خليفة مزضوضي مدير أكاديمية الأنطاكي الدولية الخاصة للبحث والتدريب والابتكار والتنمية وتنمية القدرات…!!!
الشياظمة هي منطقة عربية بإقليم الصويرة في أواخر السهول الأطلسية، يحدها من الشمال قبيلة عبدة، ومن الجنوب قبائل حاحا، ومن الشرق بلاد أحمر، والحوز، ومن الغرب البحر المحيط.
جاء في مجلة “L’Année géographique“ الجزء 14 المنشورة سنة 1878م، كالتالي :
“وإقليم شياظمة، جنوب الولاية السابقة..، ويوجد بها سهول وتلال، ويسكنها تسع قبائل من العرق العربي، منتجاتها الرئيسية هي زيت الأركان وزيت الزيتون والحبوب وجلود الماعز “.
أولا : أصل التسمية
في معنى إسم {الشياظمة} يقول ابن منظور في لسان العرب: “إن لفظ (الشيظم) و (الشيظمي) يعني الطويل الجسم الفتي من الناس والخيل والإبل، والأنثى (شيظمة)، وفي هذا يقول الشاعر عنترة :
والخَيْلُ تَقْتَحِمُ الخَبارَ عَوابِساً..ما بين شَيْظَمةٍ وأَجْرَدَ شَيْظَمِ.
ثانيا : الأصول العرقية
تعد الشياظمة اتحادية قبلية تضم مجموعة من القبائل المعقلية العربية والهلالية والسباعية الإدريسية (كالمعاشات)، يقول العلامة الكانوني في كتابه أسفي ماله وما إليه : “ الشياظمة موطنهم على الضفة الجنوبية لوادي تانسيفت إلى مرسى الصويرة، وهي من العرب المضرية كقبيلة الحارث وغيرهم، وفيها من عرب بني معقل… “.
ويقول ليون الإفريقي في مؤلفه {تاريخ ووصف أفريقيا، الجزء الثالث}، النسخة الإنجليزية للأصلية : “ الشياظمة أو أولاد شياظمة قبيلة من عرب بني هلال “.
أما صاحب الاستقصا (السلاوي الناصري) فيقول : ” إن هذه المنطقة ظلت كلها قبل تعريبها لا تعرف إلا باسم ركراكة… ، أما فيما يرجع لأصل كلمة (الشياظمة) التي أصبحت علما على هذه المنطقة، فهو اسم عربي لهذه القبيلة المضرية التي جاءت إلى المغرب هي وقبيلة بني حارث وهم رهط من بني هلال ومع بعض عرب بني معقل الذين كانوا يتوافدون على هذه الناحية في العصر الموحدي… “.
وعليه من خلال ما سلف يمكن القول أن هناك إجماع حول أصول الشياظمة العرقية بأنهم عرب أقحاح، وهذا أمر مؤكد لا شك فيه تاريخيا.
ثالثا : قول المصادر الأجنبية في أصول الشياظمة
لطالما كانت بلاد عرب الشياظمة محل إهتمام العلماء والجغرافين والمؤرخين المستشرقين منذ القرن الثامن عشر ميلادي، وسنتطرق إلى بعضهم على سبيل المثال لا الحصر كالتالي :
١ – إدوارد ويسترمارك (Edward Westermarck)، وهو فيلسوف وعالم اجتماع فنلندي ولد سنة 1862م، قام بدراسة مفصلة إجتماعية عرقية على قبائل المغرب في كتابه (Ritual and Belief in Morocco)، يقول عن الشياظمة : “الشياظمة هي منطقة مابين عبدة وحاحا يستوطنها العرب“.
٢- هيوسون كلارك (Hewson Clarke)، وهو مؤرخ بريطاني ولد سنة 1787م، يتكلم لنا عن عرب الشياظمة في سياق حديثه عن الإنجليز في مدينة الصويرة قائلا : “ وكان هذا هو الحال عندما دخل عرب الشياظمة، وعلى رأسهم مشايخهم، المدينة بعد ظهر أحد أيام الجمعة بعد الصلاة..“.
3- جمعية تعزيز اكتشاف الأجزاء الداخلية من أفريقيا المعروفة باسم الرابطة الأفريقية {Association for Promoting the Discovery of the Interior Parts of Africa (AFRICA)}، أشارت في مؤلفها المنشور سنة 1805م، إلى الشياظمة بقولها : “..ويسمى هذا النهر تانسيفت، أو تانسيف؛ ينبع من جبال الأطلس، ويمر على بعد حوالي ثلاثة أميال شمال المغرب، ويصب في المحيط على بعد خمسة عشر ميلاً جنوب آسفي أو آسفي، ويقسم المقاطعتين العربيتين عبدة والشياظمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق