الأحد، 16 يوليو 2017

ماذا لو جفت الدموع ؟؟

خليفة مزضوضي
عندما تنساب الدموع من عيوننا كندي دافئ رقيق يبلل اجفاننا و يروي وجناتنا تخرج معها اقوي و انبل المشاعر فهي تنساب لتخبر الجميع عما يدور و ما يتدفق في افئدتنا و عقولنا من مشاعر و لكن قد تمنعنا انفسنا من ان تخرج دموعنا علنا امام الناس فقد يحسبها الكثير ضعفا لا قوة في المشاعر وهم لا يعلمون كم تخفف عنها هذه الدموع من آلام او تكون منفذا سهلا لسيل جارفا من العواطف التي قد لا نستطيع التعبير عنها الا بالصمت و الدموع. و كثيرا ما احسد النساء علي دموعهن فهن بطبيعتهن الرقيقة لا يستطعن التحكم بسهولة في تلك المشاعر و العواطف و لكن الرجل صعب عليه ان يظهر تلك الدموع فالكثير منا يعتبر الدموع جرحا لكرامته و ضعفا امام الناس ولكن من نكن من نحن الرجال متواريا خلف هذا الجدار الصلب من الكبرياء و القوة قد يحمل قلبا يقطر دموعا صامتة بلا صوت وبدون ان تظهر امام الناس فان كانت رقة المرأة جعلت عيناها تدمعان فقوة الرجل جعلت قلبه ينزف دموعا صامتة.
و كما ان الدموع تنساب لتخفف الم احزاننا الدفينة و تداوي جراحا قد تكون ذبلت مع الزمن لتكون اغلي من حبات الدر تنساب ايضا عندما نفرح ولكنها في ذلك الحين تتراقص في هدوء وروية و بلا صوت لتعزف علي وجهنا لحنا من الفرح الهادئ و المشاعر الرقيقة و تكون تلك الدموع الرقيقة من اعز و اجمل الذكريات فهي تنقش في قلوبنا وعقولنا تلك اللحظات الي الابد.
اما دموع الندم فهي تتدفق بغزارة وبلا هوادة لتغسل ضمائرنا من رواسب و اصداء الذنوب و الآثام التي قد نكون ارتكبناها في حق غيرنا او حق انفسنا فهي دموع غالية وصادقة ولا نستطيع ايقافها او التحكم فيها ولا تخرج الا من قلب خاشع و ضمير واعي و عين رقت من حلاوة التوبة وعقل اضاء بنور الايمان.
تلك كانت اغلي الدموع و لكن قد تخرج الدموع من بعض الناس باردة كاذبة بلا مشاعر ولا احساس لتخدع من حولها بمظهر جذاب كالنار عندما تجذب الفراشات و ما ارخص تلك الدموع التي نسميها دموع التماسيح.
و لكن ماذا لو جفت الدموع و امتنعت عن الخروج هل سنستطيع يوما ان تداوي جراح قلوبنا او نعبر عن احزاننا و آلامنا وهل سنعرف معني الفرح ؟؟
من لا يحزن لا يعرف قيمة الفرح و من لا تدمع عيناه لن يستطيع الابتسام ،فبلا دموع لن يكون للضحكات قيمة او معني و من لا يعرف الندم يصير قلبه حجرا ولن يعرف طريق الصواب. فلو جفت الدموع يوما سنصير في صحراء من المشاعر المتحجرة و ستذبل نفوسنا و تموت عطشا للمشاعر وتصير رمادا تذروه رياح الزمن بلا ذكري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق