الجمعة، 2 أغسطس 2024

الغاية لا تبرر الوسيلة

 


خليفة مزضوضي مدير أكاديمية الأنطاكي الدولية الخاصة للبحث والتدريب والابتكار والتنمية وتنميةالقدرات….!

"المكتوب يعرف من عنوانه و بعض الأمور لا تدرك إلا بنهايتها"

في الكثير من الأحيان، يظن الناس أن الغاية تبرر وسيلة بلوغها، مهما تجاوز الفرد أو الجماعة الخطوط الحمراء لبلوغ غاية نبيلة يتطلع إليها العقل المادي أو النفس الروحانية، فحتما بلوغ هذا الهدف المنشود سيبرر كل وسائل الوصول إليه مهما بلغت درجة انحطاطها... و هذه قرائة مغلوطة لواقع لا يعترف إلا بالحقائق المرئية و المسموعة.

بعبارة أخرى، لا يمكنك استباحة أعراض الناس و حرمة بيوتهم لمحاربة الفقر و الهشاشة داخل المجتمع، لا يمكنك ممارسة الركمجة على القيم الأخلاقية و الإنسانية من أجل تحسين مستوى العيش الفردي أو الإجتماعي، لا يمكنك كسر طابوهات الموروث الثقافي الشعبي من أجل تكريس رؤية فردانية لمفهوم التحرر أو الليبرالية...

و الأكيد أنه لا يمكنك المساس بالضوابط الشرعية و العقدية لفئة من الناس تحت شعار الغاية تبرر الوسيلة.

إن قمنا بإسقاط هاته الفكرة على قضايا وطنية و قومية من المستوى الأول، فستفهم حينها أنك مخطئ تماما حين ظننت أنك ستصلي في أكناف المسجد على أنقاض الهشاشة و الدعارة و الهرج و المرج و دماء الأبرياء و أعراض النساء و السبايا.


ستدرك لاحقا أنك لم تفهم أبدا كلمة الله في الأرض و أن الغاية لم تكن يوما لتبرر وسيلة تحتقر الخلق و النسل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق