خليفة مزضوضي مدير أكاديمية الأنطاكي الدولية الخاصة للبحث والتدريب والابتكار والتنمية وتنميةالقدرات….!
تجار المعاناة أو سماسرة البؤس، هم أيضا من بني البشر! بيد أنهم وسط الصراع مع المجهول، في ظلمة الليل و الموت، لم يكن همهم سوى صناعة القهر الإجتماعي.
تجار الحروب هؤلاء، يستثمرون بشكل هستيري في معاناة الأفراد و الجماعات بغية صناعة بؤس يغذي جنون العظمة الذي طالهم منذ بضع سنين.
القهر الإجتماعي ليس فقط صراعا عموديا بين الأقليات المسيطرة و عموم الكادحين، بل قد يتخذ أحيانا منحنى أفقيا فيتجسد في نوع من التحاقن و التنافر بين أفراد الطبقات الهشة و الفقيرة.
كثيرا ما تكون أسباب الصراع في ذات المستوى الطبقي مرتبطة بالفقر و تدني مستوى الوعي ثم السخط التقليدي على الوضع المادي و الإجتماعي بشتى أشكاله و ألوانه.
يصنع هذا النوع من الصراع الأفقي واقعا من البؤس اليومي، الذي قد يعزف على أوتاره بإتقان، بعض الإنتهازيين المستفيدين بشكل مباشر من استمرار دينامية الصراع بين الأفراد و الجماعات، لمراكمة أموال إضافية خلف الكواليس.
يصعب تجاوز خدعة الصراع الإجتماعي بدون تكوين وعي طبقي كفيل بتوجيه منحنى الصراع نحو التحديات الفردية و الإجتماعية، ثم فهم طبيعة التشكيلة الطبقية للمجتمع و واقع الإستغلال الهرمي المنتشر في كل المجتمعات النامية، و الذي يمكن إدراجه بأشكال متعددة تحت إطار الفساد المالي و الإجتماعي.
تجتهد الأقليات المسيطرة في صناعة و تجديد ثقافة الإذلال و التحقير لضمان استمرارية التبعية الطبقية و منع تكوين أي شكل من أشكال المقاومة الفردية أو الإجتماعية (غيفارا نموذجا)، التي قد تمارس على هاته النخبة المزيفة نوعا من الرقابة أو المحاسبة في مرحلة متقدمة.
الأكيد أن معظم المجتمعات المتقدمة قد تجاوزت منذ سنوات هذا النوع من الصراع التقليدي، و تمكنت من إقامة حضارات محترمة تستثمر بشكل إيجابي في الفرد لصناعة مجتمع واع و منتج.
ثم تحرص على احترام خصوصيات الأفراد و تكفل كافة حقوقهم المدنية، عن طريق تنمية الوعي الفكري و الإجتماعي لدى الأفراد لفهم أكبر لمساطير الحقوق و الواجبات القانونية و الإجتماعية.
قد تكون هذه المجتمعات استوعبت منذ زمن المعنى الحقيقي للإستثمار في العنصر البشري من أجل التنمية، فسارعت لتطوير منظومة التعليم و الإقتصاد، ثم تكريس فعلي لعدالة إجتماعية تسري على الجميع بدون قيد أو شرط...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق