خليفة مزضوضي
عاشرًا: الصلاة على النبي
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعد التكبيرة الثانية من صلاة الجنازة، فعن رجل من
الصحابة رضي الله تعالى عنه قال: " أنَّ السُّنَّةَ في الصَّلاةِ علَى
الجنازةِ أن يُكَبِّرَ الإمامُ، ثمَّ يقرأَ بفاتحةِ الكتابِ بعدَ التَّكبيرةِ
الأولى سرًّا في نفسِهِ ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ
ويخلصُ الدُّعاءَ للجنازةِ في التَّكبيراتِ الثَّلاثِ لا يقرأُ في شيءٍ منهنَّ ثمَّ
يسلِّمُ سرًّا في نفسِهِ حينَ ينصرفُ عن يمينِهِ والسُّنَّةُ أن يفعلَ مَن وراءَهُ
مثلَما فعلَ إمامُهُ " صححه الألباني في (أحكام الجنائز:155).
أخطاء يجب تجنبها عند كتابة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولًا:
خطأ لغوي:
من الأخطاء كتابة كلمة "صلي" عند
كتابة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصيغة الإبراهيمية،
والواجب هو حذف حرف العلة عند الدعاء لله عز وجل لأن الأفعال في هذه الحالة تُبنى
على حذف حرف العِلَّة؛ فالصحيح هو الكتابة كما يلي: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وعَلَى آلِ
إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ
وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وعَلَى آلِ
إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ" ونقول: صلِّ بالتشديد والكسر في حالة
الدعاء مع حذف حرف العِلَّة الياء.
وأما عند كتابتنا "صلَّى الله عليه وسلم" فالموضوع يختلف لأن فعل صلَّى في الماضي فإنه يبقى كما هو؛ وإعرابه: فعلٌ ماضٍ مبنيٌ على الفتح المُقدَّر على الألف منعَ من ظهوره التعذُّر، يتعذَّر أن تُلفظ فتحةً فوق الألف)، ولنُراجع كيفية كتابة لفظة "ابنِ" في الآية الكريمة في سورة التحريم: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم:11] ولذا وجب مراعاة الفرق بين الحالتين.
وأما عند كتابتنا "صلَّى الله عليه وسلم" فالموضوع يختلف لأن فعل صلَّى في الماضي فإنه يبقى كما هو؛ وإعرابه: فعلٌ ماضٍ مبنيٌ على الفتح المُقدَّر على الألف منعَ من ظهوره التعذُّر، يتعذَّر أن تُلفظ فتحةً فوق الألف)، ولنُراجع كيفية كتابة لفظة "ابنِ" في الآية الكريمة في سورة التحريم: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم:11] ولذا وجب مراعاة الفرق بين الحالتين.
ثانيًا: خطأ اختصار
الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرموز: وفي هذا الصَّدد
تتمُّ الإشارةُ من ابن الصَّلاح في كتابه علوم الحديث، المعروف بمقدمة ابن الصلاح،
في النوع الخامس والعشرين من كتابه: (في كتابة الحديث وكيفيَّة ضبط الكتاب
وتقييده)؛ فقد نوَّه عن الخير في تعظيمِ الله تعالى والثناءِ عليه جلَّ جلاله عند
ذكر اسمِه تبارك وتعالى على نحو قولِنا: اللهُ عز وجل، اللهُ تبارك وتعالى، وأيضًا
قام بالتأكيدِ على المحافظةِ على كتابةِ الصلاةِ والسلامِ على رسولِ الله صلى الله
عليه وسلم عند ذكرِ اسمِه صلى الله عليه وسلم، ونوَّه لتجنب الاختصار بالرمز أو
عدم إتمامِ صيغة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الشيخ محمد المنجد
حفظه الله تعالى: "ومن هنا نعلم أن اختصار البعض الصلاة والسلام على رسول
الله صلى الله عليه وسلم بكتابة (ص) بين قوسين، أو (ص. ل. ع. م)، يترتب عليه قلة
أدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولعمري ماذا يريد صاحبه، ماذا يريد صاحب هذا
الاختصار؟ أن يختصر الأجر، أن يذهب عليه الأجر؟" انتهى بتصرف. (التفريغ النصي
لخطبة الجمعة: الصلاة على الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم).
- ومن الأمور التي يرجى مراعاتها عند كتابة " صلى الله عليه وسلم" كتابة الجملة بدون استخدام الرسم الزخرفي، فهذا الرسم الزخرفي يظهر فيه لفظ الجلالة بحجم خط صغير مقارنة بباقي الجملة، ولتعظيم ذكر الله تعالى يرجى كتابة الجملة كاملة بدون استخدام الرسم الزخرفي، فهذا أقرب لتعظيم كتابة لفظ الجلالة. نسأل الله الكريم العظيم أن يرزقنا صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يرزقنا وأهلنا والمسلمين الثبات على الدين، والحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
الحاج خليفة مزضوضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق