السبت، 30 سبتمبر 2023

ما دفنه الزلزال ليس أجسادا بشرية فقط، وإنما تاريخ من الأمجاد، ومدن من الحضارة، وشعب صبور كريم عظيم

 خليفة مزضوضي: مدير أكاديمية الأنطاكي


يالخاصة الدولية للتدريب والبحث  مراكش

نسمع كثيرا في نشرات الأخبار هذه الأيام أسماء مدن مراكش، مولاي إبراهيم، وشيشاوة وتارودانت وأكادير و وارزازات .. ومدنا وقرى بين ذلك كثيرة..

هذه المناطق هي مركز الزلزال، وهي عمق المغرب وتاريخه الكبير.. مراكش التي بناها المرابطون، وفيها يرقد الأمير المسلم يوسف بن تاشفين، وبجوارها تينمل حيث انطلقت دعوة ابن تومرت مؤسس امبراطورية الموحدين.

وتارودانت أقدم وأعرق مدن المغرب، وسورها ثالث أعظم سور أثري في العالم بعد سور الصين العظيم وسور كومبالغار بالهند، وقد ازدهرت فيها صناعة السكر في القرن 16م فقد بنى السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي قصره “البديع” وقبور أسرته في مدينة مراكش بالرخام الذي كان يستورده يومها من إيطاليا ويدفع مقابله السكر “وزنا بوزن وكذالك مسجد مولاي اليزيد بالقصبة بمدينة مراكش ”.

ومنطقة سوس العالمة، وجبال الأطلس الكبير حيث تتمازج مدن العرب والأمازيغ كما تتمازج لوحات الزهور.. هناك حيث منائر المساجد شامخة في سفوح الجبال، وكتاتيب القرآن، والمدارس العلمية العتيقة.. هنا عمق المغرب الثقافي والعلمي والديني، المغرب الإسلامي الأصيل الذي لاتعكسه واجهات المدن السياحية الكبيرة المختلطة..

ما دفنه الزلزل ليس أجسادا بشرية فقط، وإنما تاريخ من الأمجاد، ومدن من الحضارة، وشعب صبور كريم عظيم..

فرج الله عنا وعن شعبنا العظيم كل هم ، وكشف عنا كل الغمة.