراهقين كنوع من رد الفعل تجاه السيطرة المجتمعية و البيئية عليهم ومحاولة ظهورهم كالمتمرد الذي نجح في بسط رأيه بقوة على كل ما من شأنه أن يسيطر عليه أو يحد من حريته . و النتيجة :
– التمرد : غالبا ما يشتكي المراهقين بأن والديهم لا يستطيعون فهمهم أو تقبل ما هم عليه . لذا يلجاؤون الى التحرر من سيطرتهم و الخروج من تبعيتهم و الانصياع الى توجيهاتهم و ارشاداتهم , وبهذه الطريقة فهم يعززون من شخصيتهم الاستقلالية و السبيل الوحيد الى ذلك هو بالتحرر الكامل من السلطة المفروضة عليهم
لذا فأن أي نصيحة أو توجيه يوجه اليهم في تلك الفترة يعتبر بمثابة اهانة لاستقلاليتهم و استقلالية تفكيرهم و تقليل من قدراتهم على الضبط السلوكي و الاكتمال التفكيري . وهذا ما يدفع بالمراهق الى انتهاج النمط السلوكي العنيف تجاه الاخرين
– الخجل و الانطوائية : الدلال الزائد أو القسوة المفرطة قد يدفع بالمراهقين الى ترك مشاكلهم برمتها للآخرين بينما ينزوون على أنفسهم بعيدا عنها . في هذه السن الحرجة يتعلم المراهقين الاستقلالية و اتخاذ القرار المنفرد , و اذا حال الوالدين دون ذلك بشكل سليم فسيؤدي الى سلب الكيان الاكبر في شخصياتهم , و الانزواء بعيداً عن الاخرين في عزلة انفرادية و خوف و خجل من الاختلاط معهم
– السلوك الشائن : يحاول المراهقين الوصول الى هدف معين خلال سنوات المراهقة بغض النظر عن الاسلوب و النتيجة . فيظهر عندهم ميل للعراك مع أقرانهم بقصد اظهار التفوق الجسماني , التحرش بأنواعه بالجنس الاخر , تحدي السلطات و محاولة تقليد بعض اعمال المجرمين في التلفزيون من سرقة للمنازل و السيارات و تخريب الممتلكات او استفزاز رجال الشرطة ثم الهرب , ومن السهل استدراج المراهقين نتيجة تمردهم على كافة الاعراف و القوانين الى ممارسة أعمال اشد خطراَ مثل تعاطي الممنوعات أو الدخول في علاقات جنسية مبكرة سواء بشكل سوي أو شاذ
أغلب المراهقين يرون أن العنف هو الاسلوب الامثل و الافضل لحل كافة المشاكل , لذ تصبح عصبيتهم و ردود افعالهم السريعة مصدر ازعاج للآخرين . معظم الدراسات اشارت الى أن السلوكيات العنيفة في هذه المرحلة ناتجة من عدم توازن الهرمونات

التربية بالقدوة في السيرة النبوية

خليفة مزضوضي
التربية بالقدوة من أهم وأمثل الطرق في ترسيخ المبادئ والأخلاق وتربية الأجيال، وهي طريقة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فالمناهجُ والنظرياتِ التربويةَ في حاجةٍ دائمة إلى من يُطَبِّقهَا ويعملُ بها، وتظلُّ تلك المناهجُ نظرية ـ فقط ـ، ولا تحقق جدواها ما لم تتحول إلى سلوكٍ عَمَلِيٍّ للمربين أنفسهم، ولذا كان المنهجُ النبوي في إصلاحِ البشريَّةِ وهدايتها يعتمد على وجودِ القُدْوَةِ التي تحوِّل تعاليمَ ومباديء الإسلام إلى سلوكٍ عمليٍّ، وحقيقةٍ واقعة أمام الناس جميعاً، ولذا كان رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ إذا أمر بشيء عمل به أولا، وإذا نهى عن شيء كان أول المنتهين عنه، فكان – صلى الله عليه وسلم – هو القدوةَ والأسوة العملية التي تترجم الإسلام إلى حقيقة وواقع، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}.. (الأحزاب : 21)، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: “الآية أصل كبير في التأسي برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أقواله وأفعاله وأحواله”.وقال ابن حجر في كتابه (الإصابة) حين عرف بالصحابي الجلندى ملك عمان: “أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث إليه عمرو بن العاص يدعوه إلى الإسلام، قال الجلندى: لقد دَلَّنِي على هذا النبي الأمي أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له، وأنه يغلب فلا يبطر، ويغلب فلا يهجر (لا يتلفظ بقبيح)، وأنه يفي بالعهد وينجز الوعد، وأشهد أنه نبي”. وهذه بعض من المواقف التربوية بالقدوة من حياة وسيرة نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – :النَّحْرُ والحَلْقُ للتحلُّلِ من عُمْرَةِ الحُدَيِبِيَةِ :لما صدَّ المشركون الرسولَ صلى الله عليه وسلم وأصحابَه عن البيت الحرام، حين أرادوا العمرة عام الحديبية، وبعد إبرام الصلح مع قريش، كان وقع ذلك عظيماً على صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فلما أمرهم – عليه السلام – بنحر ما معهم من الهَدْي ليُحِلُّوا من إحرامهم، ترددوا مع شدةِ حرصهم على طاعتِه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وهنا يتجلى الأثرُ العظيم للقدوة.إذ أشارت أمُّ سَلَمَةَ – رضي الله عنها ـ على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يقوم هو أولاً فينحر ويحلق شعرَه، لأن صحابته سيقتدون به عند ذلك لا محالة، روى الإمام أحمد بسنده من طريق المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم – رضي الله عنهما – قصة صلح الحديبية في حديث طويل، ذكر فيه أنه لما تم الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم ومشركي قريش قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: (يا أيها الناس انحروا واحلقوا، قال: فما قام أحد، قال: ثم عاد بمثلها، فما قام رجل حتى عاد بمثلها، فما قام رجل، فرجع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فدخل على أم سلمة فقال: يا أم سلمة! ما شأن الناس؟، قالت: يا رسول الله قد دخلهم ما قد رأيت، فلا تكلمن منهم إنساناً، واعمد إلى هديك حيث كان فانحره، واحلق فلو قد فعلت ذلك، فعل الناس ذلك، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكلم أحدا حتى أتى هديه فنحره ثم جلس فحلق، فقام الناس ينحرون ويحلقون). القدوة في العبادة :أداء العبادة أمام الأطفال والصغار من أساليب تعليمهم وتربيتهم على أدائها صحيحة، بحسب الكيفية التي أدى بها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه العبادة، فهو القائل صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) رواه البخاري. ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلم أن يجعل لبيته نصيبا من صلاة السنن، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورا).. رواه مسلم. وفي قصة ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ وصلاته مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تأكيد على التربية بالقدوة في العبادة، فعن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: (بِتُّ عند خالتي ميمونة ليلة، فقام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الليل فتوضأ من شن معلق وضوءا خفيفا، وقام يصلي، قال: فقمت فتوضأت نحوا مما توضأ، ثم جئت فقمت عن يساره، فحولني فجعلني عن يمينه، ثم صلى ما شاء الله).. رواه البخاري. ومن عبادته ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما قال أنس ـ رضي الله عنه ـ حين سُئِل عن صوم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: (كان يصوم من الشهر حتى يرى أنه لا يريد أن يفطر منه، ويفطر حتى يرى أنه لا يريد أن يصوم منه شيئا، فكنت لا تشاء أن تراه من الليل مصليا، إلا رأيته مصليا، ولا نائما، إلا رأيته نائما).. رواه الترمذي. القدوة في الكرم :عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: (ما سُئِل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، فجاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم اسلموا فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة [الفقر]).. رواه مسلم. وعن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: (كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجودَ الناسِ بالخير، وكان أجودَ ما يكون في رمضان، حينَ يلقاه جبريلُ).. رواه البخاري. القدوة في العفو :على الرغم من تعدد أشكال الأذى البدني والنفسي الذي تعرض له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا أنه ضرب المثل الأعلى والقدوة الحسنة ـ للمسلمين عامة، وللمربين والدعاة خاصة ـ في العفو عن المسيء، والصفح عن المخطيء، فعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: (غزونا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – غزوة قِبَل نجد، فأدركنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في واد كثير العضاه (شجر فيه شوك)، فنزل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تحت شجرة فعلق سيفه بغصن من أغصانها، قال: وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر، قال: فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: إن رجلا أتاني وأنا نائم، فأخذ السيف، فاستيقظت وهو قائم على رأسي، فلم أشعر إلا والسيف صلتا في يده، فقال لي: من يمنعك مني؟، قال: قلتُ: الله، ثم قال في الثانية: من يمنعك مني؟، قال: قلت: الله، فشام السيف (رده في غمده) فها هو ذا جالس، ثم لم يعرِض له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولم يعاقبه وجلس).. رواه البخاري. ومن أعظم مواقف القدوة في العفو موقفه صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة، بعدما أخرجوه منها وآذوه أشد الإيذاء، ونصره الله عليهم، قام فيهم قائلاً: (ما ترون أني فاعل بكم ؟!، قالوا: خيراً، أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال: أقول كما قال أخي يوسف: {قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.. (يوسف : 92)، اذهبوا فأنتم الطلقاء) رواه البيهقي.القدوة بالحلم :الحلم صفة مهمة للداعية والمربي، ولذا كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ، لا تستفزه الشدائد، ولا تغضبه الإساءات، فقد اتسع حلمه حتى جاوز العدل إلى الفضل مع من أساء إليه وجهل عليه، وفي ذلك قدوة وتربية عملية لأصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ على الحلم، فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : (كنت أمشي مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أثّرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد، مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك ، ثم أمر له بعطاء).. رواه البخاري. وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : (خدمتُ رسولَ الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ عشر سنين، لا والله ما سبني سبة قط، ولا قال لي أف قط ، ولا قال لي لشيء فعلته لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله ألا فعلته).. رواه أحمد. المسجد النبوي، وغزوة الأحزاب :شارك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بناء المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وأسهم بنفسه في العمل جنبا إلى جنب مع المهاجرين والأنصار، وعندما رأى الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ رسولهم الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعطيهم القدوة العملية في العمل، ويَجْهد كما يجهدون، نشطوا في أداء المهمة بهمّة عالية، وعزيمة لا تلين. وفي غزوة الأحزاب أعطى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كذلك القدوة العملية في مشاركته لأصحابه التعب والعمل، والآلام والآمال، فقد تولى المسلمون وعلى رأسهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، المهمة الشاقة في حفر الخندق، وكان لمشاركته ـ صلى الله عليه وسلم ـ الفعلية، لأصحابه الأثر الكبير في الروح العالية التي سيطرت عليهم، فقد روى البخاري في صحيحه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان أثناء حفره يردد، أبيات عبد الله بن أبي رواحة ـ رضي الله عنه ـ : اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلّينا فأنزلن سكينة علينا وثبّت الأقدام إن لاقينا إن الألى قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبيناوالمسلمون يردوا عليه قائلين: نحن الذين بايعوا محمدا على الإسلام ما بقينا أبداوفي ذلك تعليم وتربية للقادة والمربين ألا يتميزوا عن غيرهم، وأن يعطوا القدوة بفعلهم، فإعطاء الناس القدوة في مشاركتهم عمليا في آلامهم وآمالهم يرفع قيمة المُرَّبِّي والقائد والداعية لديهم، إذ يشعرون أنه واحد منهم، وذلك يدفعهم لمزيد من البذل والهمة، والسمع والطاعة، ويشيع روح الود والإخاء، ويسهم في بناء علاقة إنسانية وطيدة بين المُرَّبِّي والمُرَّبَّى والمجتمع كله، وقد عبر عن هذه المعاني أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإنشادهم : لئن قعدنا والنبي يعمل لذاك منا العمل المُضَللتعتبر السيرة النبوية بأحداثها ومواقفها مدرسة نبويّة متكاملة، لما تحمله بين ثناياها من المعاني التربوية العظيمة، التي تضع للدعاة والمربين منهج التربية الصحيح، وتبين لهم وسائل الإصلاح ـ للفرد والمجتمع ـ، والتي منها التربية بالقدوة والأسوة الحسنة، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}.. (الأحزاب : 21).

سيدي الرئيس المحترم

خليفة مزضوضي
سيدي رئيس الحكومة المحترم،
أتذكر جيداً ما قلتموه في برنامج “حوار” سنة 2011, يومها كتبت على حائطي على الفيسبوك “تبارك الله على السي بنكيران”، لأنك اقنعتني، وتحدثت لغةً لا يتقنها الكثير من السياسيين، ولم يصدر منك ما يثير خوفي من أفكارك ومعتقداتك، وقلت في قرارة نفسي “لم لا، فالمعتقدات شيء وتسير الشأن العام شيء”. لكنك خيبت ظني وظن الكثير من الناس، الذين كانوا متعاطفين معكم، بعد صدور أولى قراراتكم.
كنت وكان المغاربة ينتظرون منكم الكثير من الأفعال والقليل من الأقوال، لكننا سمعنا الكثير من الأقوال ولم نرى إلى القليل القليل من الأفعال. ثم انقلبتم على شعاراتكم، وتحول شعار “محاربة الفساد” إلى مبدأ “التعايش مع الفساد”، وأصبح شعار “الرخاء والإزدهار” مبدأً ل”الزيادة في الأسعار والأقتراض”، وتحول شعار “العدالة الإجتماعية” إلى شعار “المزايدة الاجتماعية”.
ادعوكم، سيدي رئيس الحكومة، إلى النزول إلى الشارع والتسوق بين الناس لتسمع ما يقولون وتحس بما يحسون. أدعوك لاقتسام وجبة غذاء مع الطلبة في مطعم الحي الجامعي لترى بعينك هزالة ما يأكلون.
أدعوك، سيدي رئيس الحكومة، للتجول ليلاً بالأحياء الجامعية لترى بعينك كيف تتحول بعض الطالبات إلى مومسات بسبب الفقر والبؤس.
اتمنى، سيدي رئيس الحكومة، أن تزور قسم المستعجلات ليلاً بأي مدينة تختارونها لترى بعينك المجازر الآدمية.
اتمنى، سيدي رئيس الحكومة، أن تزور مغاربة الكهوف في المغرب العميق الذين لم يسمعوا يوماً عن شيء إسمه الحضارة.
سيدي رئيس الحكومة المحترم،
عليك أن تقضي يوماً بأكمله مع عمال الانعاش ومتقاعدي الجيش الذين لا يجدون دواءً بعد أن قضوا شبابهم يحرسون الحدود. اتمنى أن تزور أطفال الخيريات ومراكز حماية الطفولة لتشاهد بعينك كيف تصنع الدولة قنابل موقوتة.
أدعوك، سيدي رئيس الحكومة، لتفقد أحوال السجناء، وذوي الإحتياجات الخاصة، وقدماء الفنانين والرياضيين. اتمنى أن تزور مدارس المغرب العميق حيث تصنع الدولة عاطلي الغد.
أنا متأكد، سيدي رئيس الحكومة، أنك لو فعلت هذا كله لما وجدت وقتاً لمهاجمة احزاب المعارضة، ولا الصحفيين، ولا النقابيين، ولا رجال الأعمال وغيرهم.
سيدي رئيس الحكومة المحترم،
كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته

سيجارة الصباح



خليفة مزضوضي 
سيجارة الصباح
في هدا الصباح جلست وقهوتي والسيجارة بين أناملي وحيدا اتامل ربيعها الزاهر والذابل مدة……… !
اسمع حديثا(…..)تارة ومرة أخرى اسمع زقزقة العصافير تغرد للإنسانية(الحرية) تنشد أنشودة أممية يفهمها كل البشر كل يعزفها على جراحه كل يلحنها على آماله….. !.أحيانا أخرى أرى ضوءا بنفسجيا مشعا ! ساطعا ! يأتي من بعيد! ملتهبا متوهجا بحرارة الأخوة…….بحرارة الإنسانية…………وأحيانا أخرى أرى أنيابا غادرة ! وحوشا كاسرة ! مفترسة ! تكاد النار تتدفق من أعينها, مليئة بالحقد ! بالكراهية ! تتجه نحو الأبرياء ! تتجه نحو الإنسانية ! لتشوه معانيها ! سمعتنا ! تتجه نحونا لتقضي علينا ! على أفكارنا ! لتنسينا ما صنعناه بأيدينا للبحث عن تلك الكلمة الضائعة اسمها (الحرية) اسمها( الديمقراطية) يبحثون عنها وهم لا يعرفونها.
جلست وقهوتي مؤنستي أحدث واسأل سيجارتي?ترى ماهدا العالم وكيف يعيش البشر فيه ?أجابتني سيجارتي دون تردد بلهيب دخانها الصاعد إلى الهواء الطلق ليلوثه ولتهدئ من أعصابي قائلة :
(ياصاحبي تلك هي الحياة مليئة بالأحداث !مشوارنا معها طويل !مشوارنا جميل !الطريق على جانبية العشب الأخضر والورود الحمراء المبتسمة دوما! تنمو وتكبر وتزهر بعرقنا !بثقافتنا!بدمائنا وأرواحنا ! !بأشعارنا وإرادتنا نحن البؤساء المستضعفين!).
أبدا لا تحزن !لاتياس! تسلح!(بالأمل).
اكتب! اشعر! قاوم! ناضل! الحياة دوما للأقوياء
بري قلمك لتروي به قلوبا ضمانة..
هي تلك الحياة حياة كل فنان حياة كل شاعر وكاتب تلك هي الحياة حياة كل مناضل فقير.
تجهز دوما نفسها يوما بعد يوم !شهرا بعد شهر !لترتدي ثوبها الأحمر البراق لتقضي على البشرية جمعاء !باسم الحرية والديمقراطية !لتقضي على الذين لايفهمن من الحرية والديمقراطية والمساواة سوى التظاهر والخروج إلى الشوارع والمقاهي من اجل استقطاب الأغبياء باسم التغيير وهم ذئاب تحت الثياب, وخلاصة القول وبصفة عامة يااسفاه فهم لا يفهمن في الحياة إلا الرأسمالية والمصالح الشخصية ! لا يفهمن معنى تخليق السياسة والحرية واللعب على أوتار الديمقراطية لأصبح غريبا في مراكش التاريخية وهي تستغيث وتطلب النجدة أنها ساقطة في الهاوية بعد ان تربع على كرسي تسييرها ثلاث شخصيات نسوية .

جرح ,,,,,الحبيب

خليفة مزضوضي
للكلمة المؤلمة وخيبات الأمل التي نمرّ بها في حياتنا تأثير أكبر على أنفسنا لما تتركه الجراح في نفسيتنا، أقدّم لكم جزءاً من أقوى الخواطر المؤلمة والتي تبيّن لنا مدى حزن أصحابها
لا تندم على حب عشته .. حتى لو صارت ذكرى تؤلمك .. فإن كانت الزهور قد جفّت وضاع عبيرها .. ولم يبقى مِنها غير الأشواك.. فلا تنسى أنها مَنحتك عطراً جميلاً أسعدك.
قصة عذابي ما جرت للمحبين .. كم شكيت حال واحوالي من كل ماجرى لي .. يا ناس مالي بالسعاده عناوين .. ما للسعاده في حياتي مجالي .. أحمل جروحي وأحبس الدمع بالعين .. وأشكي فراق إللي على الروح غالي.
عندما تحينُ لحظة الوداع تَمتلئ الأعين بالدموع تتفجر براكين الأسى، فما أصعب لحظات الوداع وخاصة من تُحب وكأنها جمرة تحرق القلب، وكأنها سارق يسرقُ العقل، عندما تحين لحظة الوداع كل شيئ يغيب ويموت، يرحل ويحترق وينسى، ولايبقى سِّوى قلبي الذي لا أدري أين هو؟ لا تبقى سِّوى نار الأشواق، تزداد في مدفأة الحُب ولا يبقى سِّوى قلب حائر وعين باكية.
لا تنظر إلى الأوراق التي تغير لونها .. وبهتت حروفها .. وتاهت سطورها بين الألم والوحشه .. سوف تكتشف أن هذه السطور ليست أجمل ما كتبت .. وأن هذه الأوراق ليست آخر ما سطرت .. ويجب أن تفرق بين من وضع سطورك في عينيه .. ومن ألقى بها للرياح .. لم تكن هذه السطور مجرد كلام جميل عابر .. ولكنها مشاعر قلب عاشها حرفاً حرفاً ونبض إنسان حملها حلماً واكتوى بنارها ألماً.
لا تكسر أبدا كل الجسور مع من تحب .. فربما شاءت الأقدار لكما يوماً لقاء آخر يعيد الماضي .. ويصل ما انقطع .. فإذا كان العمر الجميل قد رَحل فمن يدري ربما انتظرك عمر أجمل. ليس محزناً أن يُصاب الإنسان بالعمى ..
بل مِن المُحزن أن لا يستطيع الإنسان تحمّل العمى. أنتَ تشبه المطر جداً .. تشبهه بقسوته وبهجره الطويل! تأتي فجأه لتخلق في قلبي فرح وأمل وأتفاجىء بعد قليل برحيلك .. أنتَ كالمطر تأتي بلا موعد وترحل بلا وداع.
قمت ألمي .. أني لا أعرف سوى إبتسامه حزينة .. وقمة فرحي أني أرى الابتسامة في وجه الطفولة .. لا توجد أصدق من براءة الأطفال .. لا توجد أصدق من دمعة الطفولة .. ليتني طفل حينما أبكي أجد حنان والدتي .. أجد صدرها وأجد الصدق يواسيني .. تهت في دنيا كثرة فيها الأكاذيب .. قَلّ فيها الصدق وكثرة الخيانات
ملّيت وأنا أدور لي على مرسى يريحني .. حُزني مَكتوب لي مِن يوم نطقت اسمي .. وصار حزني بكل مرسى يواجهني ويضيعني عن مَسار الفرح ويوهمني بالشجر.
يحدثونني عن الوِحدَه ف” أبتسِم “ لا أحد كسرته الوِحدَه ونهته مِثلِي ! يحدثونني عن الصَمت ف” أبتسِم “ لا أحد عشق الصمت وأدمنه مِثلِي ! يحدثونني عَن البَرد فبتسِم لا أحد أخرسَهُ البَرد وارتجَف ضلعه مِثلِي !
ويُحدثونني عنك ف أبكِي ! لا أحد .. أحبك .. مِثلي. إذا قررّت يوماً أن تترك حبيباً فلا تترك له جرحاً .. فمن أعطانا قلباً .. لا يستحق أبداً منّا أن نغرس فيه سهماً أو نترك له لحظة ألم تشقيه .. وإذا فرّقت الأيام بينكما .. فلا تتذكر لمن كنت تحب غير كل إحساس صادق .. ولا تتحدث عنه إلّا بكل ما هو رائع ونبيل .. فقد أعطاك قلباً .. وأعطيته عمر .. وليس هناك أغلى من القلب والعمر في حياة الإنسان.
ذا قررّت يوماً أن تترك حبيباً فلا تترك له جرحاً .. فمن أعطانا قلباً .. لا يستحق أبداً منّا أن نغرس فيه سهماً أو نترك له لحظة ألم تشقيه .. وإذا فرّقت الأيام بينكما .. فلا تتذكر لمن كنت تحب غير كل إحساس صادق .. ولا تتحدث عنه إلّا بكل ما هو رائع ونبيل .. فقد أعطاك قلباً .. وأعطيته عمر .. وليس هناك أغلى من القلب والعمر في حياة الإنسان.
مِن المؤسف حقاً أن تبحث عن الصدق في عصر الخيانة وتبحث عن الحب في قلوب جبانة.
إذا جلست يوماً وحيداً تحاول أن تجمع حولك ظلال أيام جميلة عشتها مع مَن تحب .. أترك بعيداً كل مشاعر الألم والوحشه التي فرّقت بينكما وحاول أن تجمع في دفاتر أوراق كل الكلمات الجميله التي سمعتها ممن تحب .. وكل الكلمات الصادقه التي قلتها لمن تحب .. وإجعل في أيامك مجموعه من الصور الجميلة لهذا الإنسان الذي سَكن قلبك يوماً ملامحه وبريق عينيه الحزين وابتسامته في لحظه صفاء .. ووحشه في لحظه ضيق .. والأمل الذي كَبُر بينكما يوماً وترعرع حتى وإن كان قد ذبل ومات.
كيف أعودُ لك؟ ومَرارة أيامي معك لازِلتُ أشعر بِها في فم عُمري، صامدة أمام أمواج حُزني مِنك، فما تبقى من العُمر لن يكفي لأن أنفِقَه زاداً في غيابك، أنت قد علمتني كيف أحبك إلى الحد الذي نسيتُ به الدنيا وما حوته، بينما استكثرت سقياً قلبُك على جَفافِ روحي كن بخير فقط لأجلي.
أضيع بدنيتي وأرحل إذا شفتك عليّ زعلان .. وأودع الكون علشانك وحياتي لك أخليها .. رجيتك لا تخليني لا كثرت بي الأحزان .. أبيك تكون جنبي وكل الناس ما أبيها.
إذا سألوك يوماً عن إنسان أحببته فلا تقل سراً كان بينكما .. ولا تحاول أبداً تشويه الصورة الجميله لهذا الإنسان الذي أحببته .. اجعل من قبلك مخبأ سرياً لكل أسراره وحِكاياته .. (فالحب أخلاق قبل أن يكون مشاعر).
عندما رحلت أخذت نصف قلبي .. نصف عقلي .. نصف صحتي. نبكي لننسى .
. وننسى لنعيش .. ونعيش لنحب .. ونحب لنبكي .. هذه هي الحياة .. فسحقاً لكل من عذب وخان واستهان بمشاعر إنسان .. وكأنه لا يعلم أنه بهذا الكون كما تدين تدان.
إذا اكتشتف أن كل الأبواب مُغلقه وأن الرجاء لا أمل فيه وإن مَن أحببت يوماً قد أغلق مَفاتيح قلبه .. وألقاها في سراديب النسيان! هنا فقط أقول لك .. إن كرامتك أهم بكثير مِن قلبك الجريح .. حتى وإن غطّت دِماؤه سماء هذا الكون الفسيح .. فلن يفيد أن تنادي حبيباً لا يسمعك .. وأن تسكن بيتاً لم يعد يعرفك أحد فيه .. وأن تعيش على ذكرى إنسان فرّط فيك بلا سَبب .. في الحب لا تفرط فيمن يشتريك .. ولا تشتري مَن باعك .. ولا تحزن عليه.
أجبرتني دموعي أن أكتب .. أجبرتني همومي أن أبكي .. ويجبرني قلبي أن أفكر .. ويجبرني التفكير أن أتألم .. ويجبرني التألم أن أنزف .. ويجبرني النزف أن أموت .. ويجبرني الموت أن أتحسّر.
غريبه كيف كُنا أحباب وكيف كُنا لبعض نشتاق صار الوقت يزيدنا عذاب وصرت أنا ميت في هواك …غبت عني بلا أي أسباب …قدري ضاع من غلاك …ما عرفت الهوى تمثيل وألعاب …بشوف القمر وعيني تلقاك …وبضوي لك شمعه إذا القمر عنك غاب.
بالأمس ظننت أن العالم يتوقف عندك والشمس تشرق عندك والقمر يظهر عندك والليل يسحر عندك .. والنهار يخرج من عينك واليوم صرت جاحد حطمت صنمك .. أقتليني لو أردتِ لا أريد أستتابة .. لن أعود لقيدك وسأحطم معصمي ولن أعود.
إن تحطم لك أمل .. اعلم بأن الله يحبك وابتسم .. ولا تقول : الحظ عمرة ما كِمل!! بل قل : أنا حاولت ” والله ما قَسَم “.
لا تهتم بشأني أيها الزمان .. فالأمور على ما يرام .. ولا تقلق بما يحدث لي .. فأنا لا زلت أنخدع وأنجرح من أقرب الناس .. فلا تقلق لأن الأمور على ما يرام حقاً .. أتعرف لماذا؟ لأن حياتي هكذا!.
ما أصعب أن تعيش مخدوعاً .. أن يكون الوهم هو من يرسم طريق الدموع .. أرجوك لا تحزن ولا تبكي على إنسان .. يتخذ من الحب طريقاً للدموع.
لا تحاول أن تعيد حساب الأمس وما خسرت فيه .. فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرّة أخرى ولكن مع كلّ ربيعٍ جديد سوف تنبت أوراق أخرى فأنظر إلى تلك الأوراق التي تغطّي وجه السّماء ودَعك ممّا سقط على الأرض فقد صارت جزءاً منها.

أبليس أستاذ الرجل لكنه تلميذ المرأة

بقلم خليفة مزضوضي
ٌقصه_حقيقة يذكرها أحد رجال الهيئة بالمملكه العربيه السعوديه(هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ويقول أنه لن ينساها: يقول قبضنا على شاب ومعه فتاة وكالعادة أرسلنا الشاب لهيئة التحقيق وأخذنا الفتاه إلى مركز الهيئة لنصحها والإتصال بولي أمرها لكي يستلمها ويستر عليها جلست الفتاه لم تتكلم بكلمة واحدة ولم تجاوب على أي سؤال تعبنا معها بلا فائدة .
ثم يقول :
أشارت الفتاة إلي بيدها وهي متغطية تماماً أن أقترب منها فإقتربت منها قليلاً فقالت بصوت منخفض أريد أكلمك لوحدك
فطلبت من الاخ الذي يعمل معي ان يخرج قليلاً فربما خافت من وجودنا نحن الاثنين سالتها ماذا تريدين ان تقولي قالت بصوت باكي الله يستر على بناتك أستر علي فصاحبك اللي طلعته هو أخوي وهو لا يعلم فهو سيعرفني من صوتي
يقول: كدت ان افقد صوابي من الموقف الذي وضعت فيه
إنه اخ وصديق عزيز ومعروف بين كل رجال الهيئه بالالتزام والاخلاق
تمالكت نفسي وقلت أنا بتصرف من أجل أخوك هو وليس من أجلك
لأن ما يهمني الآن هو صاحبي والكارثه التي قد تحل به هي بسببك قلت لها أهربي ولا يراك أحد وسهلت لها الهروب و هربت وتظاهرت بالغضب من هروبها الحمد لله مر الموقف وكلي حرص ألا يعلم أخوها الذي هو معي بشيء بعد عدة اسابيع اردت ان اعرف أخبارها هل تزوجت هل تغير حالها
سألت صاحبي بعض الأسئلة حتى سألته هل تزوجت كل أخواتك ؟؟
فقال :
أنا ما عندي أخوات كلنا شباب !!!
سالته بالله عليك فأقسم على ذلك وتعجب من سؤالي فذكرت له ماحصل معي فضحك حتى كاد أن يسقط على الأرض من الضحك
وأنا كدت أنفجر من الغضب: فقلت في نفسي صدق من قال :
إبليس
أُستاذ الرجل
لكنه تلميذ للمرأة

أبو العباس السبتي

خليفة مزضوضي
لو أتيح لعابر أزقة الزاوية العباسية بمراكش أن ينسى ولو للحظة ما سكنه من هم، ويتأمل المجال العمراني، لما يسمى بحرم أبي العباس السبتي، لوجده يمثل صورة مصغرة للمدينة الإسلامية الوسيطة(1) المطبوعة بالطابع الأندلسي.
فقد تداخل في نسيج تلك المتوالية من البنايات الخطوط والمميزات العمرانية لمعظم الدول التي حكمت المغرب(2) البائد منها والسائد، وقد تفاعل مع هذا الفضاء مسلكيات معقدة لجمهور يعيش عتبة الألفية الميلادية الثالثة، وفي الأعماق سديم صوفي من العصر الوسيط، تهيمن عليه نفحات الولي الصالح أبي العباس السبتي.
فالمدخل الرئيس لهذه المدينة – على سبيل التجوز – هو باب تاغزوت، ينحرف الزائر يمينا فيجد نفسه يخترق بابا ثانية، وينعطف يسارا ليلج بابا ثالثة تفضي إلى المرافق التالية؛ سوق لمجادليين، فالمسجد السعدي الذي ينفتح بابه الشمالي على بعض الأزقة، فالساحة – الدص – المحفوف بمجموعة من البيوت الشبيهة “بلبنيقات”، فمبنى الضريح الــذي ينتهي إليه الزائر بعد أن يمر بتلك المحطات التي تعتبر كلها حرما لأبي العباس السبتي. يفصل بين كل مرفق وآخر باب قوسه على هيئة حذوة الفرس. وعلى يمين الداخل ويساره تنفتح بعض الدروب، ويعانق كل ذلك رياض الزاوية العباسية ودورها القائم منها والمترهل. كلها جاثية بتواضع كالمستجير عند قدم الضريح الذي يعتبر النواة الأولى لحي الزاوية العباسية.
فإذا زاغ البصر عن العمران وتعلق بالأحياء راعته حركة دائبة، خاصة يوم الأربعاء بين رائح وغاد، فئات اجتماعية متباينة، فيهم من هدته عتبة الفقر، أشباح أنهكها الجوع وأقعدها المرض، سترت العورة بما تيسر من الأسمال المحلي والخلق البالي الوافد من دول الشمال مما وراء البحار، يمشي بهم العكاز إلى قلب الضريح، ومنهم متوسطو الحال، فالمترفون في لباس تقليدي أنيق أو بدلة بآخر طراز، أوقفوا سياراتهم الفارهة بساحة باب تاغزوت، واخترقوا هذا الحي الشعبي نحو المزار، تتلاعب أصابعم البضة الناعمة بالمفاتيح الفضية لتلك العربات الفاخرة. هؤلاء وأولئك يغدون أمام الضريح ذوي(3) حاجة، يتقدمون في خشوع بين يدي المزار متضرعين مناجين، يعلم الله ما تحمل كل نفس من ألم وهموم، من تطلع الميسورين إلى نجاح صفقة تجارية، أو نفاق تجارة بائرة، أو توبة من ظلم، أو صرخة تظلم ممن هو أقوى، أو استدامة خطة، أو استرداد مركز بعد عزل، أو ستر فضيحة، أو لطف في جنايــة أو جريمة… إلخ أما المستضعف فأغلى أمانيه في الكفاف والعفاف والغنى عن الناس. وتنتهي الزيارة بتقديم بين يدي النجوى صدقة، يشي وقعها داخل الصندوق بقيمتها، للضعيف الزهيد منها دوي المعدن، أما القيم الورقي فلا تكاد تسمع له حسيسا. فعالية دينية ضاربة في أعماق العصر الوسيط، تدور في إطار منظم، يأتيها أناس بكامل القناعة وحسن النية يجدون فيها راحة وتنفيسا وقد يتنكر لها أو ينكرها آخرون، ولكل مستنده ورموزه وشواهده وأهدافه.
فما الصلاح؟ وما المقصود بالصلاح الفعلي؟ وماذا نعني بمؤسسة التبرك؟ ومتى ظهرت،بالنسبة لأبي العباس السبتي، ليكتب لها الاستمرار؟
الصلاح، كما جاء في لسان العرب، ضد الفساد. صلح يصلح ويصلح بضم اللام صلاحا وصلوحا، وهو صالح، والجمع صلحاء وصلوح. ورجل صالح في نفسه، ومن قوم صلحاء، ومصلح في أعماله وأموره، وقد أصلحه الله، والإصلاح نقيض الفساد، والصلح السلم، وصلاح بالكسر وصلاح بالضم من أسماء مكة، يجوز أن يكون من الصلح؛ لقوله عز وجل “حرما آمنا”. وقد سمت العرب صالحا ومصلحا وصليحا(4). وقال الراغب “وإصلاح الله تعالى الإنسان، يكون تارة بخلقه إياه صالحا، وتارة بإزالة ما فيه من فساد بعد وجــوده، وتارة بالحكم له بالصلاح، قال تعالى ” أصلح بالهم” “يصلح لكم أعمالكم”. “وأصلح لي في ذريتي” “إن الله لا يصلح عمل المفسدين”(5). وإذا فالصلاح قيمة دينية مضادة للتدمير والفساد، لها بعد نفسي ذاتي واجتماعي وإنساني، والتحلي به كما في القاموسين، لا يتأتى إلا بإلهام من الله تعالى وتوفيقه، فقد يكون بدءا، وقد يأتي بعد قطع شوط من الحياة اختلط فيها العمل الصالح بالفاسد فتتبدد نزوعات الفساد وتتمحض الذات لفعل الصلاح(6). هذه الفضيلة يتطلع إلى التحلي بها كل إنسان، لذا يتخذ البعض اسم صالح علما لعقبهم على نية أن تتماهى الذات مع الاسم. وقد خصها العرف العام بالدلالة على أولياء الله، فيقال على سبيل المثال صلحاء الريف، وصلحاء مراكش وصلحاء سوس… الخ. وطريق الصلاح لحب وشاق، يتطلب في اصطلاح القوم، مكابدة ومجاهدة وتوفيقا ربانيا.
ونقصد بالصلاح الفعلي ما كان يصدر عن الشيخ أبي العباس، وهو حي يرزق، من مسلكية الصلاح، سواء أمس الجانب الديني أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي أو غير ذلك. أما ما أسميناه بمؤسسة تثبيت فعالية التبرك والزيارة، فلم تتولد إلا بعد وفاة صاحب الضريح، حيث يتخذ قبره مزارا اعتمادا على استمرار الكرامات واسترسالها بعد الوفاة كما عند المتصوفة. تجري داخل هذه المؤسسة فعالية – ذات طبيعة دينية – يندمج فيها صاحب الضريح والرواد والمشرفون وبقية المستفيدين، وتستهدف ضمنيا تحقيق غايات نفسيـة أو اجتماعية أو ثقافية أو سياسية. توظف المؤسسة مجموعة من المقدمين والقيمين والحفظة والشواش وغيرهم ممن يقومون بخدمات تضيق أو تتسع بحسب هذا الولي أو ذاك. وتراعى في انتدابهم لهذه المهام مواصفات خاصة، تسير بما جرى به العرف، إلى جانب المدون من القرارات والظهائر. يمتد تاريخ هذه الفعالية بالنسبة لأبي العباس السبتي من مستهل القرن السابع (601 هـ/1204 م) تاريخ وفاة الشيخ إلى الوقت الراهن.
إن استحضار من أسدى لهذه الأمة معروفا، بالثناء عليه والدعاء له، والتضرع إلى الله عند قبره، اعتراف ونزوع نجدهما لدى معظم المغاربة،ولعل في ذلك دلالة إلى التطلع والتشوف إلى صلاح افتقدوه في أنفسهم وواقعهم، وتأتي هذه الانعطافة النفسية الصوفية لتحدث لديهم نوعا من التوازن والتكيف بين الذات والواقع.
إن بحثنا في دينك البعدين، الصلاح الفعلي ومؤسسة المزار، يدخل في إطار الحفر في البنية التكوينية للزاوية العباسية بمراكش.

مباديء الحرية ……. وحرية المباديء

خليفة مزضوضي
انا حر ….. انا حرة….. كلمات تبدو بسيطة و سهلة النطق و لكن متي تقال و كيف تقال و عن ماذا تعبر ذلك ما يجب ان نعرف و نفهم.
هناك فارق شاسع بين الحرية المسئولة و التحرر الحقيقي من قيود الجهل و العادات السيئة و المعتقدات الشاذة و بين الحرية المطلقة و التحرر الزائف الذي تنادي به طوائف و جماعات ضالة في مجتمعنا الاسلامي و العربي المعاصر. فعندما يقول احدهم انا حر فبذلك يحاول ان يهرب من الذين يسألونه عن مسئوليته تجاه تلك الحرية و يحاول ان يتملص منهم بتلك الكلمة التي تحول الحرية الي شيء كريه لا يعبر سوي عن الجهل و العشوائية. فلكل شيء مباديء و حدود و قواعد تجعل منه ميزة يتمتع بها الجميع علي حد سواء و بنفس القدر و لكن لكي ينفرد شخص ما بها او يحاول تمييز نفسه عن الاخرين بها و لا يملك سوي كلمة انا حر للرد فذلك يسمي العشوائية و ليس الحرية و تحول المجتمع المنظم المتحضر الي مجتمع بربري لا قواعد فيه و لا التزام فكل شخص يفعل كما يحلو له وقتما يشاء.
و يوجد في مجتمعنا المصري و العربي امثلة كتير لمثل هذا السلوك الغير حضاري يتكرر يوميا و علي نحو جعل منا مجتمع متأخر رغم ادعاء الكثيرون غير ذلك و محاولاتهم الجاهدة لنشر تلك المشاهد العشوائية التي قد تتجاوز حدود الاخلاق و الدين و العقل بدعوي حماية الحريات الشخصية.
و من ابرز تلك الامثلة الفن أو ما يدعون انه فن …. فبالامس الغير بعيد كان المطربون و الفنانون يبحثون جاهدون في تراثنا العربي عن قصائد او قصص او روايات تحمل المعني و الكلمة و الحكمة لكل من يشاهدها و يتبارون لابراز قدراتهم في تصويرها وجعل المشاهدون يقبلون عليها من كافة الفئات المجتمعية. ولم يكن هذا متاح الا من خلال وسائل بسيطة و لكنها تحتاج الي جهد مضني لانها تصل الي الجمهور مباشرة بدون اي وساطة او تعديل اما عن طريق المسرح او الراديو او السينما و كلنا نتذكر العديد و العديد من الامثلة علي ذلك فحفلات ام كلثوم كان يلتف حول الراديو ملايين المستمعين حول الراديو في ربوع العالم خاصة العالم العربي في الخميس الاول من كل شهر ليستمعوا الي قصيدة تغنيها و ايضا فيلم مثل الناصر صلاح الدين و فيلم واسلاماه وما يجسدون من تاريخ للامة و غيرهم كثيرون ممكن يحملون قصصا روائية او درامية مثل اليتيمتان و بالوالدين احسانا و القاهرة 30 و المئات مثل تلك القصص. فذلك النوع من الفن الراقي هو ما نفتقده و ان كان به بعض العيوب التي ممكن تجاوزها او تلافيها ولكنه يحمل معاني اخلاقيه و انسانيه راقية نفتقر اليها الان……. اما في زمانا المعاصر فواحسرتاه !!!
اصبح الفن في الحاضر مهنة من لامهنة له و اصبحت الاغاني عبارة عن ضوضاء مزعجة لا تحمل كلمة و لا لحناً بل اصبح الجميع يغني و اصبح الجميع يؤلف ويلحن و كأنها امطار فاسدة من كلمات خلت من المعني و الهدف و كلها افساد للذوق العام و الاخلاق واما التلفزيون و المسرح و السينما و الفضائيات فمعظمها يبث لنا و لاولادنا سموما لعقولنا و افكارنا بدعوي الحرية و التحرر… فمشاهد العري و الرقص و الالفاظ الخارجة اصبحت هي السائدة و المشاهد الجنسية و التلميحات التي تحويها بدعوي الثقافة و هي لا تحمل الا الرزيلة و تشجيعها هي ما يشاهد في العديد من تلك القنوات التي تدخل كل مكان في مجتمعنا. و كل ما يقوله القائمون علي ذلك انهم احرار فيما يقدمون و ان لهم مطلق الحرية في التعبير عن انفسهم بأي طريقة و الناس احرار ان ارادوا مشاهدتهم فهم ليسوا قييمين علي احد. فهم احرار في التعبير و الناس احرار فيما يشاهدون ……. فهل حرية الفن تعطي هؤلاء الحق في الافساد و التلويث لكل القيم الاخلاقية بدون ضوابط ام ان ما يفعلونه هو فكر خارجي هدفه الاساسي تدمير الاخلاق و القيم و ابعاد الشباب عن الدين و المباديء…… بكل بساطة هذا تحرر فاسد يخلو من القيم و حرية عشوائية لا يقبلها اي انسان.
المثال الاخر في حرية اختيار ما نلبس و ما نفعل امام المجتمع فمن يسير في اي شارع يري الكثير من الشباب و البنات من مختلف الاعمار و الطبقات يرتدون ملابس غير لائقة علي الاطلاق بمجتمعنا و عاداتنا فالشباب يرتدون ازياء لا توحي برجولتهم فمنها الضيق او الفضفاض او القصير و من يزدان برسومات و كلمات و عبارات خارجة بل منها الممزق علي نحو غريب و يعتبرون هذا من الحرية في السلوك بل علي احدث الموضوات العالمية و اما عن الازياء النسائية فمنها ما يكشف اكثر مما يستر و الضيق الذي يصف تفاصيل الجسد بلا حياء و كأنها تسير داخل غرفتها و لا تراعي مشاعر الناس. اما عن الحوار و اللغة فحدث ولا حرج فاصبحت لغة الشباب تائية تماما عن اللغة التي نعرفها و دخلت علينا الفاظ و عبارات غريبة من لغات متعددة شوهت اللغة واضاعت معالمها و ابسط ما يقولون ؟؟؟؟؟ انا حر البس كيفما اريد.
فهل من الحرية عدم مراعاة الاخلاق و الدين في كل تصرفاتنا و ملابسنا و ان نراعي الزوق العام في كل شيء ام ان التحرر يكون بالفوضي في كل شيء حتي في الاخلاق؟؟؟
و مثال اخر اراه هو حرية التعبير عن الرأي فالكل يتكلم و الكل يدلي بأراءه العشوائية في كل المجالات و لا احد يقول لا اعلم او ليس عندي فكرة عن هذا فكثر الحديث عن كل شيء و اصبح الكلام سهلا و بلا معني بل علي العكس فقد ضاعت الاراء البنائة و الجادة وسط هذا السيل من الاراء العشوائية و نجد الكثير من القنوات الفضائية تستضيف اناس لا علاقة لهم بأي شيء يتحدثون في الدين و العلم و المجتمع دون ان يكونوا مؤهلين لذلك وقد لا يعرفون ان ارائهم قد تمثل الكثير من المشاكل و الاساءة للمجتمع بأسره……… فهل من الحرية ان تكلم بما لا نعلم او نعرف في حين يصمت العلماء عن ابداء رأيهم.
الحرية مسئولية لها حدود هي حريات الاخرين و ليست عشوائية و لكي نتحرر من قيود الجهل و العادات السيئة يجب ان نحدد حرياتنا بما هو مفيد لنا و الا تمس حريتنا الشخصية المباديء و القيم و الاخلاق و الدين ……. فأنا حر ما دمت احترم حرية الاخرين و ما دمت اعرف مباديء الحرية و اقوم عليها و لكني لست حرا اذا خرجت بمبادئ متحررة من كل شيء لادمر نفسي ومجتمعي ……… فكلنا يجب ان نحترم ونقدر مباديء الحرية العامة و الخاصة و لكننا ضد حرية المباديء الفاسدة او التي دخلت علينا من ثقافات اخري لا تعرف دينا او خلقا او قيما.

قراءة مختصرة في تحالفات الاحزاب مابعد الانتخابات الجماعية

خليفة مزضوضي
من الواضح أن بعض مكونات الأغلبية صعَّبت مهمة التحالفات و حاولت الاستفادة قدر استطاعتها و توسيع هامش المناورة. فعلا ظهرت بوادر أزمة صامتة بين مكونات الاغلبية و خصوصا بين الاحرار و البيجيدي من جهة و بين الحركة الشعبية و البيجيدي، لكن لا يمكن ان نقول إن هذه الازمة قد تهدد التحالف الحكومي
التحالف اقوى و اصلب من ان ينفرط عقده لمجرد اختلافات و تنافس حول عمودية بعض المدن، و رئاسة بعض المقاطعات او بعض الجهات. الذي طفا على السطح خصوصا هو الخلاف العميق حول عمودية تطوان و الذي سمته العدالة و التنمية ابتزازا و الذي ردت عليه بشكل سريع و براغماتي شكل صفعة كبيرة للتجمع و الذي تشكل في إعلان تحالف تكتيكي مع الخصم اللدود للبيجيدي (الاصالة و المعاصرة
(يبقى موقف احزاب المعارضة اكثر إحراجا كونها سارعت و اعلنت أن أي تنسيق مع العدالة و التنمية مهما صغر حجمه خط احمر و هو ما انقلبت عليه او تناسته في خضم البحث عن حلفاء اضطراريين في بعض المدن و المواقع الذي يمكن الاشارة إليه هو ان العدالة و التنمية قد فاز بالأغلبية المطلقة في العديد من المدن الكبرى و المتوسطة و هو ما سيجعله في وضعية تفاوضية جد مريحة و ما سيجعل تفويته عمودية بعض المدن او بعض المقاطعات لحلفاءه جد قاسي نسبيا في نظر مناضليه او خيانة لناخبيه. عكس الجهات التي تبدو مسألة التحالفات فيها اكثر تعقيدا و اكثر وجودية لبعض الاحزاب، و هو ما يعني أن التشويق و الاثارة سيستمران حتى الامتار الاخيرة، و كمثال على هذا ترشح حميد شباط لرئاسة الجهة التي لم يحصل فيها حزبه على نتائج جيدة و هو ما يبين بالملموس انه يعول على تشكيل تحالف كبير لمواجهة العنصر مرشح الاغلبية
أقول إنه كان قاسيا لأن البيجيدي اضطر لتقديم تنازلات تكتيكية بدت مؤلمة لمناصريه (حالة مقاطعة حسان كمثال)، لكنها في الحقيقة كانت إشارات لطمأنة حلفاءه و لضمان دعمهم في دوائر و جهات أخرى و هو ما يبين ان التنسيق بين احزاب الاغلبية وصل درجة كبيرة من النضج و الصراحة
بخصوص حزب الأصالة و المعاصرة فيبدو أنه دبر تحالفاته بشكل ممتاز، فبغض النظر عن ما يقال من عدم احترامه لعهده بعدم التحالف مع البيجيدي، فقد ضمن الحزب بشكل كبير رئاسة 3 جهات (طنجة تطوان الحسيمة، الدار البيضاء سطات و مراكش آسفي). كما كان حاسما في تغليب كفة مرشح على آخر في العديد من الدوائر و المدن و الجهات. و هو ما يتناسب و ترتيبه الاول في الانتخابات
كما بقي موقف فيدرالية اليسار بعدم التحالف مع البيجيدي او البام غير مفهوما و يوتوبيا (خصوصا في مقاطعة اكدال حيث كان للحزب فرصة ذهبية للتسيير بناءا على النتائج الممتازة لبلافريج) و هو ما يبين أن قيادة الفيدرالية مفتقدة للتجربة و لاتدبر منطق التحالفات بواقعية
مسألة اخيرة، من شأن اعتماد التصويت العلني على مكاتب الجماعات والجهات يُربك تُجّار الانتخابات و ان يقلل من بعض الظواهر المشينة التي كانت تعرفها الانتخابات التي يشارك فيها كبار الناخبين

تنويه: قد تبدو بعض ملامح هذه القراءة متجاوزة نظرا للمد و الجزر الذي يطبع التحالفات، فقد نمسي على خبر و نصبح على نقيضه في الغد

التدين وكمالات التوجه

خليفة موضوضي
إن تحصيل التوجه الأكمل، باعتباره أس التدين السليم، ومعيار التخلق القويم، لا يتحقق بالمسالك المقالية والوعظية، بل يقتضي من المتوجه طلب هذا المعنى عند أهله المتحققين به على التمام والكمال، حيث لا مناص من طلب الوجهة الربانية أو القدوة، أي لا بد من الاقتداء.
والوجهة الربانية تشخصت في تاريخ الإنسانية في سير الأنبياء والرسل وشيوخ التربية ممن اصْطُفِي لوراثة سر الهداية والتوجيه.(﴿ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا﴾. [فاطر: 32].)
وللوجهة الربانية أو القدوة أوصاف نجملها فيما يلي:
أ. التصديق:
فلما كان الاشتغال هو المبدأ والمنتهى عند الوجهة الربانية، فإن هذه اليقظة الاشتغالية تجعل أقواله وأفعاله وأحواله متصادقة، بحيث تترابط على مقتضى التوافق والتلازم، فالفعل شاهد على صدق القول، والقول سند مؤيد للفعل، والحال يمدهما بأسباب الوصل والحياة.
ب. الاستناد:
فالمتوجه الذي بلغ الذروة والنموذجية التي تؤهله للانتصاب لتوجيه الخلق إلى الحق، لا بد وأن يكون هو قد حصل توجهه من طريق موصول السند، أي عبر الوراثة المتواصلة، متوجها عن متوجه، إلى الوجهة العظمى وسيد المتوجهين سيدنا محمد عليه أفضل صلوات الله تعالى وسلامه.
ج. الرسوخ والتمكين في الفهم والاجتهاد:
فمن جهة الفهم، تجد القدوةَ أو الوجهة الربانية قد سلك مسالك مخصوصة في فهم نصوص الشرع، بحيث تكون المدركات عنده من هذه النصوص، عبارة عن قيم عملية حية، هي أكثر قربا إلى قلب المتوجه، وأدعى إلى استشعار الأنس بربه.

وأما الاجتهاد فله صلة بما قبله، ويظهر في عدم الاكتفاء بظواهر النصوص والأشياء فقط، بل يكون النظر في هذه الظواهر والأشياء موجَّها بالتماس الحكمة أو الحِكَم المنطوية فيها، مثلما يكون موجها بمقصد استنهاض الهمة إلى التخلق بها. كما يَظهرُ هذا الاجتهاد في النظر في مآلات الأمور وأحوالها على سبيل الاجتماع، مع اعتبار المآل هو الأولَى من الحال إذا تعارضا، فقد يكون الشيء محمودا باعتبار حاله، لكن له آثارا غير محمودة على سلوك المتوجه باعتبار المآل.

الابتسامة… الصادقة… لغة التواصل بين القلوب… وصدقة… في وجه اخيك..وعلاج للنفس



 بقلم :
خليفة مزضوضي
سر ابتسامتك في وجه الاخر
للابتسامة سحر، لكن تأثير الابتسامة لا يقتصر على مُستَقْبِلها فقط، وإنما يسبقه، تأثيرها فيك أنت أولا، قبل أى إنسان، ولأهميتها حثنا الإسلام على التبسم، وجعلها فى منزلة الصدقة. أما عن ثواب الابتسامة فى الدنيا، فله شأن آخر، فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن التعبير عن انفعال ما، يمكن أن يولد لدى الشخص الإحساس بالانفعال نفسه، وهذا يعنى أنه بمقدور الإنسان أن يشعر بالسعادة بمجرد أن يبتسم. وأكد علماء النفس والاجتماع الأمريكيون أن الابتسامة سبب من أسباب النجاح والسعادة، إذ تبين أن الشخص الذى يبتسم دائمًا هو أكثر الأشخاص جاذبية وقدرة على إقناع الناس، وهو أكثرهم ثقة بنفسه. ومما لا تعلمه أنك عندما تبتسم فى وجه شخص ما، فإن موجات كهرومغناطيسية إيجابية ذات ذبذبات معينة تنطلق منك – دون أن تشعر – فى اتجاه ذلك الشخص، وتتوقف كمية تلك الموجات على طريقة تبسمك وترحيبك به، وقوة مشاعرك الداخلية ومدى تركيز نظرتك إليه، والكلمات المصاحبة لتلك الابتسامة، فإذا كان ذلك الشخص يحمل فى نفسه شيئًا ما من ناحيتك كالحقد أو البغض، فإنك بتبسمك فى وجهه بالطريقة السليمة؛ تكون قد حققت الآتى: أولا: قويت الطاقة الخاصة بك حولك، وحميت نفسك من الموجات السلبية التى يوجهها إليك – دون أن يشعر بذلك – لمجرد أنه يفكر فيك بطريقة سلبية. ثانيا: أثرت فى موجاته السلبية؛ لهذا ستقترب موجاته من موجاتك الإيجابية فتحقق الألفة والمحبة.
أى ابتسامة مشرقة كانت ترتسم على محيى النبى الرحيم ؟! ..
أى بشر وأى سرور كان يفيض من قلبه على البشر كل البشر ؟!..
تلك الابتسامة التى جعلت جرير بن عبد الله البجلى ينتبه لها ويتذكرها ويكتفى بها هدية من الرسول العظيم فيقول :ما رآ نى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم فى وجهى
فهذه الابتسامة المشرقة التى يشرق بها وجه النبى أجل عند جرير من كل الذكريات وأسمى من كل الأمنيات ..
كانت تعلو محياه تلك الابتسامة المشرقة المعبرة
فإذا قابل بها الناس أسر قلوبهم ومالت إليه نفوسهم وتهافتت عليه أرواحهم
يصف الأديب الأريب الدكتور عائض القرنى ابتسامة النبى فيقول: يبتسم عن مثل البدر فى وجه أبهى من الشمس وجبين أزهى من البدر وفم أطهر من الأقحوان وخلق أندى من الرياض وود أرق من النسيم
يمزح ولا يقول إلا حقاً فيكون مزحه على أرواح أصحابه أهنى من قطرات الماء على كبد الصادى وألطف من يد الوالد الحانى على رأس ابنه الوديع
يمازحهم فتنشط أرواحهم وتنشرح صدورهم وتنطلق أسارير وجوههم
فلا والله مايريدون الدنيا كلها فى جلسة واحدة من جلاته
ولا والله لا يرغبون فى القناطير المقنطرة من الذهب والفضة فى كلمة حانية وادعة مشرقة من كلماته
وها هو عبدالله بن الحارث يصف لنا قدوتنا فيقول :-
ما رأيتُ أحداً أكثر تبسمًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُحَدِّث حديثاً إلا تبَسَّم وكان مِن أضحك الناس وأطيَبَهم نَفسًا”.
فلماذا العبوس يا داعية الإسلام ؟؟
أتحمل هما أكبر من هم رسول الله ؟؟
ابسط وجهك وتذكر قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) رواه مسلم
وقال – صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان
وهكذا كان الصحابة رضى الله عنهم فقد قيل لعمر رضى الله عنه هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون . قال : نعم والإيمان والله اثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي .
ويقول الأستاذ محمد قطب : (( لا يكفي المال وحدة لتأليف القلوب ولا تكفي التنظيمات الاقتصادية والأوضاع المادية ، لابد أن يشملها ويغلفها ذلك الروح الشفيف ، المستمد من روح الله ، ألا وهو الحب ، الحب الذي يطلق البسمة من القلوب فينشرح لها الصدر وتنفرج القسمات فيلقي الإنسان أخاه بوجه طليق,
يقول ابن القيم في أهمية البشاشة :
(
إن الناس ينفرون من الكثيف ولو بلغ في الدين ما بلغ ، ولله ما يجلب اللطف والظرف من القلوب فليس الثقلاء بخواص الأولياء ، وما ثقل أحد على قلوب الصادقين المخلصين إلا من آفة هناك ، وإلا فهذه الطريق تكسو العبد حلاوة ولطافة وظرفا ، فترى الصادق فيها من أحبى الناس وألطفهم وقد زالت عنه ثقالة النفس وكدورة الطبع
ويقول الإمام ابن عيينه : والبشاشة مصيدة المودة ، والبر شيء هين : وجه طليق وكلام لين
ونحن نسأل: كم هو الجهد الذي تبذله والتعب الذي تعانيه لكي تبتسم في وجه أخيك؟! لا تكلفك الابتسامة مالاً تخرجه من جيبك، ولا وقتاً تضيعه من وقتك، ولا جهداً ترهق به بدنك.. ابتسامة كما يقال: لا تكلف شيئاً، ومع ذلك بعض الناس يبخلوا بها، فمن بخل بما لا خسران عليه فيه فهو أشد الناس بخلاً ولا شك، ولذلك يقول بعض الذين كتبوا في ‘علم النفس والمعاملات الإنسانية’: إن الابتسامة لا تكلف شيئاً، ولكنها تعود بالخير الكثير، إنها تغني أولئك الذين يأخذون، ولا تفقر أولئك الذين يمنحون’. فإذا لم يكن عندك مال تعطيه فأعط من بشاشة وجهك، فهذا الذي ينبغي أن يكون من الإنسان لأخيه المسلم.
فالابتسامة مفتاح كل خير ومغلاق كل شر
لها مفعولها السحرى وأثرها العجيب
ولا يمكن أن يتجاهل الابتسامة من يرغب فى كسب محبة الآخرين والتأثير عليهم وفتح مغاليق قلوبهم
يقول الصينيون فى حكمة يرددونها :- إن الرجل الذى لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغى له أن يفتح متجراً
ونحن نقول :- إن الداعية الذى لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغى له أن يمارس الدعوة قبل أن يتعلم فن الابتسامة
وفى كتابه الرائع فيض الخاطر يقول أحمد أمين: ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط بل هم كذلك أقدر على العمل وأكثر احتمالاً للمسئولية وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب والإتيان بعظائم الأمور التى تنفعهم ونفع الناس
لو خيرت بين مال كثير أو منصب خطير وبين نفس راضية باسمة لاخترت الثانية فما المال مع العبوس ؟! وما المنصب مع انقباض النفس؟!
وما كل ما فى الحيا إذا كان صاحبه ضيقاً حرجاً كأنه عائد من جنازة حبيب ؟!
وما جمال الزوجة إذا عبست وقلبت بيتها جحيما ؟!
لخير منه –ألف مرة- زوجة لم تبلغ مبلغها فى الجمال وجعلت بيتها جنة
النفس الباسمة ترى الصعاب فيلذها التغلب عليها تنظرها فتبسم وتعالجها فتبسم وتتغلب عليها فتبسم
والنفس العابسة لا ترى صعابا فتخلفها وإذا رأتها أكبرتها واستصغرت همتها بجانبها فهربت منها وقبعت فى جحرها تسب الدهر والزمان والمكان وتعللت بلو وإذا وإن
وما الدهر الذى لعنه إلا مزاجه وتربيته إنه يود النجاح فى الحياة ولا يريد أن يدفع ثمنه
غنه يرى فى كل طريق أسداً رابضاً
إنه ينتظر حتى تمطر السماء ذهباً أو تنشق الأرض عن كنز
ليس يعبَس النفس والوجه كاليأس
فإذا أردت الابتسام فحارب اليأس
إن الفرصة سانحة لك وللناس والنجاح مفتوح بابه لك وللناس
فعود عقلك تفتح الأمل وتوقع الخير فى المستقبل
فما أحوجنا إلى البسمة وطلاقة الوجه وانشراح الصدر ولطف الروح ولين الجانب
ولنا فى حبيبنا قدوة فلنسر على خطاه ..
إن انقباض الوجه والعبوس والاشمئزاز والتذمر ومرادفات هذه الكلمات مصطلحات نحذرك وننصحك بمحوها من قاموس حياتك
طلب عمال إحدى المحلات التجارية الكبرى فى باريس رفع أجورهم فرفض ذلك صاحب العمل فما كان من عماله إلا أن اتفقوا أن لا يبتسموا للزبائن كرد فعل على صاحب المحل
فكانت النتيجة أن انخفض دخل المحل فى الأسبوع الأول حوالى 60% عن متوسط دخله فى الأسابيع السابقة
فانظر أثر عبوس الوجه
وصدق الله العظيم الخبيربالنفوس حين قال
((
ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك
وما أجمل أن نختم ونحن ندندن بهذه القطعة من الفلسفة الشعبية عن الابتسامة والتى أوردها ديل كارنيجى فى كتابه
الابتسامة ..0
إنها لا تكلف شيئاً ولكنها تعود بالخير الكثير
إنها تغنى أولئك الذين يأخذون ولا تفقر أولئك الذين يمنحون !
إنها لا تستغرق أكثر من لمح البصر لكن ذكراها تبقى إلى آخر العمر !
لن تجد أحد من الغنى بحيث يستغنى عنها ولا من الفقر فى شىء وهو يملك ناصيتها ؟
إنها تشيع السعادة فى البيت وطيب الذكر فى العمل
وهى التوقيع على ميثاق المحبة بين الأصدقاء
إنها الراحة للتعب وشعاع الأمل للبائس وأجمل العزاء للمحزون
وبرغم ذلك فهى لا تشترى ولا تستجدى ولا تقترض ولا تسلب !
إنها شىء ما يكاد يؤتى ثمرته المباركة حتى يتطاير شعاعا !
فإذا ما أتاك رجالنا ليبيعوك ما تحتاج إليه وألفيتهم من التعب والإرهق بحيث عز عليهم الابتسام
فكن أخا كرم وامنحهم ابتسامة من عندك ..
فوالله إن أحوج الناس إلى الابتسامة هو الذى لم يبق له شىء من الابتسام ليهبه !

هيا يا داعية الإسلام وياصانع الحياة
يا من تريد أن تمتلك مفاتيح القلوب لتغرس فيها الخير والإيمان
لترتسم على وجهك ابتسامة مشرقة ابتسامة حقيقية تنبع من أعماق قلبك
ذلك القلب الذى امتلأ بحب الناس ففاض بشرا وسرورا
ورسم على الوجه ابتسامة
ابتسامة مشرقة .. صادقة