الخميس، 2 نوفمبر 2017

الاسلام دين التعايش والسلام





خليفة مزضوضي
التعايش السلمي جزء من المجتمع ، فأفراد المجتمع هم نسيج واحد داخل المجتمع تجمع بينهم علاقات مشتركة ، نتاج موروث طويل من الحياة ، والترابط الرحيم بين الطرفين .
يقصد بالتعايش أن يعيش الرجـل مع الخلق ، فيسلم منهم وينصفهم عن نفسه ، فيلقي الله عز وجل ، وقد أدى إليهم حقوقهم ، وسلم بدينه بين ظهرانيهم .
يقول الدكتور التركي : ” إن المسلمين يملكون رصيدا ضخما في مجال الثقافة والقيم والعلاقات الإنسانية، والتعاون بين الأمم والشعوب، فينبغي أن يكــــون للإسلام نصيبه في بناء أي نظام عالمي جديد ، وأن يكون له مكانة في الدعوة إلى التعايش السلمي بين البشر ” ، ويقول الدكتور محمد فاروق النبهان : ” نحن نجد ملامح العولمة في القيم الإسلامية التي تدعو إلى التكافل بين الناس، والتعاون على الخير وإلغاء كل مظاهر التمييز العنصري، ومقاومة كل دعوة إلى إقليمية ضيقة أو قومية متفوقة، أو عصبية جاهلية” 
وقد اعترف الإسلام بتمام حرية الإنسان فى الإيمان بالله ، وفى تقدير الرسالة التي يؤمن بها ، وضمن له من جهة ثانية حريته فى التعامل مع أقرانه ، فحكم ببطلان كل عقد بين طرفين شاب الإكراه أحدهما ، أو أقيم على الخديعة لواحد منهما أو كليهما ؛ كما نرى ذلك فى عقد الزواج الذي هو عقد شخصي بحت إلا أننا نرى ما وصل إليه الإسلام فى تدبير الحرية الشخصية للإنسان ، فله أن يعايش الناس بأخلاقهم ، ويضمر فى جنحه الإيمان بالله ، فروى عن وهب بن منبه أنه قال له رجل: ” إني هممت بالعزلة ، فما ترى ؟ قال : لا تفعل ، بك إلى الناس حاجة ، وبالناس إليك حاجة ، ولكن كن صموتاً نطوقاً، أصم سميعاً ، أعمى بصيراً فإنه لابد للناس منك ، ولابد لك منهم .
وروى عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي قال : قال الله تبارك وتعالى : يا داود ، ما لي أراك خالياً ؟ قال : هجرت الناس فيك يا رب العالمين، قـــــال : أفلا أدلك على ما تستبي به وجوه الناس ، وتبلغ فيه رضاي ؟ قال نعم ، يارب ، قــــــال : خـــــالق الناس بأخـــــلاقهم ، واحتجن الإيمان ، فيمــا بيني وبينك ، فهذا التعايش 
قال تعالى : ” إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ” ، فلو أمروا باعتزال الناس على ما يرى منهم ، لكانت هذه مخاشنة مع الخلق وأخذا بالخناق ، فهذا باب لا يحتمله الخلق ، وتضيق العشرة وتضيع الحقوق ، وفيه تقاطع الأرحام وتباين الإخوان و تفاسد الجيران ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعاشر أصحابه والأعراب ، وسائر الخلق من الوفود ، فهذا نوع من التسامح والإخاء فى الإسلام ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ” ما بال أقوام يفعلون كذا ” . وكان السلف الصالح رضي الله عنهم يشيعون الجنائز ، وفيها النوائح والنوادب ، فلا يتركون تشييعها لباطلهم ، ويشهدون الولائم ، وفيها اللهو ، ويشهدون الأسواق بتجارتهم ، وفيها اللغو فيعوذون اللـه من شر ذلك ، وقد جاء رجل إلى سفيان بن عيينة ، فقـــــــال : إن لي أخا ، وكان والياً بالري وولى اليمن ، وهو مجتاز بى ها هنا ، أفأنزله بيتي ، وأتصرف له فى حوائجه ؟ فقال : نعم ، وتلا قوله تعالى : ” لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ”. فهذا فى الكفار ، فكيف فى المؤمنين .
إن الاستمرار فى التعايش بين الأجناس جميعها ، من أهم الأمور التي وصى بها الإسلام وانطلاقاً من ذلك تمكن المسلمون من أن يحققوا التعــــــــــــــــــايش مع أنفسهم ، ومع مخالفيهم فى الدين 
هدانا الله واياكم لما فيه خير لهدا الوطن والانسان والانسانية خاصة ،وللامة على البسيطة الارضية عامة ، واستغفرو الله في قولي فان صدقت فمن الله وان اخطات فمن الشيطان والله المستعان ، واعاننا الله على حمل الرسالة الانسانية ونشر السلام وفعل الخير بين افراد المجتمعات والاجناس مهما كانت عقيدتهم واجناسهم ابتغاء لوجه الله ،وحمل راية السلام والسلم والتعايش بين الافراد تحت لواء الانسانية تجمعنا بكل عزم ومصداقية حتى تصبح راية السلام والمحبة والتعايش رفرافة في بقاع العالم والله الموفق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق