الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

اليوم العالمي للغة العربية

خليفة مزضوضي منقول عن موقع اليونسكو
في عام 1960 اتخذت اليونسكو قراراً يقضي باستخدام اللغة العربية في المؤتمرات الإقليمية التي تُنظَّم في البلدان الناطقة بالعربية وبترجمة الوثائق والمنشورات الأساسية إلى العربية. واعتُمد في عام 1966 قرار يقضي بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو وتقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية ومن العربية إلى لغات أخرى في إطار الجلسات العامة. وفي عام 1968 تم اعتماد العربية تدريجياً لغة عمل في المنظمة مع البدء بترجمة وثائق العمل والمحاضر الحرفية وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى العربية.

واستمر الضغط الدبلوماسي العربي، والذي برز فيه المغرب بالتعاون مع بعض الدول العربية الأخرى، إلى أن تمكنوا من جعل العربية تُستعمل كلغة شفوية خلال انعقاد دورات الجمعية العامة في سبتمبر 1973، وبعد إصدار جامعة الدول العربية في دورتها الستين قرارا يقضي بجعل اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة وباقي هيئاتها، ترتب عنه صدور قرار الجمعية العامة رقم 3190 خلال الدورة 28 في ديسمبر 1973 يوصي بجعل اللغة العربية لغة رسمية للجمعية العامة وهيئاتها.أما مسألة استخدام اللغة العربية كلغة عمل في دورات المجلس التنفيذي، فأُدرجت في جدول الأعمال في عام 1974 بناءً على طلب من حكومات الجزائر، والعراق ، والجماهيرية العربية الليبية ، والكويت، والمملكة العربية السعودية، واليمن، وتونس، وجمهورية مصر العربية، ولبنان.

وفي أكتوبر 2012 عند انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لليونسكو تقرر تكريس يوم 18 ديسمبر يوما عالميا للغة العربية، واحتلفت اليونيسكو في تلك السنة للمرة الأولى بهذا اليوم. وفي 23 أكتوبر 2013 قررت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو، اعتماد اليوم العالمي للغة العربية كأحد العناصر الأساسية في برنامج عملها لكل سنة.

الخميس، 14 ديسمبر 2017

"قل: آمنت بالله، ثمّ استقم".

خليفة مزضوضي
الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه محمد بن عبد الله وآله وصحبه ومن والاه ، وبعد:
روى الإمام مسلم في صحيحه عن سفيان بن عبد الله الثّقفيّ قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك، قال صلى الله عليه وسلم: "قل: آمنت بالله، ثمّ استقم".
الاستقامة كلمة جامعة، تأخذ بمجامع الدّين والدّنيا، وتتحقّق بها معالي الأمور، وأعلى الدّرجات والأجور، وبها يكمل الإيمان، ويضمن الأمن يوم البعث والنّشور، وتعمّ الخيرات والبركات، ويسعد الأفراد والمجتمعات، إنّها خصلة من أعظم خصال السّائرين إلى الله تعالى، وأجلّ مدارج السّالكين بين منازل إيّاك نعبد وإيّاك نستعين، ينال المرء بها الكرامات، ويصل إلى أعلى المقامات، ويعيش برد اليقين، ويحوز على مرضاة ربّ العالمين.
إنّها اتّباع الدّين القويم بفعل الطّاعات واجتناب المحرّمات، ولزوم الصّراط المستقيم برعاية حدّ الوسط في كلّ أمر من أمور الحياة، والقيام بين يدي الله بما أمر، والالتزام بالصّدق في القول والعمل، والوفاء بكلّ المواثيق والعهود، فالإسلام إيمان بالله وحده دون سواه، ثمّ استقامة على منهج الله وشرعه من غير تغيير أو تبديل أو تقصير؛ على حدّ قول الحقّ سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأحقاف:13-14).
قال أبو بكر الصّدّيق -رضي الله عنه-: لم يشركوا بالله شيئا، ولم يلتفتوا إلى إله غيره، ثمّ استقاموا على أنّ الله ربّهم. ويقول الحسن البصريّ -رحمه الله-: استقاموا على أمر الله، فعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته. ويقول عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-: الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنّهي، ولا تروغ روغان الثّعلب. يريد بذلك أنّ المستقيمين يلتزمون بالاستقامة دائما في جميع أحوالهم وأوقاتهم وليس وقتا دون وقت؛ ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيميّة -رحمه الله-: أعظم الكرامة لزوم الاستقامة.
وأصحاب الاستقامة جمعوا بين أصلي الكمال في الإسلام: الإيمان بالله تعالى، والاستقامة على ذلك، فالإيمان كمال في القلب بمعرفة الحقّ والسّير عليه، معرفة بمقام الرّبوبيّة والألوهيّة، معرفة بالله تعالى ربّا حكيما، وإلها مدبّرا، معظّما في أمره ونهيه، قد عمرت قلوبهم بخوفه ومراقبته، وامتلأت نفوسهم خشية وإجلالا، ومهابة ومحبّة، وتوكّلا ورجاء، وإنابة ودعاء، أخلصوا لله في القصد والإرادة، ونبذوا الشّرك كلّه، وتبرّؤوا من التّعلّق بغير الله ربّهم، ثمّ استقاموا على ذلك، دون تفريط أو إفراط، فإذا تمكّن ذلك من العبد ظهر في سلوكه طمأنينة في النّفس، ورقّة في القلب، وقرب من الرّبّ -سبحانه وتعالى-.
سئل الصّدّيق -رضي الله عنه- عن الاستقامة فقال: أن لاّ تشرك بالله شيئا. يريد: الاستقامة على محض التّوحيد والإيمان. وقال بعض السّلف: ما أمر الله تعالى بأمر إلاّ وللشّيطان فيه نزعتان: إمّا إلى تفريط، وإمّا إلى مجاوزة وهي الإفراط، ولا يبالي بأيّهما ظفر زيادة أو نقصان.
أيّها المسلمون: بالاستقامة يجد المسلم حلاوة الإيمان، وطمأنينة القلب، وراحة النّفس والبال؛ {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (الزمر:22)، {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام:122).
وما أجمل الاستقامة على العمل الصّالح، والتّوبة والإنابة، والازدياد من الباقيات الصّالحات! وما أعظمها حين تكون بعد الطّاعة! فهذه حال المؤمن الصّادق في إيمانه، الذي لا يغترّ بما قدّم من عمل، ولا يركن إلاّ إلى رحمة الله تعالى وفضله؛ لأنّه يعلم أنّ عمله في جنب معاصيه وغفلته عن الله تعالى قليل، وأنّه مهما عمل في جنب نعم الله عليه وفضله وإحسانه وستره فلن يوفّي ذلك كلّه بعض حقّه، وأنّ الله تعالى إنّما يتقبّل من المتّقين؛ { إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} (المؤمنون:57-61).
وفي الصّحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله قال صلى الله عليه وسلم: "لن ينجّي أحدا منكم عمله"، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: "ولا أنا، إلاّ أن يتغمّدني الله برحمة منه وفضل، فسدّدوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدّلجة، والقصد القصد تبلغوا"؛ ولأجل هذا فقد أرشد النبيّ الكريم –صلى الله عليه وسلم- أمّته بقوله: "استقيموا ولن تحصوا" (رواه مسلم)، وبقوله –صلى الله عليه وسلم-: "سدّدوا وقاربوا" (متفق عليه). والسّداد هو حقيقة الاستقامة، وهو الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد؛ وأعظم من ذلك وأجلّ قول الحقّ تعالى: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ} (فصلت من الآية:6). وهو توجيه إلهيّ كريم لجبر ما قد يحصل من ضعف بشريّ، وقصور إنسانيّ.
لقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام -رضي الله عنهم- بالاستقامة، وهو صفوة الخلق، وهم أفضل الأمّة، قال سبحانه: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} (هود:112-113). قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: ما أنزل على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في جميع القرآن آية كانت أشدّ ولا أشقّ عليه من هذه الآية. وعن الحسن قال: لمّا أنزلت هذه الآية شمّر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- للعبادة، فما رئي ضاحكا، وقال لأصحابه حين أسرع إليه الشّيب: "شيّبتني هود وأخواتها"، يعني قوله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}".
ولقد كان المصطفى –صلى الله عليه وسلم- قرآنا يمشي على الأرض؛ تقول عائشة -رضي الله عنها- حين سئلت عن خلقه –صلى الله عليه وسلم-: كان خلقه القرآن، أما تقرأ القرآن: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4)؟! (رواه أحمد). وكان أكثر دعائه –صلى الله عليه وسلم-: "يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك" (رواه أحمد والترمذيّ وحسّنه).
وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: خطّ لنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- خطّا، ثمّ قال: "هذا سبيل الله"، ثمّ خطّ خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثمّ قال: "هذه سبل (متفرّقة)على كلّ سبيل منها شيطان يدعو إليه"، ثمّ قرأ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام:153). (رواه أحمد والدّارميّ والحاكم بإسناد صحيح).
وهذه السّبل التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم على كلّ واحد منها شيطان يدعو إليه من شياطين الجنّ والإنس، وما أكثرهم في هذا الزّمان! الذين يدعون إلى مخالفة صراط الله المستقيم بكلّ وسيلة، ويزيّنون الابتعاد عنه بكلّ طريقة، يدعون إلى الطّرق المنحرفة، والسّبل الملتوية، وهؤلاء كلّهم دعاة على أبواب جهنّم، من أجابهم قذفوه فيها، والنّار حفّت بالشّهوات، وما أكثر من يستجيب لهم من ضعاف الإيمان!.
لكنّ المسلم المستقيم على أمر الله تعالى لا يأبه بهم، ولا يركن إليهم، ولا يستجيب لهم، بل يتّبع أمر الله ورسوله، ويحكّمهما في جميع أموره، ويتمسّك بكتاب الله تعالى وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويعضّ عليهما بالنّواجذ في زمن الشّهوات والشّبهات، فيصلح حين يفسد النّاس، ويصلح ما أفسد الناس، ويقبض على الجمر حين يتذرّع النّاس بالشّهوات والمغريات؛ حينها تعظم الاستقامة أجرا وتسمو قدرا.
وقد صحّ عند التّرمذيّ من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي على النّاس زمان الصّابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر"، وروى مسلم في صحيحه عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحقّ لا يضرّهم من خذلهم حتّى يأتي أمر الله وهم كذلك"، وعن تميم الدّاريّ -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ اللّيل والنّهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلاّ أدخله الله هذا الدّين بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل؛ عزّا يعزّ الله به الإسلام، وذلاّ يذلّ الله به الكفر". (رواه أحمد).
إنّ الاستقامة على دين الله تعالى ثبات ورجولة، وانتصار وفوز في معركةٍ بين الطّاعات وبين الأهواء والرّغبات والشّهوات، ولذلك استحقّ الذين استقاموا أن تتنزّل عليهم الملائكة في الحياة الدّنيا؛ لتطرد عنهم الخوف والحزن، وتبشّرهم بالجنّة، ويعلنوا وقوفهم إلى جانبهم في الدّنيا والآخرة، {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} (فصلت:30-32).
ثمّ اعلموا -رحمكم الله- أنّ الاستقامة منزلة شاقّة تحتاج النّفس معها إلى المراقبة والملاحظة والأطر على الحقّ والعدل، والبعد عن الهوى والمجاوزة والطّغيان، فالكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمّنى على الله الأمانيّ.
ومدار الاستقامة في الدّين على أمرين عظيمين هما: حفظ القلب ، وحفظ اللّسان، فمتى استقاما استقامت سائر الأعضاء، وصلح الإنسان في سلوكه وحركاته وسكناته، ومتى اعوجّا وفسدا فسد الإنسان وضلّت أعضاؤه جميعا، وفي الصّحيحين أنّه صلى الله عليه وسلم قال: "ألا وإنّ في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه؛ ألا وهي القلب"، وعند الإمام أحمد من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه، ولا يدخل رجل الجنّة لا يأمن جاره بوائقه".

إنّ الاستقامة على منهج الله ليست أمرا محالا، ولا أمنية وادّعاء ،ولا رهبانيّة مبتدعة كما يتوهّمه بعض النّاس، ولكنّها استقامة على الأمر بالامتثال، وعلى النّهي بالاجتناب، فقد روى البخاريّ ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ أعرابيّا أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: دلّني على عمل إذا عملته دخلت الجنّة. قال: "تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة المكتوبة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، وتصوم رمضان". قال: والّذي نفسي بيده، لا أزيد على هذا، فلمّا ولّى قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا".
إنّ الاستقامة الحقّة -عباد الله- هي سلوك طريق أهل السّنّة والجماعة، طريق الطّائفة المنصورة والفرقة النّاجية، أهل العقيدة الصّافية، والمنهج السّليم، أتباع السّنّة والدّليل، والتّميّز عن أعداء الله، ومفارقة أهل الباطل، ومجانبة أهل الأهواء والبدع والشّهوات؛ روى التّرمذيّ بسند صحيح أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ بني إسرائيل تفرّقت على ثنتين وسبعين ملّة، وتفترق أمّتي على ثلاث وسبعين ملّة، كلّهم في النّار إلاّ ملّة واحدة"، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي".
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الاستقامة وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه وهو تعالى راض عنا، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

الاحترام اساس الصداقة الناجحة

خليفة مزضوضي .
الصداقة تكاد تكون العلاقة الوحيدة التى لا تقوم على الحسابات أو المصالح وإنما تعتمد فقط على الصدق والإخلاص، لذلك انتشرت المقولة الشهيرة "رب أخ لم تلده أمك".. من هنا لابد وأن نعرف أن الصديق هو من أهم الشخصيات فى حياتنا، لذلك علينا أن نبذل بعض الجهد للعناية والحفاظ على واحد لا يمكن تعويضه أبدا:


_ لابد من التعامل بمرونة قدر المستطاع مع الصديق، لأن عادة الأصدقاء أن يتعاملوا بقدر من التحرر مع بعضهم البعض فيتخلصون من القيود والحسابات فى تصرفاتهم.
_ عامل صديقك كما تحب أن يعاملك فضع نفسك مكانه مع كل تصرف تقدم عليه.
_ الاحترام هو أساس التعامل مع الصديق مهما كانت العلاقة وطيدة.
_ التسامح مطلوب دائما بين الأصدقاء مادامت النوايا سليمة، كما أن أى إنسان ممكن أن يخطئ، وبالتالى يستحق السماح.
_ حسن النية هو الأساس فى التعامل، خاصة أن تلك العلاقة ليس وراءها أية أهداف أو مصالح، كما أننا لا يمكن أن نرى الحقيقة كاملة.
_ احفظ سر صديقك وكأنه سرك الشخصى، ولا تطلع أحدا عليه سواء أكان أخا أو أبا أو زوجة تلك هى الأمانة التى ينتظرها منك صديقك، وهو بالتأكيد أيضا حافظ سرك الذى لا تبوح به لأحد غيره.
_ يجب أن تتحمل صديقك فى وقت الضيق أو المرور بأزمة وهو سرعان ما سيعود إلى حالته الطبيعية ويقدر لك موقفك.
_ الاعتذار واجب بين الأصدقاء، فاعتذر لصديقك إذا أخطأت أو تجاوزت، فالخطأ صفة بشرية، والاعتذار لا يقلل من شأنك شىء بقدر ما يدل على حرصك على شخص مهم فى حياتك.
_ العتاب هو الأسلوب الأمثل لحل أى خلاف يجد بين الأصدقاء وليس الشجار أو الخصام.
_ إذا غاب عنك صديقك على غير العادة فسأل عنه ربما يكون فى حاجة إليك أو منعته بعض الضغوط عن الانتباه للسؤال عنك.
_ المادة ليست أساس العلاقة بين الأصدقاء، لكن إذا قدم لك هدية أقبلها منه ولا تعامله بصورة رسمية، وإنما كن ودودا وأشكره ممتنا.
_ إذا قمت بزيارة أحد أصدقاءك فاحفظ حرمة بيته وأهله ولا تنقل أى مما ترى أو تسمع خارج جدران هذا البيت، كذلك حافظ على النظام الخاص بالمكان ولا تثير الشغب أو تثقل على الأسرة بكثرة الطلبات.
_ عامل والد ووالدة صديقك كأنهما أهلك فاحترمهما وقدم لهما يد العون فى أى ظرف يحتاجانك فيه خاصة فى حالة غياب الابن.
_ تذكر أخيرا أن الصديق الحقيقى هو الذى يشجعك على السلوك السليم وينهاك عن الانزلاق فى الخطأ، حرصا عليك فانتق الصديق الصالح الذى يفرح لفرحك، ويأخذ بيدك للأمام لا الذى ينافقك أو يحطم من عزيمتك.

الخميس، 23 نوفمبر 2017

الرسالة الخالدة لنبي الرحمة

خليفة مزضوضي
محمّدٌ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو خاتم الأنبياء ، وبه اختتم الدين ، فكانت رسالته هي آخر الرسالات ،وشريعته هي خلاصة الشرائع ، ومنهاجه الذي أتى به من عند الله عزّ وجلّ هو المنهاج الكامل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

نعَم إنّ رسالة الإسلام هي أتمّ الرسالات ، وتتميّز بأنها الرسالة الخالدة التي لا يأتيها التحريف ولا التبديل ولا التغيير ، نعَم إنّ الله حفظها ؛ لِحفظه جلّ جلاله للقرآن الكريم ( إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا لهُ لحافظون)

وقد كانت هذه الرسالة من الله عزّ وجلّ إلى رسوله ونبيّه صلّى الله عليه وسلّم ؛ لتكون للعالمين رسالةً خالدةً إلى قيام الساعة ، فكان حملُ هذه الرسالة من محمّد رسول الله إلى الخلق أجمعين ، فتحمّل صلّى الله عليه وسلّم كلّ الأذى في سبيل توصيل وتبليغ دعوته إلى العالمين ، والحمد لله فقد وصلنا الدين ووصلتنا الرسالة عن طريق الأجيال التي حملت لواء الدين والحقّ حتّى أضحت بين أيدينا ونسأل الله أن يجعلنا من يتوفّاهم وهم على الحقّ.

لا شكّ أنّ الله نصَرَ نبيّه وآزره ، وأيّده بالمدد والعون ، وهذا نصر الله تعالى وتمكينه جلّ جلاله لنبيّه المصطفى والمجتبى ، ولكن كيف يكون نصرُنا نحنُ لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ؟
. يكون نصرنا لنبيّه صلى الله عليه وسلّم حين نتبّع سنته ونقتفي أثره ، ونكون من السائرين على منهجه ومن الدّاعين إلى سنّته.
نعَم يكونُ نصرنا له بنصرِ دعوته ، وفي تبليغ الرسالة التي أصبحنا الآن مسئولين عن تبليغها للعالمين.
يكون نصرنا بأن لا نجعّل للكافرين على المؤمنين سبيلا ، تكون نصرتنا له حين نربّي أبنائنا على محبّته وعلى سيرته.
يكون نصرنا له حين نحفظ كلام ربّنا ، ونسمع حديث رسولنا صلّى الله عليه وسلّم ونرويه عنه.
يكون نصرنا حينَ لا نرضى بأن يُسبَّ صلّى الله عليه وسلم أو يتكلّم أحدٌ فيه أو في زوجاته أو بناته أو حتّى أصحابه ، يكون نصرنا له صلّى الله عليه وسلّم حينَ نُحبّ أبا بكر وعمر وعثمان وعليّ ومن مات صلّى الله عليه وسلّم وهو راضٍ عنهم.
تكون نصرتنا لنبيّنا وحبيبنا صلّى الله عليه وسلّم حين نفهم وندرس سيرتَه ، ونطّبقها واقعاً نعيشه في حياتنا ، نعَم إذا كُنَا نحبّه صلّى الله عليه وسلّّم فعلينا أن نمشي على هُداه ونقتدي به تمام الإقتداء فعندها يكون النصر وتكون لنا العزّة والكرامة

السبت، 18 نوفمبر 2017

من هو النبي محمد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) ؟ الحلقة1

ج,خليفة مزضوضي

من هو النبي محمد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) ؟

مع اقتراب دكرى مولد سيد البرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فلاباس ان نستحظر نبدة عن شخصية الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم 
فيما يلي نذكر بعض المعلومات الخاطفة حول النبي محمد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) :
إسمه و نسبه : محمّد بن عبد الله ، بن عبد المطلب ، بن هاشم ، بن عبد مناف ، بن قصي ، بن كلاب ، بن مرّة ، بن لؤي ، بن غالب ، بن فهر ، بن مالك ، بن النضر ، بن كنانة ، بن خزيمة ، بن مدركة ، بن إلياس ، بن مضر ، بن نزار ، بن معد ، بن عدنان .
و قد رُوِيَ عَنْ رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) أنهُ قال : " إِذَا بَلَغَ نَسَبِي إِلَى عَدْنَانَ فَأَمْسِكُوا " .
أشهر ألقابه : أحمد ، الأمين ، المصطفى ، السراج المنير ، البشير النذير .
كنيته : أبو القاسم .
أبوه : عبد الله ، و قد مات و النبي ( صلى الله عليه و آله ) حمل في بطن أمه ، و قيل : مات و له من العمر سنتان و أربعة أشهر .
أمّه : آمنة بنت وهب بن عبد مناف ، و قد ماتت و عمره ( صلى الله عليه و آله ) ثمان سنوات .
ولادته : يوم الجمعة ، الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل ، و بعد ( 55 ) يوما من هلاك أصحاب الفيل ( عام 570 أو 571 ميلادي ) ، و في أيام سلطنة انو شيروان ملك الفرس .
محل ولادته : مكة المكرمة .
مدة عمره : 62 سنة و 11 شهرا و 11 يوما .
بعثته : بُعث ( صلى الله عليه و آله ) نبيّاً في سنّ الأربعين ، أي في 27 شهر رجب عام ( 610 ) للميلاد .
مدة نبوته : 22 سنة و 7 اشهر و 3 أيام ، قضى 13 سنة منها في مكة المكرمة و 9 سنوات و أشهر في المدينة المنورة .
هجرته : خرج ( صلى الله عليه و آله ) من مكة المكرمة مهاجراً إلى المدينة المنورة في الليلة الأولى من شهر ربيع الأول و دخل المدينة المنورة في 12 من الشهر نفسه .
نقش خاتمه : محمّد رسول الله .
زوجاته : خديجة بنت خويلد ، سُودة بنت زمعة ، عائشة بنت أبي بكر ، حفصة بنت عمر ، زينب بنت خزيمة ، أم سلمة بنت أبو أمية المخزومي ، جويرية بنت الحارث ، أم حبيبة بنت أبي سفيان ، صفية بنت حي بن أخطب ، ميمونة بنت الحارث ، زينب بنت جحش ، خولة بنت حكيم .
وفاته : يوم الاثنين 28 من شهر صفر سنة 11 بعد الهجرة .

الأربعاء، 15 نوفمبر 2017

المهرجان العالمي للرحالة ابن بطوطة تحت شعار : الرحالة سفراء السلام

خليفة مزضوضي
أعلنت الجمعية المغربية  لابن بطوطة يوم 12 نونبر 2017  بطنجة عن انتهاء فعاليات المهرجان الدولي ابن بطوطة في نسخته الثانية و الذي امتدت فعالياته على مدى اربعة ايام   .و قد عرف المهرجان مشاركة العديد من الوفود من مختلف  البلدان وتضمن انشطة ثقافية  وفنية متنوعة.وقد توجت الدورة الحالية بإصدار "نداء طنجة" الموقع من طرف العديد  من  الشخصيات والفعاليات من مختلف الحساسيات الفكرية والثقافية والذي يؤكد على نشر ثقافة التسامح والتعايش والايمان بالاختلاف والتعدد و قد عرف المهرجان هذه السنة مشاركة مجموعة من الفنانين و المثقفين و المبدعين و رجال أعمال من كل بقاع العالم قدموا خلاله  اعمالهم الفنية و الثقافية و الابداعية حيث تفاعلت معها ساكنة طنجة ضيوف المهرجان من كل بقاع العالم  بشكل ايجابي. 
و اذ تعلن جمعية ابن بطوطة عن النجاح الكبير الذي عرفته هذه  النسخة التي اختير  لها شعار "الرحالة سفراء السلام " بفعل المجهودات الجبارة لاعضاء الجمعية  و داعميها و كذا المتطوعين على اختلاف مستوياتهم فإنها تهيب بكل الجهات بمدينة طنجة الترويج للمدينة كوجهة سياحية و ثقافية  و الانخراط   في دعم مثل هذه المشاريع الثقافية التي تتوخى احياء و استثمار الثراث اللامادي للمملكة  كرافعة اساسية للتنمية تماشيا مع ما ورد في خطاب صاحب الجلالة في الذكرى 15 لعيد العرش المجيد.
كما تهيب بالمجتمع المدني المشاركة ضمن البرامج التطوعية لما لها من آثار ايجابية في تكوين شخصية المتطوع على القيم الانسانية النبيلة .
 ان الجمعية المغربية  لابن بطوطة تؤكد على انها ستعمل مستقبلا  على تنظيم المهرجان في مجموعة من المدن المغربية و العالمية و خاصة بالقارة الافريقية  على اعتبار ان شخصية ابن بطوطة و رحلته الشهيرة  ملكا للإنسانية جمعاء 
و في ما يلي  اهم التوصيات التي اقرتها اللجنة المنظمة للمهرجان :
1 -  انشاء قافلة الى مجموعة من العواصم العالمية و بالأخص العواصم الافريقية للتعريف بالموروث الثقافي المغربي و إبراز الرأسمال اللامادي المغربي و الترويج للمغرب كوجهة سياحية عالمية .
2 -   توقيع اتفاقيات شراكة في افق نشر قيم السلام و التسامح و ترسيخ المبادئ الكونية  .
3-  التأكيد ان مسؤولية المجتمع المدني اضحت لازمة في دعم و تفعيل الدبلوماسية الشعبية الموازية .
و في الأخير تؤكد الجمعية انها ستعمل على :
1 -  طبع  أعمال المهرجان في عدد خاص .
  2 - جمع الوثائق و المخطوطات و كل ما يتعلق بابن بطوطة في افق تأسيس متحف خاص بالرحالة المغربي.
  3  - تأسيس مركز دراسات خاص بالتسامح والسلام .

الأحد، 12 نوفمبر 2017

رسالة سلام الى اطفال العالم

خليفة مزضوضي
احييكم بتحية الاسلام
يااطفال العالم
احييكم بلغة الامن والامان
يااطفال العالم
احييكم بلغة السلام
الى كل طفل في ربوع العالم ، اخاطبكم بلغتي العربية من ارض المغرب السلمية
اخاطبك ان كنت فقيرا او ثريا سلام لك من اهل السلام وصناع السلام
اخاطب ان  كنت اسيرا او لاجئا او مؤمنا في بلد  .. 
اخاطبك بلغة المحبة والتاخي واقول لكم كفانا حروبا 
كفانا قتلى ,,,,,,كفانا جرحى ,,,,,كفانا 
كفانا دفن الموتى الابرياء ظلما وعدوانا 
مهما كانت جنسيتك 
مهما كانت عقيدتك 
اريك ان تعيش بسلام 
وفي حب ووئام 
نحن اخوة ، لاتفرقنا لون البشرة ،،، ولا تفرقنا العقيدة ،،،، فنحن تجمعنا الانسانية ،، يااطفال العالم انتم رمز المستقبل عيشوا بسلام ومن حقكم السلام ,,,  ومن حقكم ان تنعموا بالسلام ,,,, انتم طفولة البرائة ,,,, 
يااطفال العالم : انتم هبة الله ، انتم نعمة الله 
لنشمر عن ساعدينا ونحمل شعار الحرب ضد الجهل والمرض والفقر 
لنحمل شعار السلام ضد الحروب والدمار يااطفال العالم 
لنحمل شعار السلام من اجل انقاد الارض من التلوث واسلحة الدمار 
.. فلنحافظ على وجودنا بالمحبّة في هذا الكون .. ولنحمي أمّنا الأرض الغالية من الدّمار والحروب .. لتكون واحة خير وسلام .. يا أطفال العالم لتكون القنابل رسائل ثقافة وعلم وحضارة .. ولتكون الحروب موجّهة ضدّ الجهل والمرض والفقر .. وأن نطلق الصّواريخ في الفضاء لنكتشف أسراره الجميلة .. بدل أن نقتل بها النّاس الأبرياء .. يا أطفال العالم إنّ الأرض اليوم مرهقة بالتّلوّث وأسلحة الدّمار .. فناشدوا معي العالم لوقف الأزمات والمآسي التي حلّت بالبشر .. ثمّ كفى ظلما وقتلا وتشريدا للنّاس المساكين .. يا أطفال العالم لنجعل العلم والتّقنية إفادة للبشر وليس لهلاكهم .. ولنجعل من التّضامن للتّعاون بيننا لنكون سعداء وننتصر جميعا على الحروب .
فهيّا معا يدا واحدة يا أطفال العالم نتحدّى الصّعاب ونهزم المشاكل وننشد بصوت عال عال : السّلم والسّلام .. السّلم والسّلام .. السّلم والسّلام 

الاثنين، 6 نوفمبر 2017

المسيرة الخضراء : مسيرة التحرير والسلام

خليفة مزضوضي
بمناسبة الذكرى 42 للمسيرة الخضراء المظفرة،يتقدم خادم الاعتاب الشريفة خليفة مزضوضي إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده،والى ولي العهد المحبوب صاحب السمو الأمير مولاي الحسن وصنوكم الأمجد صاحب السمو الأمير مولاي رشيد بالله وكافة الأسرة الملكية الشريفة انه سميع عليم . 
هذا الحدث التاريخي الذي يدل على ان الاسلام دين السلام،وهذه المسيرة الشعبية هي فعلا مفخرة للمسلمين والمغاربة،جميعا حيث كان السلاح الوحيد فيها هو القران الكريم الذي حمله 350000 مغربي و بنصر الله و تاييده استطاعوا تحرير الصحراء من ايدي الاسبان .
و بهذه المناسبة نتمنى من الجميع الدعاء لاخواننا المغاربة المحتجزين في تندوف من طرف المنظمة الغرهابية "البوليزاريو" التابعة للمخابرات العسكرية الجزائرية، ان يفك الله اسرهم و يرجعهم سالمين لاهلهم.
فاليوم السادس من نونبر هو الذكرى الثاني والاربعين على مرور المسيرة الخضراء المظفرة.
المسيرة التي تم على اثرها استرجاع الأقاليم الصحراوية المغربية من يد المستعمر الإسباني.
المسيرة السلمية التي تسلح فيها المتطوعون بالمصحف الشريف و العزيمة والعلم المغربي.
وتمكنوا بفضل الله عز وجل وبفضل العزيمة وروح المواطنه
من طرد اخر جندي اسباني من الرمال المغربية .
وأعطيت إشارة انطلاق المسيرة الخضراء من قبل المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه،في 6 نونبر 1975، للتعبير عن مدى تعلق الشعب المغربي باستكمال وحدته الترابية.
وقد بلغ عدد المغاربة الذين شاركوا في المسيرة الخضراء 350,000 مواطن ومواطنة
وهذا العدد اختاره الملك الراحل الحسن الثاني ملك المغرب بعناية
فهو يساوي عدد الولادات بالمغرب في تلك الفترة!
في الحقيقة لم يكن الأمر صعبا على الملك لإقناع كل تلك الحشود للذهاب للصحراء
فالعلاقة الوطيدة بين العرش والشعب و الحب والاحترام اللذان يتمتع بهما لدى
أفراد الشعب جعلا الأمر وكأنه بديهي ومفروغ منه و ماكان لقائد آخر أن يتمكن
من جمع ذلك العدد بسهولة إلا أن تكون له منزلة رفيعة في قلوب شعبه
و يحظى بحظ كبير من الحب والإحترام .
وفي 5 نوفمبر، وجه ملك المغرب، من قصر البلدية بأجدير،خطاباً للشعب المغربي أعلن فيه عن انطلاق المسيرة.وبدأت المسيرة في 6 نوفمبر 1975 من طرفاية،وشارك فيها ثلاثمائة وخمسون ألفاً من المغاربة ، إضافة إلى مشاركة كل من سفراء المملكة العربية السعودية، والأردن، وقطر، والإمارات، وسلطنة عمان،
والسودان، والجابون، ووفد من السنغال، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
لقد تسلح المتطوعون في المسيرة بالقرآن، ولم يُحمل خلالها أي سلاح تأكيداً على أنها مسيرة سلمية، وانطلقت المسيرة بقدر كبير من الانتظام والدقة ،وعبرت المسيرة الخضراء حدود الصحراء، تحت ردود فعل عالمية وإقليمية متباينة.
أما أسبانيا فقد عارضت المسيرة، وطلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن لمواجهة هذه المسيرة!،
كما أعلنت بهتانا وكذبا من خلال مندوبها في مجلس الأمن،
أن المسيرة الخضراء ليست مسيرة سلمية!، بل هي زحف عسكري مسلح،ولذلك فقد حركت أسطولها البحري إلى المياه الإقليمية المغربية؛لإجبار المغرب العدول عن تنفيذ المسيرة، كما أعلنت أنها قامت بإعداد حقول ألغام في الصحراء الغربية!. وقد أثار هذا التصرف الأسباني ردود فعل عالمية،وأدى نجاح المسيرة الخضراء، على المستوى الشعبي والإقليمي والعالمي،إلى إعادة التوازن في الموقف الأسباني تجاه المشكلة،فبعد أن توغلت المسيرة لمسافة 15 كم داخل إقليم الصحراء المغربية،بدأت الاتصالات بين أسبانيا والمغرب، ظهر خلالها تغير واضح في الموقف الأسباني،ولذلك أصدر العاهل المغربي أوامره بعودة المتطوعين في المسيرة إلى طرفاية مؤقتاً، حتى يتم التوصل إلى حل سلمي للمشكلة.ومنذ ذلك الحين والسادس من نونبر يعتبر عيدا وطنيا يحتفل به المغاربة قاطبة لتمجيد تلك الذكرى الوطنية المجيدة .
وبهذه المناسبة الغالية على جميع المغاربة،أعلن بلاغ لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس سيوجه مساء اليوم الجمعة خطابا ساميا إلى الأمة، بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء.وفي ما يلي نص البلاغ :
" تعلن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، أنه بمناسبة حلول الذكرى الثاني والاربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، سيوجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، خطابا ساميا إلى شعبه الوفي.
وسيبث الخطاب الملكي على أمواج الإذاعة وشاشة التلفزة في الساعة الثامنة والنصف من مساء يومه الاثنين 06   نونبر 2017 م".
ويتزامن احتفال الشعب المغربي  بالذكرى ال`42 للمسيرة الخضراء ،مع الدينامية الجديدة لتسوية قضية الصحراء، التي أذكاها مقترح المغرب تخويل الأقاليم الجنوبية للمملكة حكما ذاتيا موسعا تحت السيادة المغربية، وذلك تجسيدا لإرادة المملكة وعزمها الراسخ من أجل استكمال وتثبيت وصيانة وحدتها الترابية.
الذكرى ال`42 للمسيرة الخضراء.. دينامية جديدة لتسوية قضية الصحراء أذكتها المبادرة المغربية للحكم الذاتي
ويستعيد المغاربة ذاكرة المسيرة التي وصلوا بها رحمهم مع جزء من بلادهم في ظل تطورات جديدة لملف الصحراء على الصعيدين الوطني والدولي، عنوانها إجماع داخلي وتزايد للتأييد الدولي لمشروع الحكم الذاتي، الذي اقترحه المغرب كشكل ديمقراطي راقي وحضاري، لإخراج قضية الصحراء من النفق الذي ظلت تتردى فيه لمدة تزيد عن ثلاثة عقود.
لقد أظهرت المسيرة الخضراء للعالم بأسره مدى عبقرية ملك مجاهد وشهامة شعب أبي وتصميم كافة المغاربة على استكمال استقلالهم وتحقيق وحدتهم الترابية، إلى أن عاد الحق إلى أصحابه وتحقق لقاء أبناء الوطن الواحد.
وبعد تنظيم المسيرة الخضراء السلمية، استمرت ملحمة صيانة الوحدة الترابية بجهاد أكبر تمثل في المسيرة التنموية المتواصلة بالأقاليم الجنوبية، في شكل منجزات تتعاقب حلقاتها في إطار عمل إرادي يروم النهوض بالمناطق المسترجعة وإدماجها في النسيج السوسيو اقتصادي الوطني.
إن إرادة التنمية بهذه الأقاليم المسترجعة، تتجلى في جميع أبعادها، في بوابة مشرعة على مستقبل تعبّد فيها للأقاليم الجنوبية طريقها كي تشكل قطبا فاعلا وأساسيا ضمن محيطها الجهوي.
وبالفعل، فقد انطلقت هذه المسيرة التنموية ببرامج استعجالية لتدارك الخصاص الحاصل في البنيات التحتية والتجهيزات، واتخذت وتيرة متسارعة، خصوصا بعد إنشاء وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية.
إن الأمر يتعلق بدينامية بعيدة المدى تروم تهيئ الأقاليم الجنوبية لولوج مرحلة الجهوية الموسعة التي جاء مخطط الحكم الذاتي منسجما مع فلسفتها القاضية بتمكين مختلف جهات المغرب من استثمار طاقاتها ومواردها البشرية والطبيعية خدمة للوطن والمواطنين، في شكل منجزات وفي إطار عمل يتأسس على إرادة تمعن في المضي بتنميتها إلى أبعد مدى.
وسيرا على نهج جده الملك المحرر جلالة المغفور له محمد الخامس ووالده باني المغرب الحديث المرحوم الحسن الثاني، ما فتئ جلالة الملك محمد السادس يواصل، منذ اعتلائه العرش، تجديد الالتزام بتكريس الوحدة الترابية للمملكة، حيث شكلت تنمية الأقاليم الجنوبية وإدماجها، اقتصاديا واجتماعيا، في النسيج الوطني، واحدة من القضايا الأساسية في اهتمامات جلالته.
وفي هذا الصدد، أكد جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي بمناسبة الذكرى ال`33 للمسيرة الخضراء "وقد قامت بلادنا بجهود مشهود بها، توجناها باقتراح مبادرة مقدامة للحكم الذاتي، حرصنا على أن تكون المشاركة الديمقراطية هي السمة المميزة لكافة مراحل إعدادها من لدن كافة الأحزاب السياسية والقوى الحية للأمة، وكذا سائر الهيآت التمثيلية للأقاليم الجنوبية. وهو ما جعل هذه المبادرة ملكا للمغاربة جميعا، ولا سيما أبناء أقاليمنا الصحراوية، لأ نها فتحت أمامهم أبواب المصالحة مع إخوانهم العائدين لحضن الوطن-الأم، ليتولوا جميعا التدبير الذاتي لشؤونهم المحلية".
إن المغرب، قمة وقاعدة يقف اليوم، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، صامدا للدفاع عن حقوقه المشروعة والراسخة في صيانة مكتسباته ووحدته، ويؤكد للعالم حسن نيته وسعيه الدؤوب لإيجاد حل سياسي لقضية الصحراء من خلال مبادرته القاضية بمنح حكم ذاتي لجهة الصحراء تحت السيادة المغربية.
وهو الأمر الذي أكده جلالته، في خطاب العرش لسنة 2008 حينما شدد على أن "أسبقية الأسبقيات تظل في تحصين الوحدة الترابية للمملكة (...) وقد أسفرت الجهود الدؤوبة لدبلوماسيتنا المقدامة عن تطور إيجابي جوهري تجسد في تأكيد الإقرار الأممي بجدية ومصداقية مبادرتنا الشجاعة للحكم الذاتي والدعم الدولي المتنامي لأحقية المملكة في سيادتها على صحرائها وبعدم واقعية وهم الانفصال".
إن المغاربة، وهم يخلدون اليوم ذكرى المسيرة الخضراء، ليستحضرون بإجلال وإكبار روح مبدعها الملك الراحل الحسن الثاني، وما تحمله من معاني وعبر كملحمة وطنية، ليؤكدون تجندهم وراء جلالة الملك من أجل استكمال وتثبيت وصيانة الوحدة الترابية للمملكة وتحقيق ازدهارها ورقيها.
وعلى امتداد 42 سنة الموالية لانطلاق المسيرة الخضراء،التي جسدت أروع صور التلاحم الوطني في سبيل استكمال وحدة المغرب الترابية، عرفت الأقاليم الصحراوية نهضة تنموية شاملة أصبحت معها هذه الربوع طافحة بالحياة وتتوفر على احدث التجهيزات الأساسية.
الذكرى ال42 للمسيرة الخضراء : من ملحمة التحرير إلى مسيرة النماء والتشييد
فبعد تنظيم هذه الملحمة التي تم بفضلها تحرير هذه الأقاليم من الاحتلال الاسباني, انطلقت مسيرة التنمية ببرامج استعجالية لتدارك الخصاص الحاصل في البنيات التحتية التي كانت تفتقر إليها هذه الربوع قبل أن تتعزز بمنجزات مكنت هذا الجزء من المملكة من بلوغ مستوى متقدم من التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وبالفعل فقد تحولت هذه الأقاليم بصفة عامة وإقليم العيون على وجه الخصوص منذ سنة 1975 إلى ورش مفتوح شمل جميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعمرانية فضلا عن الاهتمام الكبير الذي حظيت به البنيات التحتية.
إن الأمر يتعلق حقيقة بمسيرة متواصلة الحلقات هدفها النهوض بتنمية هذه الأقاليم وإدماجها في النسيج السوسيو- اقتصادي الوطني بعدما عانت لسنوات طوال قبل ملحمة التحرير من مظاهر العزلة والتهميش.
ومن المؤشرات التي تجسد أهمية المجهود التنموي المبذول بهذه الأقاليم وبجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء على وجه الخصوص البرامج السكنية المتنوعة التي تم بفضلها تدارك العجز العمراني والاستجابة للطلب المتزايد على السكن وإعلان العيون مدينة بدون صفيح.
وموازاة مع القطاع العمراني عملت الدولة بفضل الاستثمارات الهائلة على توفير حاجيات السكان المتزايدة من الماء الصالح للشرب حيث تتجاوز حاليا نسبة التزود بهذه المادة الحيوية على صعيد جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء على سبيل المثال 95 في المائة.
ومن أهم المنجزات التي ساهمت في التحولات التي عرفتها هذه المناطق في بنيتها التحتية المائية والخدمات المقدمة لفائدة السكان على مستوى قطاع الماء إنجاز محطتين لتحلية ماء البحر بكل من العيون بوجدور وبناء محطة لتزويد مدينة السمارة بالماء الشروب انطلاقا من حقل الالتقاط بسيدي الخطاري.
وعلى مستوى التزود بالكهرباء فقد تم ربط الأقاليم الجنوبية بالشبكة الوطنية للكهرباء بواسطة خط ذو توتر جد عال طوله مئات الكيلومترات بعد أن كان توفير هذه المادة يؤمن انطلاقا من محطات تشتغل ب" الفيول" و"الغازوال".
ولفك العزلة عن الأقاليم الجنوبية وربطها بالأقاليم الشمالية عملت الدولة خلال الفترة الممتدة مابين 1975 و2017 على انجاز عدة عمليات همت بناء وتجهيز 3 آلاف كلم باستثمارات فاقت الملاييرمن  الدراهيم بعدما كان طول هذه الشبكة قبل 1975 لا يتجاوز 70 كلم .
وعرفت البنية التحتية الإستشفائية بدورها نموا ملحوظا حيث أصبحت هذه الأقاليم تتوفر على عدد من المراكز الصحية وخمس مستشفيات اثنان منها بالعيون وواحد بكل من السمارة والداخلة وبوجدور في وقت كانت هذه الربوع قبل المسيرة الخضراء لا تتوفر إلا على مستشفى واحد بمدينة العيون.
وشملت هذه القفزة النوعية قطاعات التعليم والشباب والرياضة والطفولة حيث تم بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء بناء وتجهيز 53 مدرسة ابتدائية و30 مؤسسة للتعليم الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي وملعبين لكرة القدم وثلاث قاعات مغطاة وحلبة لألعاب القوى وحلبة لسباق الهجن إلى جانب دور للشباب والأطفال ومراكز للتربية والتكوين ومركب ثقافي ومكتبات وسائطية.
وتأتي كل هذه المنجزات لتنضاف إلى مشاريع أخرى توجد في طور الانجاز أو قيد الدراسة والمرتبطة أساسا بتعميم شبكة تطهير السائل وتوسيع محطة تحلية ماء البحر وبناء وتهيئة 780 كلم من الطرق بالعالم القروي والانتهاء من التجهيز التدريجي ل24 ألف بقعة أرضية بالعيون وإحداث قطب حضري جديد ببوجدور وتعزيز المرافق الاجتماعية والثقافية والرياضية.
ومن المؤكد أن هذه المشاريع التي يتم انجاز عدد منها في إطار شراكة مع وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية التي خصصت لانجاز مخططها الخماسي للفترة 2004/2008 إعتمادات مالية بقيمة 7 ملايير و200 مليون درهم ستوفر الأرضية الملائمة لاستقطاب استثمارات كفيلة بتحقيق تنمية مستدامة ومندمجة بهذه الربوع من المملكة.
وتعززت هذه الجهود الاستثمارية، التي جعلت المنطقة تتبوأ مرتبة متقدمة في مجال التنمية، بمشاريع أخرى مدرجة ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك محمد السادس في 18 ماي 2005.
وبهذه المنجزات تكون الأقاليم الجنوبية قطعت أشواطا متقدمة في مسيرة التنموية وانتقلت على إثرها من مرحلة توفير التجهيزات الأساسية الضرورية إلى عمليات واسعة لبناء مختلف المرافق والمؤسسات جعلت مدنها تضاهي المراكز الحضرية الكبرى ببنيات حديثة ومتجددة تتوجه نحو مستقبل أفضل.
المرجو مشاهدة الروابط التالية حول ملحمة المسيرة الخضراء المظفرة:

http://www.youtube.com/watch?v=6pbTS6fT3Gs&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=fuZbTr5SYrY&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=d-TVksWCQOk&feature=related


السبت، 4 نوفمبر 2017

هكذا تدور الأيام

خليفة مزضوضي
كم مِنْ أطيارٍ غابتْ علينا
فبكتْ أنجمٌ وطالَ بُكاها
فيا ربَنا رفقاً بنفسٍ
قد فاضتْ أشواقُ لِقاها
تحلمُ النفسُ دوماً بالتمنى
فلا ترى ما كانتْ تراها
وفوزٌ قد فازتْ بِفوزٍ
فهل بفوزِها سعُدتْ رُؤاها ؟
وهل شاديها نامَ غريراً ؟
وقد كان دوماً فى حُلمِ لِقاها
أم كان كالطيفِ راودهُ زماناً
فعافتْ ليالِيهِ مُبتغَاها
تتقلبُ الأجْواءُ دَوماً
ولا ندرِي إلي متى كانْ مَداها
………………..—…………………
فيا عجبي ……
وهكذا الأيام تمضي ……..

هو حلمٌ عابرٌ طاف بالقلبِ .. واحتجــــــــــب
ودمعٌ ترقرقْ فى المحاجرِ .. فما انسكــــــــب
وشدوٌ أطربَ النفسَ ونال منها .. العجـــــب
وصدى الذِكـــرى تاهت فى أضابيرِ .. الكُتــــــــــب
كانت سمرٌ .. وآهـــــــاتٌ وشــــــــــوقٌ .. وشغـــــــب
وهذا النسيمُ .. يُداعبُ الفراشاتِ .. والحــــــــــبب
وموجُ البحرِ يدنو على الشاطىء .. وينسحِـــــــــب
ورملُ البحرِ يغفو .. ليغوصَ .. فيحتَجـــــــــــــــــــــــــــب
وأشرعةً كانت تُناظرنا من بُعدٍ .. وتنتَصِــــــــــــب
والبدرُ يطُلُ علينا من بين .. طــــياتِ السُحــــــــــب
ونجيماتُ السعدِ .. تُغازلنا بشغفٍ .. وعَجــــــــــــــــب
وهكذا الأيامُ تمضي .. وتطوِيها الحِــــــــــــــــــــــقب
وكم أحلامٍ .. وذكرى فى القُلوبِ .. تنْتحـــــــــب !!
—————————-
فيا عجبي …..
وهكذا الأيام تمضي سِراعاً ونمضي في رحَاها فالموتُ أهونُ من عيش ذُلٍ في مبتغاها

الخميس، 2 نوفمبر 2017

الاسلام دين التعايش والسلام





خليفة مزضوضي
التعايش السلمي جزء من المجتمع ، فأفراد المجتمع هم نسيج واحد داخل المجتمع تجمع بينهم علاقات مشتركة ، نتاج موروث طويل من الحياة ، والترابط الرحيم بين الطرفين .
يقصد بالتعايش أن يعيش الرجـل مع الخلق ، فيسلم منهم وينصفهم عن نفسه ، فيلقي الله عز وجل ، وقد أدى إليهم حقوقهم ، وسلم بدينه بين ظهرانيهم .
يقول الدكتور التركي : ” إن المسلمين يملكون رصيدا ضخما في مجال الثقافة والقيم والعلاقات الإنسانية، والتعاون بين الأمم والشعوب، فينبغي أن يكــــون للإسلام نصيبه في بناء أي نظام عالمي جديد ، وأن يكون له مكانة في الدعوة إلى التعايش السلمي بين البشر ” ، ويقول الدكتور محمد فاروق النبهان : ” نحن نجد ملامح العولمة في القيم الإسلامية التي تدعو إلى التكافل بين الناس، والتعاون على الخير وإلغاء كل مظاهر التمييز العنصري، ومقاومة كل دعوة إلى إقليمية ضيقة أو قومية متفوقة، أو عصبية جاهلية” 
وقد اعترف الإسلام بتمام حرية الإنسان فى الإيمان بالله ، وفى تقدير الرسالة التي يؤمن بها ، وضمن له من جهة ثانية حريته فى التعامل مع أقرانه ، فحكم ببطلان كل عقد بين طرفين شاب الإكراه أحدهما ، أو أقيم على الخديعة لواحد منهما أو كليهما ؛ كما نرى ذلك فى عقد الزواج الذي هو عقد شخصي بحت إلا أننا نرى ما وصل إليه الإسلام فى تدبير الحرية الشخصية للإنسان ، فله أن يعايش الناس بأخلاقهم ، ويضمر فى جنحه الإيمان بالله ، فروى عن وهب بن منبه أنه قال له رجل: ” إني هممت بالعزلة ، فما ترى ؟ قال : لا تفعل ، بك إلى الناس حاجة ، وبالناس إليك حاجة ، ولكن كن صموتاً نطوقاً، أصم سميعاً ، أعمى بصيراً فإنه لابد للناس منك ، ولابد لك منهم .
وروى عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي قال : قال الله تبارك وتعالى : يا داود ، ما لي أراك خالياً ؟ قال : هجرت الناس فيك يا رب العالمين، قـــــال : أفلا أدلك على ما تستبي به وجوه الناس ، وتبلغ فيه رضاي ؟ قال نعم ، يارب ، قــــــال : خـــــالق الناس بأخـــــلاقهم ، واحتجن الإيمان ، فيمــا بيني وبينك ، فهذا التعايش 
قال تعالى : ” إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ” ، فلو أمروا باعتزال الناس على ما يرى منهم ، لكانت هذه مخاشنة مع الخلق وأخذا بالخناق ، فهذا باب لا يحتمله الخلق ، وتضيق العشرة وتضيع الحقوق ، وفيه تقاطع الأرحام وتباين الإخوان و تفاسد الجيران ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعاشر أصحابه والأعراب ، وسائر الخلق من الوفود ، فهذا نوع من التسامح والإخاء فى الإسلام ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ” ما بال أقوام يفعلون كذا ” . وكان السلف الصالح رضي الله عنهم يشيعون الجنائز ، وفيها النوائح والنوادب ، فلا يتركون تشييعها لباطلهم ، ويشهدون الولائم ، وفيها اللهو ، ويشهدون الأسواق بتجارتهم ، وفيها اللغو فيعوذون اللـه من شر ذلك ، وقد جاء رجل إلى سفيان بن عيينة ، فقـــــــال : إن لي أخا ، وكان والياً بالري وولى اليمن ، وهو مجتاز بى ها هنا ، أفأنزله بيتي ، وأتصرف له فى حوائجه ؟ فقال : نعم ، وتلا قوله تعالى : ” لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ”. فهذا فى الكفار ، فكيف فى المؤمنين .
إن الاستمرار فى التعايش بين الأجناس جميعها ، من أهم الأمور التي وصى بها الإسلام وانطلاقاً من ذلك تمكن المسلمون من أن يحققوا التعــــــــــــــــــايش مع أنفسهم ، ومع مخالفيهم فى الدين 
هدانا الله واياكم لما فيه خير لهدا الوطن والانسان والانسانية خاصة ،وللامة على البسيطة الارضية عامة ، واستغفرو الله في قولي فان صدقت فمن الله وان اخطات فمن الشيطان والله المستعان ، واعاننا الله على حمل الرسالة الانسانية ونشر السلام وفعل الخير بين افراد المجتمعات والاجناس مهما كانت عقيدتهم واجناسهم ابتغاء لوجه الله ،وحمل راية السلام والسلم والتعايش بين الافراد تحت لواء الانسانية تجمعنا بكل عزم ومصداقية حتى تصبح راية السلام والمحبة والتعايش رفرافة في بقاع العالم والله الموفق 

الثلاثاء، 31 أكتوبر 2017

رسالة فيها كلام لاهل السلام

                                                                                     

خليفة مزضوضي
نستقبل مؤتمرات االسلام ونحن نحمل أمالاً جديدا وكبيرةً بمستقبل يملؤه النجاح والتقدم والمحبة والسلام ، وأيّاماً آتية تحمل راية بيضاء ترفرف عالية  بتفاؤل وإصرار مكتوب عليها نحن سفراء السلام ، مؤتمر تنبعث منه رسالة  تطوي كلّ ما خلفها من آلام وفشل ، تحمل بين طياتها رسالة محبة وسلام وتقول للعالم نحن سفراء السلام ، فننظر لها بعين مشرقة متلألئة بأنّ الآتي أجمل. السنة الميلادية 2019 قد حلت ونتمنى من مؤتمراتنا هده ان تحمل معها كل الام العالم وكل فشل في عالم السلام ، وان تحل علينا هده السنة ، سنة محبة وسلام ووئام مبنية على خطى نبينا المصطفى سيد الانام صلى الله عليه وسلم وعلى نهج ولي امرنا سبط الرسول الامين جلالة الملك سدد الله خطاه 
اخوتي احييكم بتحية السلام :السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته 
اخوتي اليكم مني السلام
من مدينة مراكش ارض المحبة والوئام والتاخي والحوار والتسامح بين الانسانية والاديان
 اخوتي فالسلام هو روح الديانات وغاية الرّسالات السّماوية والشّرائع الربانية ، فالسلام هو من أسماء الله تعالى الحسنى، كما جاءت جميع رسالات الله المبلّغة عن طريق رسله إلى النّاس بمعاني السّلام والمحبّة بين النّاس.
في 09 فبراير اجتمعنا على اسمه الاعظم وهو السلام ومن اجل السلام  ترتفع الأصوات التي تنادي بالسلام والحب والوئام بين دول العالم ،
اخوتي سفراء السلام :فلنجعل المحبة والتآخي هي راس مالنا ، والمحبة والسلام اجمل صورة في شخصيتنا
تُنبِئُ عن الوئام والتلاقي بين افراد المجتمعات مهما كانت اجناسهم واختلفت دياناتهم ، علينا ان نعقد صلح بين المحبة والسلام وبين قلوبنا وشخصياتنا حتى تكون رسالتنا رسالة المحبة والسلام نابعة من القلب ، ان نطهر قلوبنا من الغل والحقد والكراهية بين الاديان والأجناس ،حتى نقدم للبشرية ماهو خير من لقمة العيش وجرعة الماء التي يحتاج اليها العالم في زماننا هدا ،

-- نعم اخوتي انه الحب انها العاطفة انه الاحساس بالحنان ، إنّها طبيعة العلاقة المنشودة. نعم، الحب أساس العلاقات السوية بين بني البشر، وأقوى من روابط الدم والنسب، 
فكم من افراد الشعوب والاجناس تحتاج الى هده الاحاسيس التي دكرتها ،لكن السؤال الدي يطرح نفسحه : هل نحن نمتلكها لنمنحها للاخرين ، سؤال صعب يحتاج الى وقفة مع الدات والنفس لان الحب إنكار للذات، وتحرر من قيود النفس. يسمو به الإنسان إلى كلّ ما هو خير وجميل، 
لان الحب هو نبض الحياة والأمل، ومتحف المشاعر الجميلة، والأحاسيس الرقيقة، والشعور الخفي الذي يعطي الإنسان الإحساس 
كلمة سلام تحتاج منا الى التصالح مع الدات ، والاخلاق الفاضلة النبيلة ، كلمة السلام تحتاج منا الى نقطة تامل مع الحديث النبوي الشريف (لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه مايحب لنفسه ) رسالة السلام تحتاج منا الى الوقوف على قوله عز جلاله : (ولاتبخسوا الناس اشيائهم ولاتعثوا في الارض مفسدين )صدق الله العظيم بملخص الكلام علينا غسل قلوبنا بالايمان الرباني الحقيقي 
رسالة السلام تحتاج منا الى تطهير قلوبنا من كل غل وحقد وكراهية و حسد  الخ وان نملا قلوبنا بالحب والتسامح والمحبة البشرية كما كانت نوعها بمختلف اطيافها واجناسها حتى نعطي صورة جميلة عن الاسلام والمسلمين في الزمن الحالي التي اصبحت تداس فيه كرامات المسلمين باسم الارهاب في الوقت الدي اصبحت افكار متطرفة تغزو عقول شبابنا وبناتنا ومجتمعاتنا 
 نحن مسلمون: نعم 
 نحن مؤمنون: نعم 
اولى بنشر التسامح والسلام ورفع راية المحبة والتاخي لان ديننا الحنيف يحثم علينا دالك بنصوص تشريعية لاجدال فيها ، فادا حرم الله علينا جدال اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى استنادا لقوله تعالى (ولاتجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن ) الله سبحانه حرم اضعف شيئ جدالهم فمابال العنف والقتل والكراهية التي نعيشها الان في مجتمعاتنا ، افيقوا ياامة محمد، ان ديننا  حرم الجدال والعنف والقدف والقتل الخ بين الاديان وجعل لغة العطف والتسامح والتحاور والمحبة والتاخي وسيلة اساسية للتعايش 
ادن سؤال يطرح نفسه : لمادا نحن الان نتناحر ونتشاجر ونتجادل ولا نتحاور ولا نتناصح ولمادا نتناطح  اهل من المناصب ام من اجل ,,,واجل ,,,واجل ,,,اين لغة السلام يااهل الاسلام والايمان ، اين اهل الحكمة ، اين العقول الالباب الراقية ، اين ,,,واين ،،،،
اين الجسد الواحد ، اين اليد في اليد ، اين القلوب الطاهرة ،والايادي البيضاء التي ستحمل لواء السلام من اجل نشر المحبة والتاخي والتسامح والسلام ، ام هي فقط لغة كلام من اجل حمل الالقاب ، ديننا دين التناصح لا التناطح ، ديننا الحنيف يامرنا بالنقد البناء : رحم الله عبدا نباني بعيوبي وارشدني الى ديني وصوابي ، هدا هو الدي نسميه النقد البناء في الوقت الحالي ،ان الدين نهى على الجدال بين المسلمين وغير المسلمين ، فما بالنا نحن كامة مسلمة تدين بدين واحد والاه واحد ونبي واحد وتوحدها رسالة واحدة :مالنا لا نفتح لغة السلام لغة المحبة لغة التاخي لغة التعايش ونكون خير مثل لخير خلف وسلف ، ونتخد من شيمنا الدينية والاخلاقية والانسانية خير قدوة وان تاهت بنا الدنيا :من نبينا المصطفى : (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ) 
ونحمل شعار لا للعصبية ، لا للتطرف الارهابي ، لاللتطرف الفكري ، لا للمساومة ، لا للجدال نعم للحوار ، لا للتناطح نعم للتناصح ، لا للقبلية نحن امة واحدة ، لا للعنصرية كلنا من ادم وادم من حواء ، ولنجعل من حديث نبينا المصطفى شعارا اساسيا  في لغة السلام (لافرق بين عربي على عجمي الا بالتقوى )وقوله عز جلاله (انا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم )
اخوتي اهل السلام : لغة السلام والحوار والمحبة والتعايش هي لغة كل الانبياء والرسل ،وكان نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم من بين اولي العزم من الانبيان في دالك  
مشكلتنا أنّنا قد نعرف كلّ الناس من حولنا لكننا نجهل شيئاً أساسياً هو أنّنا نجهل أنفسنا، فلو سألك أي سائل عن صديقك أو قريبك فإنّك تقضي اليوم في الحديث عنه ولا تنتهي، لكن لو سألك إنسان نبذة عن نفسك؟! ما أفكارك؟ ما خط عاطفتك؟ ما خطوط انتمائك؟ ما أُسس علاقتك؟ ما نظرتك لمستقبلك؟ هل تملك أن تجيب؟ الكثيرون منّا لا يملكون أن يجيبوا لأنّهم لا يحدقون بأنفسهم ،والله يريد لنا دائماً أن نحدق بأنفسنا «مَن عرف نفسه عرف ربّه» علينا ألا نؤمن بما يخوض به الاخرون لتكون بداية موفقة للمنظمة الدولية للسلام ؛ لأنّ على الإنسان أن يكون أكثر وعياً في نهايات الزمن، فقد تكون نهايات الزمن نهاية عمرنا، عليك أن تستعد للزمن. لذلك، لا بدّ أن يكون الزمن نابعاً منّا، حياً، منفتحاً، مسؤولاً، متحركاً، وألا نشعر بالزمن عبئا.. وإنما فرصة للعيش والعمل بحب وسلام نابعين من نفوسنا، ولا ننسى التغيير الذي يجب أن نجريه في دواخلنا لتكون مسيرتنا داخل المنظمة الدولية للسلام  الجديدة عاما مملوءا بالانتاج العاطفي والعملي.يبهر الجميع ليعم السلام وينعم الناس بالامن والامان وننقد الاجيال من التطرف الهدام تحت كلمة واحدة وشعار واحد وهو  : كلنا من اجل المحبة والسلام والتسامح والتاخي بين الانسان ، وفقكم الله اخواني اخواتي اهل الدين والمعرفة سفراء السلام لما فيه خير البشرية والانسانية جمعاء واننا نساندكم في عملكم الجاد من اجل انقاد الانسانية ونحييكم على المبادرة النيرة ، واكرر اعتداري ان صدر مني اي خطا في كلمتي هده ، والاعتراف بالخطا فضيلة ، ومن شيم الكرام
ان اصبت في رسالتي هده فمن الله ،وان اخطات فمن الشيطان والله المستعان والسلام عليكم     

السبت، 21 أكتوبر 2017

الاسلام دين التسامح والتعايش

خليفة مزضوضي 
أرسى نبينا محمَّد صلى الله عليه وسلم دعائم التسامح بين البشر، وأوحى الله إليه في القرآن أن لا إكراه في الدِّين، وبيَّن صلى الله عليه وسلم حقوق غير المسلمين الذين لا يحاربون المسلمين، وأنَّ لهم الأمن على أنفسهم، وأبنائهم، وأعراضهم، وأموالهم، وفي بلاد المسلمين إلى اليوم رعايا من اليهود والنَّصارى يعيشون حياة كريمة، وقد عرفت الحياة نوعا من التعايش بين المسلمين واليهود والنصارى عبر القرون بنوع من التسامح والتعايش والمخالطة 

من أعظم قواعد الدين الذي جاء نبيُّ الرَّحمة سيدنا محمَّد صلى الله عليه وسلم: أن اعتناق الإسلام متروك للقناعة الشخصية للأفراد والجماعات، وأنَّ الدعوة إليه تقوم على الحكمة والموعظة الحسنة، لا على الإكراه والإجبار بقوَّة السيف أو غيره، وقد ورد في ذلك كثير من نصوص القرآن والسنة، من ذلك:
قوله تعالى: ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 25.

وقوله تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ [ الكهف: 29.

كما راعى الدين الاسلامي غير المسلمين؛ فنهى عن قتالهم إذا لم يكونوا من المقاتلين؛ بل ولم يحرِّم البرَّ بهم والإحسان إليهم؛ فقال تعالى: ﴿ لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [ الممتحنة: 8].

ومن القواعد العظيمة التي أرساها دين الإسلام كذلك:
احترام حقوق غير المسلمين، سواء كانوا رعايا للدولة الإسلامية، أو كانوا خارج الدولة الإسلامية ولم يعلنوا الحرب على الإسلام والمسلمين؛ فهؤلاء كلهم لهم حقوق في ذمة كل مسلم؛ حيث يأمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم، لا يجوز لمسلم أن يعتدي عليهم في شيء من ذلك.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم((مَنْ قتل معاهَدًا لم يَرِح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عامًا))؛ رواه البخاري.

وقال صلى الله عليه وسلم((ألا مَنْ ظلم معاهدًا، أو انتقصه، أو كلَّفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس؛ فأنا حجيجه - أي: أنا الذي أخاصمه وأحاجُّهيوم القيامة))؛ رواه أبو داود.

بل لقد استوى أمام القاضي في الحكم والقضاء المسلم وغيره؛ فعن  الأشعث قال: كان بيني وبين رجل من اليهود أرضٌ، فجحدني؛ فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم((ألكَ بيِّنة؟))، قلتُ: لا، قال لليهودي((احلفْ))، قلتُ: يا رسول الله، إذًا يحلف ويذهب بمالي! فأنزل الله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا [آل عمران: 77] إلى آخر الآية [آل عمران: 77]؛ رواه أبو داود.


ولقد ظل هذا الوضع قائمًا في بلاد الإسلام إلى يوم الناس هذا؛ فقد عاش في ديار المسلمين اليهود والنصارى وغيرهم من أتباع الملل الأخرى، في ظلٍّ من الأمن والعدل والتسامح قلما يتوافر مثله في مجتمعاتنا الراهنة، وما التصفيات العرقية والدينية التي تشهدها بعض البلدان العربية والاوروبية  إلا دليل على قيمة ما قدَّمه الإسلام للرعايا من غير أتباعه، وعلى العكس من ذلك؛ فقد عانى المسلمون الويلات من جراء حروب التصفية الدينية والعرقية، أشهرها: ما حدث في الأندلس على يد محاكم التفتيش، التي لم توفِّر حتى المخالف لها من أتباع الديانة النصرانية، ناهيك عن اليهود وغيرهم، الذين وجدوا بعد ذلك الملاذ الآمن في البلاد الإسلامية الأخرى مثلا اليهود في الحروب العالمية فقد وجدو في المغرب الميلاد الامن والتعايش والتسامح .
فلنجعل من ديننا الحنيف  دين المحبة والتاخي والتعايش والتسامح ولنجعل منه رسالة امن وسلام لكل انواع البشرية ولنسر على سير نبينا المصطفى عليه صلوات الله وسلامه وعلى ركب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله سليل الدوحة النبوية الدي كثيرا ما يبعث برسائل المحبة والتاخي والتسامح والتعايش الى كل الاجناس والاديان باختلاف اجناسهم ،ولنقف كمسلمين كرجل واحد في وجه الارهاب الفكري والتشدد ولنكن خير امة امة اخرجت للناس